مقالات متنوعة

الحكومة تريد دفن الشعب!!


*بالأمس عندما ذهبت الى الصيدلية لشراء بعض علاجاتي الثابتة والتي ستلازمني مدى الحياة وجدت اربعة ادوية منها قد بلغت زيادة اسعارها ضعفين ، ودواء السكر زاد سعره اربعة جنيهات ، وانا امام الدكتور الصيدلاني مأخوذاً بمايقول اذ بمواطن يقدم الروشتة لثلاثة ادوية عندما اعطاه القيمة البالغة ثمانمائة جنيه ، ترك روشتته وإنسل خارجاً وعلى صدره ثقل هموم الدنيا كلها ،ساقني الفضول لألحق به وانا احمل له الروشتة التي تركها ، قال انه لاحاجة له بها ، فهو يعول خمسة اطفال ، والادوية تخصه وهو يعاني من مرض في القلب والضغط والسكر ، فان اشترى العلاج سيعجز عن توفير الطعام للاطفال ولن يستطيعوا الذهاب للمدرسة ، ولن يتمكن من توفير بخاخ الازمة لوالدته فالافضل ان يضحي هو لأجل الاخرين ، امسكت بيده لنهتف: الشعب يريد اسقاط النظام ، سحب يده وانطلق لحال سبيله وهو يردد يازول انت ماك نصيح ؟! الحكومة تريد دفن الشعب..

*الآن قرارات بدرالدين محمود تحولت من الأذن الى اللحم الحي فهاهي المواصلات قد بلغت ارقاما فوق احتمال المواطن ، و الادوية بلغت اسعارها الدرجة التي جعلت السادة الصيادلة يلجأون لاغلاق صيدلياتهم كمظهر من مظاهر الاحتجاج الذي يحدث لاول مرة في تاريخنا المعاصر و ذلك لانهم للمرة الاولي يجدون انفسهم امام تحدي انساني ليس له مثيل ؛ صيدلي يملك الدواء و يقف امامه مرضي لا يملكون قيمة الدواء فيبقي بين قيمة الانسان و قيمة المال و لامبالاة الحكومة . فان يتحرك الصيادله باتجاة المواطن مضحين بروؤس اموالهم و لا نقول فضول اموالهم ، فان هذا الموقف في هذا التوقيت يعتبر مكرمة كبرى تحلي جباة الصيادلة في انحيازهم القوي للمواطن الذى تريد الحكومة دفنه..

*عموما ان المأساة التى يعيشها شعبنا في هذا المنعرج الحاد من مسيرة امتنا يقتضي بالضرورة ان تراجع الحكومة هذه القرارات الدامية ، لكن المجلس القومى للأدوية والسموم قد حدد الأول من يناير موعدا للعمل بتعديل اسعار الادوية المحلية والمستوردة . وهذا يعنى ان المجلس القومى ارتضى عن طيب خاطر ان يساند الحكومة على دفن الشعب .ونحن المرضى نمتنع عن شراء الدواء !! ونهتف الحكومة تريد دفن الشعب ، وسلام يااااااوطن..

سلام يا
ارقو المدينة النائمة على النيل والتى رفدت اهل السودان بحمزة الملك طمبل ،ومحي الدين فارس ، والتجانى سعيد ، وزكى عبدالكريم وادريس ابراهيم ،ومحمد نجيب محمد على وشيخ المناضلين على محمود حسنين ، ولأنها تترفع عن الإستجداء ، وترفض ان تكون عالة فانها تنادت لإنشاء اكبر مركز غسيل للكلى بالأمس بدأت الخطوة الأولى وفى انتظار ان تكون مسيرة ..مؤكد ستكون كونوا من السباقين !! وسلام يا

سلام يا .. وطن – حيدراحمد خيرالله
صحيفة الجريدة