الطيب مصطفى

انقذوا السمسم قبل فوات الأوان


محصول السمسم الذي يحتل مكانة علياً في خارطة الإنتاج الزراعي السوداني المنافس في أسواق العالم يواجه أزمة أخشى أن تدمِّر إنتاجه في العام القادم، بل وإلى الأبد، فقد تدنَّت أسعاره بصورة أحدثت إحباطاً بين المزارعين، سيما وأن كلفة الإنتاج تزايدت ولا تزال بشكل مدهش سواء من ناحية العمالة التي باتت تُملي أسعارها أو أسعار الخيش المتصاعدة جراء القرارات الاقتصادية الأخيرة.

لا أزال أتذكَّر أحداث 11 سبتمبر في أمريكا وتدمير مركز التجارة الدولي، وبالرغم من انعدام المقارنة بين أمريكا والسودان فإن العبرة تكمن فيما فعلته أمريكا لكي تُنقذ قطاع التأمين الذي تضرَّر كثيراً، فقد دُعم ذلك القطاع بمليارات الدولارات حتى ينهض من جديد ويؤدي دوره في خدمة الاقتصاد الأمريكي.

هكذا تفعل كل الدول حتى تلك التي تتبنّى الاقتصاد الرأسمالي دعماً لكل القطاعات الإنتاجية بما في ذلك القطاع الخاص حين يواجه ظروفاً قاهرةً تهدِّده بالإفلاس.

أعجب أن يظل القطاع الزراعي مُحتَقراً في دولة ترشّحها منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) واحدة من أكبر الدول المرشَّحة لتكون سلة غذاء العالم، في وقت يصرخ فيه الجميع منذ عقود من الزمان بأنه لا حل لأزمة الاقتصاد السوداني إلا عبر الإنتاج الزراعي، بينما تُصرَف الأموال المليارية والترليونية في قطاعات استهلاكية ظلّت عبئاً على الوطن والمواطن.

عمر فاضل نائب رئيس اتحاد مزارعي الزراعة الآلية السابق بولاية القضارف، تحدث عن ركود مخيف في السوق رغم تدنِّي السعر الذي هبط لأقل من 470 جنيهاً للقنطار في مقابل 483 قبل ذلك بيومين، مع زيادة مفاجئة في سعر بالة الخيش الذي بلغ (7700) جنيه في مقابل (7000) في بداية عمليات الحصاد، مشيرًا إلى زيادة يومية في كلفة الإنتاج مع انخفاض مستمر في السعر، الأمر الذي أحدث استياءً كبيراً بين المزارعين.

أقول مطالباً وزارة الزراعة وغيرها بأن تتحرك وتفعل شيئاً لإنقاذ السمسم قبل فوات الأوان.

بين الفريق أبو حراز ود. حسن عابدين

هل نال السودان استقلاله وفاءً لدوره في الحرب العالمية الثانية؟!

تلقَّيتُ رسالة قصيرة من الفريق شرطة أبو حراز الذي استمتعت بمكالمة مفيدة منه ثم برسالة علّق فيها على مقالي عن استدراكات المؤرّخ السفير د. حسن عابدين، فقد ذكر أبوحراز أن السكرتير الإداري الاستعماري جيمس روبرتسون زار الخرطوم في 1965، وقدّم محاضرة في بيت الثقافة، قال فيها إن بريطانيا لم تكن دولة مستعمِرة للسودان بدليل أنه لم يكن تابعاً لوزارة المستعمرات البريطانية، بل لوزارة الخارجية، وكانت حكومته الإنجليزية إدارة للسودان ولم تكن حكومة استعمارية، وإنهم خرجوا من السودان وفاءً لوعدٍ عند الحرب العالمية الثانية، وإن قوة دفاع السودان وهي تقاتل مع الحلفاء قد دفعت عربون الاستقلال حسب الوعد الذي قُطع لها لو كسب الحلفاء الحرب.

أرجو من حسن عابدين ومن الباحث جمال الشريف الاستيثاق من ذلك، تصحيحاً للتاريخ.

صحيفة الصيحة