تحقيقات وتقارير

العلاقات العاطفية في مواقع التواصل الاجتماعي.. خداع ونفاق


تسارع إيقاع الحياة في شتى النواحي أفضى إلى تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتعددت مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مرتعاً خصباً للتعارف اللامحدود، فازدهرت على إثره الصداقات، ووصل مداها تكوين علاقات عاطفية (حب – زواج) عبر مواقع (الواتساب والفيس بوك)، فما رأيك عزيزي القارئ هل هي علاقات ناجحة وناجعة لفك أزمة العنوسة أم أنها (فقاعية) تنتهي مع أول نسمة هواء؟

تزييف حقائق
اعترفت أحلام سعد (طالبة جامعية) بوجود إنشاء علاقات على مواقع التواصل المنتشرة، وذات أثر سلبي على مجتمعنا السوداني. وقالت: “مثل هذه العلاقات يحفها الخداع من كل جانب، ابتداءً من إظهار الإيجابيات التي في شخصيتنا والتي قطعاً نكون غير صادقين فيها وتزيف الحقائق”. وأضافت: “ما بدأ بباطل ينتهي أيضاً به، أما إذا وصل الأمر حد الزواج فيجب أن يشملا العلاقة بصدق”. وعن نفسها تقول: “أنا لست على قناعة بهذه العلاقات، حتى أنها ليست ذات صلة بالإسلام لا من قريب أو بعيد، وعلى الأسر متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم”. وتنصحهم بالإكثار من الجرعات العاطفية حتى لا يبحثوا عنها في مكان آخر، بجانب التثقيف الديني وتحفيز الأخلاق الحميدة بداخلهم.

نفاق عاطفي
“مواقع التواصل الاجتماعي علمتنا الكذب والنفاق العاطفي”، هكذا بدأ التوم محيى الدين (طالب جامعي) حديثه. وأضاف: “فضلاً عن تأثيرها السلبي في سلوكنا، فقد بتنا نتبادل صوراً غير مشروعة مع بعضنا البعض، بجانب اللعب بمشاعر الآخرين وهذا أكبر خطأ”. وأكد التوم أن أحد إيجابياتها اكتساب شريك الحياة الذي تبحث عنه. ونبه إلى ضرورة حفاظ الشباب على العادات والتقاليد الإسلامية والإيمان بالقضاء والقدر والتحفظ والابتعاد من كل الأشياء التي نهى عنها سبحانه وتعالى.

باب الشيطان
أما بالنسبة للأستاذ الجامعي منير حسن، فيرى أنها ذات تأثيرين سلبي وإيجابي. وقال: “إن تلك المواقع عضدت التواصل الاجتماعي وعمق العلاقات التي أوشكت على الزوال بعد أن كان شاقاً ومكلفاً، وبات من السهل تبادل الرسائل النصية والصوتية والصور أيضاً في أي زمان ومكان، بالإضافة إلى أنه يسر من كلفة التواصل أثناء الاستعداد للزواج سواء في الاختيار أو الترتيب له، لكنه يمكن أن يفتح باباً واسعاً للشيطان حتى لمن يبدأ بنية طيبة”.

هروب مفاجئ
فيما قصت أميرة إبراهيم قصة صديقتها حتى تكون عظة وعبرة لغيرها، وقالت: “تعرفت صديقتها على شاب من دولة عربية عبر أحد المواقع، لم يرها ولم تره، تطورت بينهما العلاقة حتى طلبها للزواج، وأرسل مالاً يزوج خمساً من البنات، وعُقد القران، بعدها اختفى من الموقع ومن حياتها نهائياً، ولا تعرف أحداً يمكن أن يوصلها له”. وتابعت: “رغم أن تلك القصة مخيفة وتنبئ بالخطر إلا أنها ليست عموماً، ويمكن لعلاقات غيرها أن تنجح وتكلل بزواج سعيد فقط على الجانبين معرفة بعضهما البعض جيداً، ثم يتوكلا على الله، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “من أتاكم من ترضون دينه وخلقه زوجوه”.

الحرام والحلال
تقول مودة يحيى (طالبة جامعية) إن العلاقات المطروحة الآن منها الصالح والطالح، هناك الجادون الراغبون في إنشاء علاقة جادة، وهناك أيضاً من يرغب في ملء فراغه، لذلك على مستخدمي تلك المواقع تسخيرها لخدمة الإسلام والمسلمين، علينا تربية أبنائنا على الحلال والحرام وليس على العيب والخطأ والصح. واستنكرت منار خالد تبادل صور العشاق عبر الفيس بوك أو الواتساب. وقالت: “باتت الفتيات تتبادل الصور ومقاطع الفيديو مع عشيقها أو حبيبها، وهذا أمر غاية في الخطورة، ولاسيما أن الأمر وصل للصور والمواقع الإباحية وكلها أشياء محرمة”. وترى منار أن التوعية الدينية حل جذري لهذه المشكلة التي ستؤرق الأسر في حال انتباههم لها.

تعارف سهل
فيما ترفض تماماً حليمة عبد الله (ربة منزل) هذا النوع من العلاقات. وقالت: “لابد من معرفة أصل وفصل العريس، وكل الأشياء التي تتعلق به حتى نفكر ونزوجه أبنتنا، الموضوع ليس بهذه السهولة”. وتابعت: “التعارف عبر تلك الوسائط سريع وسهل، لكن بالنسبة لنا تنفيذه صعب، وعلى الأبناء أخذ الحيطة والحذر قبل أن يراوده مجرد التفكير في التلاعب أو الغش”.

الخرطوم – عرفة عبد الله الضو
صحيفة اليوم التالي