صحة الخرطوم .. يا عبد الرحيم
لن نركز اليوم على السيد وزير صحة الخرطوم البروف مامون حميدة ، ولن نخوض في سياسته العرجاء التي دمرت القطاع الصحي بالولاية ، فهو احد وزرائك ، جئت الخرطوم والياً ووجدته وزيراً للصحة وأبقيت عليه في الوزارة طائعاً مختاراً.. ، رغم أحاديث تفيد بأنه مفروض عليك من جهة أعلى ، والا لكان يمكن لك أن تقول ( يا أنا .. يا مامون ) ، ولا ينصب اهتماماً اليوم على سياسة وزير صحة الخرطوم بنقل الخدمات الصحية للاطراف ، فهي قد ثبت فشلها .. الخدمات الصحية غير متوفرة لا في الاطراف ، ولا في وسط الخرطوم ، ولن يفيد أي حديث عن انها قولة حق أريد بها باطل ، خاصة وان لا أحد أنكر أنها في الاصل سياسات أمنية قصد منها أفراغ وسط الخرطوم من الازدحام ، ومللنا ترديد عبارة ( Conflict of Interest ) ، لان مجرد شغل السيد مامون حميدة لمنصب وزاري في حكومتك وهو المستثمر الأكبر في القطاع الصحي يخالف الدستور القومي الانتقالي ويخالف الدستور الولائي ، ويخالف يومياً قاعدة ( الافضاء بالمصلحة ) ،
يكفي ان السيد الوزير كان يكدس الاجهزة والمعدات الطبية في المخازن ويضن بها على المستشفيات الحكومية ، ولولا أضراب الاطباء ( جزاهم الله خيرآ) ، لما اكتشفت هذه الاعمال التي تقدح في ذمة المسئولين وحرصهم على صحة المواطن ، أضرب الاطباء احتجاجاً على تردي الخدمات الصحية وتدهور بيئة العمل ، فتحركت الدفارات ليلاً ونقلت المعدات التي طالب بها الاطباء الى المستشفيات، ولم يجد الوزير حميدة قولآ لتهدئة الاوضاع ، الا ان يعلن انه سيترك الوزارة بعد شهرين ، فلماذا بعد شهرين ؟ هل تمت مناقشة هذا التصريح؟ ألم يكن الافضل اقالة وزير يتحدث عن رغبته في ترك الوزارة ويحدد تاريخاً لذلك ؟ الا ان السيد الوزير لم يوضح هل ستكون استقالة أم أنه أخطر بالاقالة ؟
الوضع الصحي في الولاية غارق في فوضى عارمة ، انعدام الادوية الاساسية من المستشفيات الحكومية ، شح في أكياس الدم ، نقص حاد في الادوية في الصيدليات ، الامدادات الطبية والشركات المستوردة للدواء توقفت عن البيع منذ صدور القرارات الاقتصادية واعلان الحكومة تحرير دولار الدواء ، الحكومة تفشل في استرداد مبلغ يزيد عن ( 20 ) مليون يورو حصلت عليها ( 34 ) شركة بزعم استيراد الدواء ، و تم استغلال هذه المبالغ في اعمال تجارية أخرى ، رغم الضجيج والتهديد والوعيد لم تتخد أي اجراءات في مواجهة هذه الشركات التي اتضح لاحقاً انها غير مرخص لها باستيراد الادوية ! بالطبع هذا الامر لايمكن ان يفوت على فطنة البنوك التجارية أو بنك السودان ، فماذا حدث ؟ الامر يتعلق بتجاوز القانون و تجاهل القوانين المصرفية ، و بنك السودان يغض الطرف عن منشوراته الخاصة بتنظيم الاستفادة من حصائل الصادر ،
أخر الاحصاءات تفيد بأن الشعب السوداني ( عيان خالص ) ، د. مهدي أختصاصي أمراض الباطنية بمركز أبو العز لامراض السكري قال أن اكثرمن ( %20) من سكان ولاية الخرطوم حوالي ( 1,5 ) مليون مصابون بالسكرى ،شركة نوفونورديسك أعلنت في دراسة عن مرض السكر ان حوالي ( 5 ) مليون سوداني مصابون بالسكري ، منهم ( 1,5 ) حالات مسجلة ، الجمعية السودانية لامراض الدم كشفت عن ( %25 ) من السودانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم القاتل ، منهم ( %75 ) بسبب الضغط النفسي الحاد ،( 8 ) ملايين سوداني مصابون بالملاريا منهم (%60 ) في ولاية الخرطوم ، د. على بلدو استشاري الطب النفسي حذر من ارتفاع الاصابة بالفصام وقال ان النسبة وصلت الى ( %1.5 ) من السكان ، وان التقارير تشير الى تسجيل ( 17,000 ) حالة في عام 2015م فقط ، بلغ عدد مرضى الايدز المسجلين حوالي ( 92,000 ) حالة منهم ( 79,000 ) بولاية الخرطوم ، ارتفعت معدل الوفيات بين الاطفال من ( 81 ) حالة وفاة الى ( 86 ) في كل الف متجاوزاً المعدلات الاقليمية والدولية ، ( %56 ) من السكان لا يحصلون على مياة الشرب ، ( %31 ) فقط يحصلون على مرافق صرف صحية ، ( %31 ) من الاطفال مصابون بسوء التغذية والتقزم والاعاقة ، السودان الاعلى في الانتحار عربياً ، السودان اعلى نسبة لسرطان الثدى بين الرجال عاليماً ،
هل كان حال الصحة في الخرطوم سيكون أفضل ، لو لم يكن السيد مامون حميدة هو وزيرها ، ؟ يا عبد الرحيم …… أنت تعلم ، والقاص والداني يعلم ،و من يعلم ومن لايعلم ، والله في سماه يعلم ، …..ان الحال كان سيكون أفضل .. ماذا تنتظر يا عبد الرحيم ..؟ نواصل
ماوراء الخبر- محمد وداعة
صحيفة الجريدة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة
محمد وداعه شكلو حاسد