تحقيقات وتقارير

رفع الدعم … المواطن يقاتل وحيدا


مضت أيام على قرارات الحكومة برفع الدعم عن السلع والذي كانت انعكاساته ارتفاع جنوني في أسعاركثير من السلع بشكل جعل المواطن يجأر بالشكوى في كل مكان يذهب إليه لشراء حاجياته، وأحدثت تلك الزيادات أيضا ً حالة من التذمر ظهر بشكل واضح في المواصلات، حيث ازذادت حالات المشاجرة بين الركاب وسائقي وكماسرة المركبات العامة التي تعمل في خطوط المواصلات المختلفة بسبب تحديد التعرفة، وبالرغم من ملامح الغضب هذه التي باتت صفة ملازمة للشارع السوداني، إلا أن القوى السياسية التي تدعي أنها تمثل الشعب لاذت بالصمت، ولم تعلن عن مواقفها، خاصة تلك التى شاركت في الحوار الوطني، أوتلك التي لها شراكة مع المؤتمر الوطني فيما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، وكأنها تريد عدم تحمل المسؤولية التي ستطالها بالصمت حتى إذا لم تكون ضالعة في تلك القرارات

انتقاد للمعالجات
المتحدث باسم آلية الحوار الوطني رئيس حزب الحقيقة الفدرالي الأستاذ فضل السيد شعيب قال لـ (آخرلحظة) إن السياسات الكلية تمت إجازتها في مخرجات الحوار بإعادة تحويل الدعم من غير مستحقيه إلى المستحقين، وليس رفع الدعم، مضيفاً أن إعلان حزمة المعالجات الاقتصادية أتى في وقت غير مناسب، وأن ما أعلن عنه من معالجات غير كافية، وأشار إلى أن التوقيت لها كان غير مناسب لأننا الآن نبشر بمخرجات الحوار الوطني، وأن الحزمة التي تم إعلانها أحدثت صدمة للمواطن الذي يعتبر أن ذلك من مخرجات الحوار، وبدلاً من أن نشرح المخرجات أصبحنا في خانة المدافع عن سياسات حكومة الوحدة الوطنية، وقال إن المعالجات غير كافية لجهة أن الزيادة الـ 20% تذهب لـ 5% من الموظفين الذين عددهم مليون ونصف، وأن الدعم المباشر الذي رفع من 500 جنيه إلى 700 جنيه، يصل إلى ثلاثة ملايين ونصف، إذا أضفنا إليها المليون والنصف تصبح خمسة ملايين، في حين أن الشعب السوداني 30 مليون نسمة، وهي أصلاً زيادة اسمية غير كافية مع الأسعار الجنونية والـ 150 جنيه في المرتب لاتتعدى أنبوبة غاز بمشوارها

تحرير الزكاة
وأوضح أن المطلوب من معالجة هو أن يقوم رئيس الجمهورية بإصدار قرار يحرر بموجبه الزكاة من الأسر الذي هي فيه، لأنها ماسورة لدى الديوان في أغراض بعيدة كل البعد عن المصارف الثمانية، وتساءل كيف يتبرع ديوان الزكاة بـ300 مليون لتدريب الإدارات الأهلية، وقال في تقديري هذا ليس شغلهم وتبديد لمال الله سبحانه وتعالى، لأن الزكاة ربنا حدد مصارفها بصورة مباشرة، وأي اجتهاد يحولها لاستثمار، والفقراء يحتاجون لها، هذا أمر غير صحيح يجب أن يعاد فيه النظر وأن تمشي لمصارفها من دون ( لولوه ) لأن مايحدث (لولوة) في الشعيرة وجزء كبير من سبب تعاستنا لمخالفتنا لتوجيهات رب العالمين، وأضاف الزكاة قادرة على حل المشكلة، وناشد رئيس الجمهورية بتحريرها من الديون والاجتهادات غير الموفقة، وأن تترك كل محلية تصرف على نفسها من زكاتها، ضارباً مثلاً بمحلية الحواتة بولاية القضارف التي قال إنها جبت هذا العام 9 ملايين بالجديد، وقال إن الفقراء ما (ساكنين) في القمر، وإنما في المحليات

مطالبة بالصبر
في السياق ذاته قال حزب التحرير والعدالة بقيادة بحر أبوقردة على لسان شرف الدين محمود المتحدث باسم الحزب أن الترتيبات الاقتصادية الأخيرة أتت من مجلس الوزراء وليس وزارة المالية، ونحن مشاركين فيه بوزيرين هما الصحة والتعاون الدولي، وأضاف صحيح فيها سلبيات كبيرة على المواطنين لكنها علمية ضرورية لانقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، وحسب فلسفة الاقتصاديين لايوجد مخرج غير هذه الإجراءات باعتبار أن القطر تعرض لأزمة كبيرة في الانتاج، وزاد المهم جداً أن هذه الخطوات أتت متماشية مع مخرجات الحوار الوطني، وأن اللجنة الاقتصادية في الحوار اتفقت على توحيد سعر الصرف في السوق الموازي مع بنك السودان لاستقطاب أموال المغتربين، داعياً الشعب السوداني للصبر وتحمل الإجراءات لأنه صبر سنين عدداً، وصبره سيكون لشهور أو أيام محددة لإعادة التوازن ورجوع الأمور إلى نصابها.

تقرير:لؤي عبدالرحمن
صحيفة آخر لحظة