مقالات متنوعة

شوارع الخرطوم .. يا عبد الرحيم


شوارع الخرطوم تكشف قبح العاصمة نهاراً و ليلآ، فالأكياس على جانبي الطريق، التراب زحف على الاسفلت ليغطي نصف المساحة المسفلتة من الجانبين، حفر ومطبات و ( دقداق )، أما ليلاً فالشوارع الرئيسية مظلمة بعد أن أصبح الشعار ( كل معتمد ينور شوارعوا ) ، وأصبحت إضاءة شوارع العاصمة تعتمد على امكانيات المعتمد ، أو ادراكه لأهمية إنارة الشوارع ، ونسى الجميع إن هذه المدينة كانت عاصمة البلاد ، فضاعت معالم المدينة وأصبحت قرية كبيرة .

شارع السيد عبد الرحمن في قلب الخرطوم تحت الصيانة منذ أكثر من عامين ولم يكتمل حتى الآن ، سنتين تم تشييد حوالي ( 400 ) متر تمتد من شارع الجيش حتى شارع القصر ، وبقى أمتداد الشارع من القصر حتى موقف جاكسون يحكى عن البؤس والإهمال واللامبالاة ، هل يمكن أن يكون التعاقد على اكمال نصف الطريق لمدة عامين ؟ شارع الحرية ربما يؤكد أن الجهة التي أزالت ( الترتوار ) لاعلاقة لها بصناعة الطرق ، شوارع الخرطوم ( 2 ) و ( 3 ) و المناطق المتاخمة وخاصة شارع ( المفتي ) لا يمكن السير فيها إلا لمن يحفظ تضاريس الشارع ( حفرة .. حفرة ) و ( مطب .. مطب )، شارع الاصطبلات تمت سفلتة الجهة الغربية وتركت الجهة الأخرى كما هي ، الشارع الذي يربط جبرة شمال مع الصحافة شرق والامتداد ربما يكون نموذجاً حياً لا يمكن وصفه ، الجهة التي قامت بالسفلتة أوجدت ( خوانق ) مع تقاطعات شارع الصحافة شرق والصحافة زلط ، الشارع تارة مسفلت لجهة اليمين ومرة لجهة اليسار ، وهو حقيقة يمثل أسوأ نموذج للاخلال بأبسط القواعد الهندسية لتشييد الطرق رغم أن العمل فيه أستغرق أكثر من عامين ، أما الكباري ( الطائرة ) فسنأخذ مثالاً واحداً يقف دليلاً ( شامخاً ) على بؤس التخطيط والافتقار للخيال الهندسي ، وهو كبري المرحوم مندور المهدي ، حيث تطلب الأمر وضع اشارة ضوئية تلزم التوقف للقادم من الشرق أو الغرب ، احصيت عدد (112) حفرة كبيرة معيقة للحركة في مسافة (16) كلم تمثل المسافة بين مكان العمل و المنزل حيث أسكن ، أما شوارع أم درمان و بحرى فتستحق مقالآ آخر.

أما أسماء الشوارع ، فحدث ولا حرج ، أسماء غريبة أطلقها الجمهور فسادت وثبتت لسبب بسيط هو أن الدولة لم تقم بتسمية الشوارع ، أو على الأقل اعطاءها أرقاماً ، إن لم يكن هنالك أسماء ، مع الاعتراف بأنني لا أستطيع أن أفهم تسمية (61) بالأرقام فى العمارات مع غنى تاريخنا بالأسماء ، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بمصير اللجنة التي كونت منذ سنوات لتسمية الشوارع ، أما مشروع اللوحات الارشادية للشوارع والمناطق فربما مات بعد عمل بضعة لوحات على مداخل العاصمة وبعض الشوارع الداخلية ، و بالطبع لا أحد يعلم مصير الأموال الضخمة التي رصدت للمشروع منذ سنوات!

الغموض وعدم الوضح هو سيد الموقف بشأن العلاقة بين الولاية و شركات المقاولة التي تنفذ مشروعات فى الولاية ، مشروعات الطرق و اللوحات الارشادية و تسمية الشوارع لم تطرح في عطاءات ، و لم نسمع يومآ بأن الولاية عاقبت أو حاسبت أي شركة لاخلالها بالمواصفات او مواعيد التسليم ، وغير معروف هل توجد عقود ابتداءاً تنص على شروط وجزاءات؟ واذا كانت الإجابة بنعم ؟ فهل ما نراه على الطبيعة يمكن أن يكون متعاقدآ عليه ؟ هل يمكن أن يعلن السيد الوالي تفاصيل ما يجري في شارع السيد عبد الرحمن ؟ من الذي يخطط شوارع الخرطوم و كباريها ؟ هل يمكن للسيد الوالي أن يتفقد الشارع المؤدي لجامعة الرباط ، و الشوارع المجاورة ؟ ألا يستطيع السيد الوالي تعميم قرار على المحليات بأنارة الشوارع الرئيسية على الاقل ؟ من أطرف ما قرأت أمس إن الهيئة القومية للطرق و الجسور أعلنت عن إطلاق نظام العد الحركي للمركبات على الطرق بواسطة ( عدادين أو اجهزة الكترونية )، .. عدادين هل هذا معقول ؟ (مافي زول في البلد دي درس هندسة بشرية ) ؟
في العام 1989م ، كانت شوارع الخرطوم تضاء ليلآ .. يا عبد الرحيم ، نواصل

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. توعية المواطنين وتثقفيهم اولىّ من الكتابة الى الوالي – ما جدوى شركات النظاقة والمواطن هو اصل البلا