تحقيقات وتقارير

مبارك الفاضل ربط بينها وجماعة “الإخوان المسملون” الماسونية في السودان.. سرطانٌ في جسد الأمة!!


بصورة لا تخلو من جرأة، صوّب القيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل اتهامات حارقة نواحي جماعة المسلمين، وقال إنها نشأت في حواضن الماسونية، وهو الأمر الذي فتح الباب على احتمالات عدة، ذلك أن مثل هذا القول لم يجْرِ قبل ذلك على لسان الرجل، بل ربما لم يجرِ أصلاً في حق الجماعة التي تقول إنها أعطت وما استبقت شيئاً في سبيل محاربة الماسونية وتجفيف منابعها ومنابتها. ولعل ذلك ما جعل الاتهام الذي ساقه مبارك إلى الجماعة يأخذ طابع الأهمية، وربما الآثار، إذ ليس مألوفاً أن تُطلق مثل تلك الأحكام القطعية الصارمة في الوسط السياسي، إلا نادراً وفي حدود التلميح لا التصريح.
مناخ مختلف
الناظر إلى حديث مبارك الفاضل بحق جماعة الإخوان المسلمين يجد أن الرجل الملقب بـ”البلدورز”، نزع عنه رداء التخفي وراء التصريحات، ذلك أنه دفع باتهامه ذاك بصورة كاشفة. فالرجل لم يترك الباب موارباً وقطع بأن جماعة الإخوان حركة ماسونية دولية وقال إن هناك رباطاً وثيقاً بين فروعها في الدول المختلفة، وتساعد بعضها البعض، منوهاً إلى أن الجماعة نشأت أصلاً في مصر، ومن هناك جاءت إلى السودان، وهو أمر يبدو مبرراً عند مبارك الفاضل على اعتبار أن مصر صدرت الشيوعية إلى السودان، عبر السودانيين الذين درسوا في فترة الأربعينيات بمصر، وعليه رأى مبارك تصدير فكر جماعة الإخوان المسلمين إلى السودان عبر ذات المداخل.
وتُعرّف الماسونية بأنها عبارة عن منظمة عالمية لها هدفان هدف ظاهر (عدالة – مساواة- إخاء) وهدف آخر خفي وهو الهدف الأساسي وهو تدمير الدين والأخلاق ونهب ثروات الشعوب وأغلبية أعضائها لا يعلمون شيئاً عن نشاطها الخفي وهي تعمل بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”.
وهذه المنظمة منتشرة في جميع أنحاء العالم ولها سفارات علنية مخفية حسب الظروف وسفاراتها في الدول العربية ويرجّح أنه كانت لها سفارة بالسودان ويُشاع أنها كانت علنية لكنها الآن اختفت. وتعمل الماسونية في الدول العربية بصورة جاهدة ومنظمة وهذه المنظمة تستقطب دائماً رؤساء الدول وذوي النفوذ المالي والمشاهير من الفنانين والمطربين ليكونوا أعضاء فيها لينفذوا سياستها.
الشاهد أن مبارك الذي لا يخفي عداءه إلى حركات الإسلام السياسي، ربما يكون قد حاول استرضاء الجانب المصري، حينما صوب هجومه اللاذع على جماعة الإخوان المسلمين، وهي الفرضية التي مضى إليها المحلل السياسي عز الدين المنصور، منوهاً في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن مبارك أرسل اتهامه إلى جامعة الإخوان المسلمين من منصة “بوابة العرب” الإخبارية، وهو أمرٌ يُفهم منه أن مبارك عمد إلى استقطاب النخب المصرية إلى جانبه، خاصة أن المزاج العام في الإعلام المصري ينشط بلا هوداة في تصوير “الإخوان المسلمون” على أساس أنها جماعة تخريبية وإرهابية، ولم يستبعد المنصور أن يكون مبارك الفاضل يسعى إلى حشد الجانب المصري إلى جانبه في ظل صراعه غير المنكور مع الصادق المهدي، وصولاً إلى السيطرة على حزب الأمة.
موجة غضب
قطعاً لن يتنزّل حديث مبارك الفاضل على جماعة “الإخوان المسلمون” فرعية السودان، برداً وسلاماً، ومن الطبيعي أن تقابل قيادات الجماعة هنا حديث الفاضل بغضبة كبيرة، وهو ما حدث، إذ سارعت المكونات التي تتماهى فكرياً مع جماعة “الإخوان المسملون” إلى إرسال النقد الحارق إلى مبارك الفاضل، وهو أمر انتظم مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة، ولا سيما تطبيق التراسل الفوري، واتساب. وهو الأمر عند غالبية التكوينات السياسية والفكرية ذات المرجعية الإسلامية، وهو أمر لم يغيب حتى عن رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، الذي شن هجوماً عنيفاً على مبارك، وطالبه بإثبات دعاواه في حق جماعة الإخوان المسلمين، بل إن جبريل الذي يترأس حركة يُشاع أنها وثيقة الصلة الفكرية بالإسلام السياسي، دعا مبارك لإثبات ما زعم، أو أن يكف عن إطلاق الكلام على عواهنه. وقريباً من هذا المنحى رأى القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور/ ربيع عبد العاطي أن حديث مبارك الفاضل ينم عن جهل سياسي وفكري، وقال لـ(الصيحة) إن جماعة الإخوان المسلمين تنظيم عريق له رصيده السياسي والفكري ولا يمكن أن يقدح فيه إلا صاحب خواء فكري أو شخص يجهل تاريخ وفكر التنظيم الذي نهل من معينه الكثيرون.
وينظر كثيرون إلى الماسونية بأنها عالم غامض ورهيب؛ وهو أمر تدعمه ندرة الكتب أو الدراسات التي كتبت عنها، ذلك أن الكتابات التي تحدثت عن الماسونية تشير إلى أنها تغلغلت في عالمنا الإسلامي بصورة أو بأخرى، والسودان ليس بدعاً من العالم الإسلامي، ولا بد أن الماسونية كانت له بالمرصاد منذ زمن بعيد، ويرى البعض أن الماسونية تغلغلت في السودان وتحكَّمت أيام الاحتلال الإنجليزي للسودان، لكن البعض يرجع تاريخ دخولها للسودان إلى أيام الحكم التركي للسودان عقب انهيار سلطنة سنار، خاصة غردون باشا الذي يعده البعض المؤسس الحقيقي للماسونية في السودان.
هجمة مرتدة
على الدوام ظلت جماعة “الإخوان المسلمين” تنشط في كشف ما تقول إنه حواضن للماسونية في السودان، وهو أمر ظل حاضراً طوال الفترة الماضية، بل إن دفاتر التاريخ تحفظ للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، المراقب العام الأسبق لجماعة “الإخوان المسملون” أنه أنفق جهداً بالغاً في مناهضة ما أسماه بخطر الماسونية على المجتمع. ولعل هذا ما جعل اتهام مبارك الفاضل للجماعة بأنها حركة ماسونية يأخذ طابع الأهمية. هنا يقول المراقب العام لجماعة “الإخوان المسلمون” علي جاويش، الذي ثار عليه بعض إخوانه مؤخراً وقاموا بعزله من كرسي المرشد إن مبارك الفاضل غير مؤهل للحديث عن جماعة الإخوان المسملين، وتساءل في حديثه لـ(الصيحة) قائلاً: ما هي القيمة السياسية والاجتماعية للمدعو مبارك حتى يتكلم عن تنظيم الإخوان المسلمين، وأضاف جاويش، ، أن الرد ينبغي أن يكون على شخص لديه قيمة ولديه إرث تاريخي يتكئ عليه، وهذا الشخص – يقصد مبارك – يعتبر “كرت محروق” وليس لديه شئ ذو قيمة وهو الآن يصارع في حزب الأمة بتشجيع من الحكومة ولم يصل إلى مبتغاه، وقال جاويش: “ينبغي على مبارك الفاضل أن يحفظ بقية كرامته إن وجدت وأن لا يخوض في أشياء أكبر منه”.
ورغم الكتب التي كُتبت عن الماسونية في العالم إلا أن الملاحظ ندرة الكتب التي كتبت عن الماسونية في السودان، وقد تصدى لهذه المسألة بعض الكتاب مثل خضر حمد الوزير المشهور وأحد مؤسسي الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي ألف كتاباً سمَّاه (هذه هي الماسونية)، كما كتب عن الماسونية في السودان الشيخ محمد الفاضل التقلاوي وهو من الرعيل الأول من قيادات جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان وألف كتاب (الماسونية أخطر جمعية سرية في العالم)، وأيضاً تصدى لموضوع الماسونية في السودان سيد خيري السيد في كتابه الموسوم بـ(الماسونية في السودان احكموا عليهم بأعمالهم). وجرياً على حديث البروفيسور/ ناصر السيد فإن القيادي الإسلامي البروفيسور/ ناصر السيد، وصف حديث مبارك الفاضل بأنه “كلام فارغ” وقال لـ(الصيحة) إنه المعلوم والمعروف أن حركة “الإخوان المسلمون” حركة إسلامية ضد توجهات الماسونية وضد أي فكر غربي مستورد وهي حركة إسلامية أصيلة أقامها الشيخ حسن البنا وهو رجل شهيد وتم اغتياله في القصر الملكي في محفل الماسونية ذاتها، وأضاف “أن مبارك الفاضل ربيب إسرائيل والحركة الشعبية، من هو مبارك وما هو وزنه حتى يتحدث عن جماعة “الإخوان المسلمون”.
تاريخ قديم
وتشير معظم الكتب والمدونات التي ناقشت أمر المأسونية وبداياتها وتحركاتها في السودان إلى أن الماسونية ساهمت في القضاء على الثورة المهدية وتم إرسال كتشنر باشا الذي فتح أول محفل ماسوني في الخرطوم عام 1901م وتبعه ونجت باشا في العام 1903 كما تم افتتاح محفل الاتحاد عام 1908م، وتم افتتاح محفل عطبرة عام 1910م ومحفل بوتسودان في 4 فبراير عام 1924م.
وفي العام 1961 تم تنصيب أول سوداني لمنصب المراقب الأكبر للقطاع ولهذا الشخص شارع كبير ومعروف بمدينة أمدرمان العريقة، وذلك على يد تشارلس تشين مينسون المراقب الأكبر لقطاع غانا وهذه أول مرة تتم فيها مراسم التنصيب في الخرطوم، وأيضاً كانت أول مرة ينال مواطن سوداني هذه الرتبة الماسونية العالية. وعندما توفي خلفه في القيادة سوداني آخر، وقد ازدهرت الماسونية بالسودان في عهد الرجلين إلى أن تم حظرها بواسطة الحكومة السودانية في 1970. وفي فبراير 1969م نشرت جريدة “الأيام” أن اجتماعاً للمحفل سيُعقد في الخرطوم وأوردت أسماء أشخاص تمت دعوتهم للاجتماع وهو ما أسهم في أن تقوم الحكومة السودانية بحظر الماسونية في العام 1970م، ومع ازدياد قوة المد الإسلامي من “الإخوان المسلمون” والسلفيين والتيارات الإسلامية خفّت نبرة الماسونية البريطانية العلنية وانزوت تعمل وسط الأندية حتى إعلان الشريعة الإسلامية من قبل النميري والتي قضت على آخر ملامح الماسونية المرصودة.
إحصائيات
وتشير ذات الإحصائيات إلى وجود عدد كبير من اليهود في السودان ينتمون للماسونية ولكنهم يظهرون أنفسهم كأقباط مسيحيين ولهم كنيسة كبيرة كانوا يمارسون فيها الطقوس اليهودية ويقيمون طقوسهم وصلواتهم في إحدى فنادق الخرطوم الكبيرة.
ويسيطر الماسونيون على مؤسسات مهمة وكبيرة منذ تأسيبس تلك المؤسسات. ويرى الكثيرون أن ما أسموه بسفارة دولة الماسونية العالمية المتمثلة في نادي مالطا بقلب الخرطوم، هو بمثابة الإعلان العلني للماسونية في أزمنة سابقة، خاصة أن للسفارة جمعية خيرية ولها مستشار عسكري.
وكلمة (الماسون) فرنسية مكونة من (فران) ومعناها (الصادق) و(ماسون) ومعناها (الباني)، ومن دلالة علاقة الماسونية باليهود المحفل الماسوني يعني (خيمة موسى في البرية)، وأن الهيكل يعني (هيكل سليمان)، وأن العشيرة التي تستخدم بمعنى الجمعية تشير إلى (عشائر بني إسرائيل) وأنهم يستخدمون أسماء أنبياء بني إسرائيل مثل (بوعز) بمعنى (الأخ) و(جاكي) بمعنى (الأستاذ) و(يهوذا أوجهانا) بمعنى (الأستاذ الأعظم)، ومن دلالات علاقات الماسونية باليهودية العالمية أن طالبي الترقية إلى الدرجات العليا يتقدمون إلى (غرفة العقد الملوكي) التي ترمز لهيكل سليمان وهم (خالعو الأحذية) تشبهاً بموسى عليه السلام الذي أمره الله تعالى بأن يخلع نعليه لأنه بالوادي المقدس. ومن دلائل علاقتهم باليهودية يستخدم الماسون النجمة السداسية اليهودية رمزاً لهم، وهذا المثلث المتساوي الأضلع موجود في كل محفل ماسوني. والنجمة السداسية تراها على علم (إسرائيل) وعلى كل الطائرات والدبابات والسيارات الحربية والغواصات والمدافع وجميع الأسلحة وعلى كل ما يرمز لـ(إسرائيل) واليهود في التراث العبري عامة، والماسون يسمون هذه النجمة (درع داؤود) وهي عندهم تشير إلى عينين عند تداخل المثلثين.

الصيحة


‫2 تعليقات

  1. الذي فعله الكيزان بالسودان وبالشعب السوداني الماسونية ما فعلته ولا تقدر عليه ” يعنى فاتوا الماسونية ” وقد يتفوق التلميذ على أ ستاذه , والأستاذ الكاتب إسحق أحمد فضل الله قد ألمح في أكثر من مقال بأن هنالك نافذين في الحكومة “حكومة الكيزان ” أعضاء في المحفل الماسوني وأفاد بأنه لديه الأسماء ولكن لن ينشرها ، وقبلها عندما صرح ه و بأن البروفيسور على محمد شمو عندما طرد جهة “نسيت أسمها” من مبنى وصار المبنى تابعا لوزارة الإعلام وجدوا في هذا المبنى سجلات بأسماء معروفة ونافذة في الحكومة هم أعضاء أصليين في المحفل الماسوني ” وهذا يدل على صدق كلام وحديث مبارك الفاضل والكل يحتار بأن الذي يحدث في السودان إبليس يتعجب منه ويتعلم منهم وشئ ما حصل عبر التاريخ في اي بلد يمتلك موارد هائلة مثل السودان لو تمت إدارتها بشكل فعال وبكل شفافية لكفت أهل السودان ودول الجوار والعالم العربي ولكن الدمار الحاصل الماسونية تعجز عن فعله …