منوعات

كيف دفع صدّام “القصيبي” لكتابة قصيدة شهيرة؟


“نحن الحجاز ونحن نجد”، إحدى أهم اللحظات الفنية التي سجلها تاريخ الأغنية الوطنية في ثنائية خالدة جمعت الراحل غازي القصيبي مع فنان العرب محمد عبده. القصيدة كتبت أثناء حرب الخليج الثانية “تحرير الكويت”، حيث تؤكد الأبيات معنى الوطنية، وصرخة صادقة في وجه العدو الخارجي ووجه التطرف الداخلي.
كلمات القصيدة التي تحولت إلى “أغنية” بحنجرة الفنان محمد عبده، حفظها الجميع بالصوت واللحن، إذ تعد الأقرب لنفوس جيل كامل من السعوديين عايش شناعة الحرب، وأحس بهذه الكلمات التي تعبر عن شعور الحماسة الوطنية ومعنى الانتماء والدفاع عن الذات الواحدة للسعوديين.
وكان إعلان القصيدة في إحدى الأمسيات الشعرية التي أقامها الدكتور غازي القصيبي على مسرح المعاهد الخاصة بحولي بالكويت، ونقلها التلفزيون الكويتي ذلك الحين، بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي آنذاك.
وقال عنها القصيبي: عندما وقفت المملكة مع الكويت أطلق عليها السفاح كلاب إعلامه المسعورة، وتفتحت عبقرية إذاعاته البذيئة عن تسمية المملكة ديار الحجاز ونجد، ونسي السفاح أن المملكة كانت أول دولة عربية تضع كلمة العربية في اسمها قبل أن يولد السفاح ويتلقى ميشيل عفلق الوحي من الماركسيين في باريس، ومن ديار الحجاز ونجد يأتيه هذا الرد.
في هذا النص تحديد جغرافي لتكتسب الدلالات عمقا تاريخيا يقتحم الصور التي تشكل انفجاراً عاطفياً يرتفع فيه صوت الفخر والاعتزاز والتحدي، ولذلك ردد القصيبي لفظة “نحن” التي حولت النص إلى صرخة انفعالية قوية.
أجل نحن الحجاز ونحن نـجد….هنا مجد لنا وهناك مـجـد
ونحن جزيرة العرب افتداهـا….ويفديها غطارفة وأســـد
ونحن شـمالنا كبـر أشـم….ونحن جنوبنا كبرُ أشـــدُّ
ونحن عسـير مطلبـها عسير….ودون جبالها برق ورعــد ُ
ونحن الشاطئ الشرقي بـحر….وأصداف وأسياف وحشـدُ
ونحن البـيد رايـات لفـهد….ونحن جميع من في البيد فهد
قـذي تكريت يا لـصاً أتانا…..وفي أسماله بغض وحقــد
عدوت على الكويت فيا لذئب……على إخوانه والأهل يعدو
وعفو الذئب قد يثنيه عـهـد….وأنت الذئب لا يثنيك عهد
وعفو الذئب قـد يلـويه ود…..وأنت الذئب لا يلويك ود
قذي تكريت تلعنك الصبـايا…..يباغتهن في الظلماء وغـد
قذي تكريت يلعنك اليتامى….فيرجف بالصدى لحد ولـحد
قذي تكريت تلعنك البرايـا….أيلعن كل هذا اللعن فــرد
لكل الغـدر مهما جن حد….وليس لغدرك المجنون حــد
قذي تكريـت وعد الله حق….لمن سفك الدما في النار خلد
فأين تفر من يـوم قريــب….إذا ما جاء ليس له مــرد
يصد عذاب أهل الأرض جند….فكيف يصد بأس الله جنـد
دم العربي فوق يديك خـزي….وإن صب عليه الفرات يبدو
تجهمت العروبة واشـمأزت….وضج نزار وانتفضت معـدُّ
تغض الـقادسية منـك طرفا….يشيح بوجهه في الغيب سعد
ويـبرأ من جحودك كل حر….وحتى العبد يأنف منك عبـد
وتزعـم أنك القرشي جـداً….خسئت فما لهذا العار جـد

الصيحة