عالمية

الإفتاء والسلفيون يضعان طرابلس على كف عفريت


فيما يشتد التوتر بين دار الإفتاء والسلفيين، تحدثت أنباء عن وقوع اشتباكات فجر الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني بين ميليشيات محسوبة على الطرفين في منطقة بوسليم بالعاصمة الليبية طرابلس.

وكانت العاصمة الليبية شهدت مؤخرا تطورات خطيرة تمثلت في توجيه اتهامات لأشخاص ينتمون إلى قوة الردع لخاصة، وهي قوة أمنية للسلفيين تتمركز في مطار معيتيقة، بخطف وقتل الأمين العام لهيئة علماء ليبيا الشيخ نادر العمراني بناء على اعترافات مصورة لأحد المتورطين بالجريمة.

وسارت قوة الردع الخاصة بطرابلس، وهي تابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني إلى نفي تورطها في الجريمة، مطالبة النائب العام “بفتح تحقيق عاجل وشفاف لمعرفة من يقف خلف الجريمة، ومن يحاول استغلالها لمآرب خاصة به”.

وقال بيان لقوة الردع :”بعد انتشار مقطع فيديو لشخص ذكر أنه ارتكب جريمة قتل الشيخ الدكتور نادر العمراني، بمعرفة أفراد يتبعون قوة الردع، وهي عملية تصفية حسابات تقوم بها مجموعات أخرى لأغراض مشبوهة، ومحاولة المتاجرة بدم الشيخ نادر”.

إلا أن مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني والذي كان مجلس النواب عزله في وقت سابق دعا إلى “قتل كل من خطط وأرشد وتجسس ونفذ وشارك بأي صورة في جريمة خطف وقتل الشيخ نادر العمراني”.

وشن الغرياني في برنامج تلفزيوني في قناة التناصح الدينية هجوما عنيفا على السلفيين واصفا إياهم بالمنحرفين، مضيفا “المداخلة والخوارج جميعها أفكار منحرفة، المداخلة امتنعوا عن قتال القذافي وقالوا هذا قتال فتنة؛ ولم يشاركوا في الانتخابات بفتاوى المخابرات؛ وعندما قام برلمان طبرق الذي صرح بأنه مع الشيطان اعتبروه ولي أمر”.

وفي تطور يعكس شدة العداوة بين هذين التيارين الدينيين، طالبت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بطرابلس، مديري مكاتب فروعها بمنع 11 خطيبا من اعتلاء المنابر وإلقاء الدروس في المساجد.

وأعرب عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من اشتعال حرب بين الطرفين في طرابلس على خلفية مقتل الشيخ نادر العمراني، الذي لم يعثر على جثته حتى الآن، مشيرين إلى وجود تحركات عسكرية لكلا الطرفين، وإلى احتمال أن تحاول التشكيلات المسلحة الموالية لدار الإفتاء القضاء على السلفيين والهجوم على معقل قوة الردع الخاصة في مطار معيتيقة، المنفذ الجوي الوحيد المتبقي في طرابلس بعد إحراق المطار الرئيس عام 2014 .

روسيا اليوم