تحقيقات وتقارير

(رقيص العروس) بين اليوم والأمس


فى فترات الزمن الجميل كان رقيص العروس أمرا شائعا فى المدن والريف ، حيث يتم ترقيص العروس فى السباتة ويتجمع الرجال والنساء لمشاهدة العروس ترتدى فستانا صنع خصيصا للرقص وتحديدا يتميز بتفصيل عارٍ وقصير ، يظهر معالم جسدها وغالبا مايكون لون الفستان أحمر ، وهذه العادة درجت عليها معظم قبائل السودان ذات السحنات المختلفة ، ومازالت تمارس حتى يومنا هذا بصورة مختلفة تماما عن السابقة التى تمارس أمام الملأ ..وعقدنا مقارنة بين الرقص فى فترة الزمن الجميل واليوم ..هيا إلى مضابط الاستطلاع

ظاهرة دخيلة
أما سوسن أم محمد فقد رفضت رقيص العروس بشدة نسبة لوجود ذوى النفوس الضعيفة بالرغم من ان التصوير يتم فى مكان مغلق تماما وحصريا ولكن توجد لدينا عادات دخيلة مثل التصوير بالجوال ،ونشر صور العروس على وسائل التواصل الاجتماعى والتشهير بها ولبسها ، وتتوالى التعليقات من قبل ذوى النفوس الضعيفة لذلك أرفض هذه الظاهرة باعتبارها إحدى المهددات لعرش الزوجية

الرقيص زمان
, الحاجة آمنة من جيل الزمن الجميل تختلف فى الرأي مع أم محمد ،فوصفت رقيص العروس زمان أنه من العادات السائدة فى المجتمع السودانى ..ترتدى العروس فستان الرقيص والحجل والزمام ، ويتم تمشيط شعرها لعدة أيام وتخضيب يديها ..بعد ذلك تفرش السباتة والفتيات يبدأن الغناء مثل أغانى العروس ولا يتم منع أحد من الدخول لساحة المنزل ، والرقيص يتم فى حوش العروس حيث كنا لا نعرف الصالات واليوم اصبح الرقيص له أماكن مخصصة ، وفى فترتنا كان الرقص طقسا لمنع العين والحسد ، ومعظم قبائل السودان تمارس هذا الطقس الذى يدل على عاداتنا وتقاليدنا فى قطع الرحط باعتباره جزءا من رقص العروس

فترة الزمن الجميل
هناء ابتدرت حديثها عن رقص العروس فى فترة الزمن الجميل ووصفته بالأمر غير اللائق حيث يفتقد الخصوصية ، ورؤية العروس وهى ترتدى فستانا شبه عارٍ يظهر محاسنها وفى ساحة المنزل امام النساء والرجال وهى تتمايل مثل غصن شجرة هزته الريح اليوم رقيص العروس أصبح نوعا من الخصوصية ..فى زمننا هذا أصبح الرقص له ضوابط مثل منع اصطحاب الاطفال والموبايلات نسبة لوجود بعض أصحاب النفوس الضعيفة ممن يقومون بتصوير العروس والتشهير بها ورفع صورها فى الفيس والواتس بدافع الحقد والحسد وفى رأيي مراعاة نفسية العروس ربما يسبب لها اضرارا نفسية ومعنوية ،وربما يؤدى ذلك لهدم عش الزوجية ..

اما زهراء فقد وصفت ظاهرة رقص العروس بأنه أصبح من الظواهر القديمة التى سادت فى فترات ما واليوم اصبحت شبه موجودة

على نطاق ضيق ومعظم الأسر أصبحت ترفضها لأسباب عديدة من بينها غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة ..عادة ما يتم الرقص داخل صالة مثله مثل حفل الزواج، وبالرغم من ذلك بعض الفتيات يحرصن عليها باعتبارها طقسا ولكن رقص العروس له تبعات أخرى غير محمودة مثل إصابة العروس بالعين والسحر ، وصار اعتباره طقسا غير مهم ، والاكتفاء بالجرتق فقط باعتباره مكملا لطقوس الزواج

تقارب وجهات نظر
ومن ناحية شرعية لايجوز رقص امرأة أمام رجال ،وكذلك كشف المرأة للنساء غير بنات أهلها المحارم، وذلك بسبب ما يمكن من السحر والعين ، وهذه العادة كانت سائدة حتى منتصف القرن الماضى تعرف برقيص العروس وبمرور الزمن أصبحت تتلاشى تدريجيا فى ظل الظروف الاقتصادية .أصبح الزواج يقام فى صالة ، ورقيص العروس فى صالة أخرى ومن وجهة نظرى حول الموضوع ان ديننا الحنيف كرم الانسان سواء كان حيا أو ميتا وهنالك من يقومون بتصوير العروس ونشر صورها علي مواقع التواصل الاجتماعى وهى ترتدى فستانا قصيرا وعاريا ، وهناك العديد من الزيجات التى انتهت بالطلاق بسبب هذه المعتقدات والتقاليد التى ورثناها من اجيال متعاقبة .

نقد موضوعى
نجد العروس تقف على السباتة مرتدية فستانا عاريا وقصيرا وبحضور طاغ من النساء اللائي يحملن الهواتف الذكية بغرض التصوير ونشر الصور التي تجد حظها من التوزيع ..نحن مجتمع متسامح ومتصالح ومن المفترض منع الدخول بالهواتف إلى صالات الأفراح مراعاة للخصوصية واحترام الذات ، لكيلا نشارك فى نشر صور الرقص الخليع واظهار مفاتن ومحاسن العروس في الرقص

رأي آخر
فى سالف الزمان كانت العروس ترقص شبه عارية يوضع علي منتصف جسدها الأسفل ما يعرف بالرحط وهناك العديد من الرقصات جزء منها رقص الرقبة والشبال ، مما يؤدى لظهور جسمها بأكمله ومعظم الرقصات خادشة للحياة ، والرقص يعتبر من العادات والتقاليد البالية التى هي الآن فى طريقها للاندثار .

الخرطوم:ضفاف محمود
صحيفة التيار


تعليق واحد

  1. الحمدلله ان هذه العادة القبيحة اندثرت او كادت ان تندثر