طب وصحة

صيادلة يشكلون كيانا لمجابهة غلاء الأدوية والمعارضة تقول إن الحكومة تتراجع


قال حزب المؤتمر السوداني، الجمعة، إن الحكومة تراجعت تكتيكيا لتحاشي ردة فعل الشارع تجاه غلاء الأدوية، بينما تشكل كيان باسم لجنة صيادلة السودان المركزية مهمته إلغاء قرار تحرير سعر صرف الدولار للدواء.

واعتبر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي القرارات التي أعلنها وزير الصحة بحر أبو قردة في مؤتمر صحفي، يوم الجمعة، مجرد محاولات لإمتصاص غضب الشارع وإفشال الدعوات لعصيان مدني يبدأ الأحد وحتى يوم الثلاثاء، موضحين أن أمين عام مجلس الأدوية والسموم “كان مجرد كبش فداء” للسياسات الحكومية الأخيرة.

وكان أبو قردة قد توقع خلال المؤتمر الصحفي فشل العصيان المدني، قائلا إن دعوة ممثلة للعصيان الثلاثاء الماضي فشلت لأن السودانيين متفهمين للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة أخيرا.

وأعلنت الحكومة السودانية هذا الشهر حزمة قرارات اقتصادية قاسية شملت تحرير سعر الوقود والدواء وزيادة تعرفة الكهرباء وتحرير جزئي لسعر صرف الدولار، ضمن ما عدته سياسات إصلاحية للإقتصاد الوطني.

وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني محمد حسن عربي، إن قرارات وزير الصحة ما هي إلا “تراجع تكتيكي للنظام فيما يتعلق برفع أسعار الأدوية وذلك بالإعلان عن بعض التخفيض لعدد قليل من الأدوية مع الإبقاء على أسعار الدولار محررة في وجه بقية الأدوية”.

وأضاف عربي في بيان يوم الجمعة وفي أول رد فعل من قوى المعارضة على قرارات شملت اعفاء الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم، إن القرارات جاءت “لتحاشي التصاعد الكبير لحركة المقاومة الشعبية مع الإبقاء على الزيادات كما هي بالنسبة لغالب الأدوية التي يستخدمها الجمهور”.

وتابع “إن التراجع التكتيكى المفضوح لا ينطلى على فطنة الجمهور الذي يدرك تماما أن أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مرتبطة بالنظام ووجوده في المقام الأول.. الحل لمشكلات البلاد لن يكون إلا عبر إسقاطه بثورة شعبية جماهيرية”.

ودعا الحزب السودانيين إلى تكثيف أدوات المقاومة الشعبية وتصعيدها بالخروج إلى الشوارع حتى الوصول إلى مرحلة الإضراب السياسي والعصيان المدني.

وتشير “سودان تربيون” إلى استمرار الاحتجاجات ضد رفع الدعم الحكومي عن الدواء يوم الجمعة في أحياء “ود نوباوي” و”بيت المال” في أمدرمان، غربي وسط الخرطوم.

كما حرض شباب في مخاطبات للمصلين بعد صلاة الجمعة في حي “امتداد ناصر” بالخرطوم التكاتف ودعم الحراك الذي ينتظم جميع الأحياء حتى إسقاط النظام، منتقدين غلاء الأدوية التي زادت أسعارها بنسبة وصلت 300% في بعض الأصناف.

ومنذ الأحد الماضي لم تتوقف احتجاجات، غلب عليها العنصر النسائي، ضد رفع الدعم الحكومي عن الدواء، وحظي هاشتاق “أعيدوا الدعم للأدوية” على “تويتر” بمناصرة لافتة من قبل متداخلين في الدول العربية.

وحرك بنك السودان المركزي هذا الشهر سعر الدولار المخصص لاستيراد الأدوية من 6.8 جنيه إلى 15.8 جنيه، وفي السابق كان البنك المركزي يخصص 10% من النقد الأجنبي المتحقق من الصادرات غير البترولية لدعم استيراد الأدوية.

وقالت لجنة صيادلة السودان المركزية ـ كيان موازي لاتحاد الصيادلة المعترف به من قبل الحكومة ـ، إن اجتماعا لعضويتها حضره رئيس الاتحاد، انتهى باتفاق مفاده العمل على “إلغاء قرار تحرير سعر صرف الدولار للدواء جملةً وتفصيلاً”.

وأكدت اللجنة في بيان تلقته (سودان تربيون)، الجمعة، “عدم القبول بالحلول الخادعة التي حصيلتها تمرير القرار وفرضه كأمر واقع والتوعية بذلك في كل المحافل الصيدلانية والمجتمعية”.

وأمن الاجتماع على وقوف الصيادلة خلف الاتحاد إذا كان ذلك سيقود لحل الأزمة وإعادة سعر صرف الدولار للدواء لسابق عهده مطالبا بموقف واضح يتخذه الاتحاد في حال قوبل مسعاه بالرفض، وتم تسمية ثلاثة للمتابعة مع الاتحاد بسقف زمني محدد.

وطبقا للبيان تم تكوين لجنة صيادلة السودان المركزية ومهمتها الأولى مناهضة قرار إلغاء قرار تحرير سعر صرف الدولار للدواء والتنسيق مع كل قطاعات المهنة وممثليها حول الأمر وتكوين فرعيات لها بكل ولايات السودان.

وتابع: “تم عرض الإضراب كوسيلة للاحتجاج وإلغاء القرار الظالم، على أن يستكمل النقاش مع كل الصيادلة بشأن الوسائل الأخرى التي يجب اعتمادها لمناهضة القرار”.

سودان تربيون