تحقيقات وتقارير

تخاريج الجامعات.. دستور يا شباب..!


المكان: مسرح كلية البيان للعلوم والتكنولوجيا، الزمان: إحدى الأمسيات، المناسبة: تخريج طلبة جامعة بحري تخصص اقتصاد، هكذا تقول تفاصيل القضية التي نحن بصدد سرد تفاصيلها، قد تكون عادية جداً لمن لم يشاركم الاحتفال، صادمة بمعنى ما تحمله الكلمة من معانٍ لمن حضر الاحتفال، فنوعية وشكل الاحتفال لا تتناسب على الإطلاق ومكانة مؤسسات التعليم العالي، بل تنتهك حرمة الجامعة، سبق وأن أصدرت وزارة التعليم العالي توجيهاً بضبط التخاريج، ومنعت مشاركة الشركات المنظمة لكرنفالات التخريج، ووضعت ضوابط لإقامة التخريج تحت إشراف الوزارة وإدارات شؤون الطلاب بمؤسسات التعليم العالي، بعد أن وردت عدد من الشكاوى للوزارة عن سلوك الطلاب أثناء الاحتفالات ما يحدث الآن هو نقل ذات السلوك الذي رفضته الوزارة من النوادي لمسارح الجامعات التابعة في الأصل لمؤسسات التعليم العالي التي تستضيف حفلات التخرج.

كنت ضمن المدعوين لحضور تخريج أحد أقاربي من جامعة بحري كلية الاقتصاد، حتى خروجي من المنزل لم أكن أعلم مكان الحفل، لم أعر ذلك كبير اهتمام ولكم كانت دهشتي حين اقتربت من المكان وتوقف الركب أمام بوابة كلية البيان للعلوم والتكنولوجيا، وصوت إحدى الفنانات يشق سكون غرب الخرطوم، لم يكن الاحتفال قد بدأ، حيث لم يحضر الخريجين، حتى الآن، الواضح أن ذلك الصوت النشاذ كان صادر من الاستيريو رغم القيمة الخرافية لتذاكر الدخول، فإن الأسر حشدت كل أقاربهم ومعارفهم لحضور الاحتفال، كان المكان مكتظاً لآخره، فقد اضطر من أتى متأخراً الوقوف على أرجلهم حتى نهاية الاحتفال،

شكل الحفل وطريقة الطلاب للتعبير عن فرحتهم بالتخرج لا يتناسب مع الصرح التعليمي الذي أقيم به الاحتفال، فالجامعات لابد وأن تبقى صرحاً لتلقي العلم ليس مكاناً للتهريج، تجولت لبرهة من الزمن في فناء الكلية، خُيِّل لي أن القاعات تبكي حزناً على ما تسمع من أغاني هابطة لا معنى لها سوى أنها تحرك أجساد هؤلاء الطلبة، راودتني فكرة أن أصيح بأعلى صوتي في وجه الجميع أن أصمتوا وأخرجوا من الكلية، وياليت أن الأمر وقف عند هذا الحد، فقد تحولت الكلية في لمح البصر لصالة لإقامة الحفلات وتجردت من كونها كلية جامعية لها حرمتها وضوابطها.

حضرنا ولم نجدكم
عند بداية توزيع الدرجات العلمية التي حضرته الأسر وتغيَّبت عنه إدارة الجامعة التي كانت حضوراً طوال الأعوام الأربعة السابقة لتعد الطالب لهذه اللحظة، غياب الإدارة في أي تخريج لا يعني شيئاً، فالشركات المنظمة تعوضه بالمعارف أو أشخاص آخرين بعد إضافة الدرجة العلمية بروف، دكتور، الاسم فقط . انتابني إحساس بالتغيو على سلوك الطلاب، أيقنت أن هؤلاء الطلاب لم يستفيدوا على الإطلاق من دراستهم الجامعية بشيء وهم يتراقصون ويتمايلون بطريقة غريبة دون مراعاة لأسرهم وسط أغاني غريبة من شاكلة (أيوا أيوا جنوبية خاشة الكركون دي جنوبية)، (الليل الليل يا دابي الليل دا البيحوم بالليل أزرق بنة) (سوي السي سوي يا أميرة البريدو أبو لي) (عشان شنو سرقتا هوانا ولي منو سرقتا هوانا خليناك لله ينتقم منك)، أي ما يعرف بأغاني الطرب والدستور عند الشباب .

توجيه
قبل سنوات أصدرت وزارة التعليم العالي توجيهاً يقضي يمنع إقامة التخاريج في الصالات والنوادي بعد ما أثار الطلاب عدداً من المشاكل، ووصول الشكاوى عن سلوك الطلاب لوزارة التعليم العالي رأت الوزارة وقتها أن سلوك الطلاب بدأ يتنامى ويستفحل مرة تلو الأخرى، بداية بحنة العريس بالنسبة للطلاب والرحالات النيلية والبرية وغيرها مما جعلها تسارع في وضع حد لذلك.

التوجيه الذي صدر في عهد الوزير خميس كجو كنة، لم يجد حظه من التنفيذ إلا في عهد الوزيرة الدكتورة سمية أبوكشوة، توجيه الوزارة الذي وضع قيوداً على إقامة التخاريج وجد كثيراً من التحايل من الطلاب المتخرجين بمساعدة الشركات المسؤولة عن إقامة التخاريج، حيث أن الوزارة اشترطت أن تكون الشؤون العلمية بكل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي هي المسؤولة عن تخريج طلابها، بينما منعت منعاً باتاً إقامة حنة الخريج، والتخريج نفسه بواسطة الشركات وإشراك كل الأطراف المعنية بالأمر، الشرطة النظام العام إدارات الشؤون العلمية بالجامعات والنظام العام والأسر.

غياب
محمد حمزة الصديق المدير العام لشركة السورى ميديا لتنظيم المؤتمرات وكرنفالات التخرج، شرح في بداية حديثه الطريقة التي يتم بها العمل، بقوله: يتم الاتفاق مابين الشركة المنفذة لتخريج ولجنة مكونة من الخريجين على أن تقوم اللجنة بتحصيل الرسوم المتفق عليها من الطلاب، وتقوم الشركة المنفذة بتجهيز المكان والاتفاق مع الجامعة التي يقام فيها التخريج بمقابل مادي والذي يختلف باختلاف المسرح، فمسرح كلية البيان يستأجر بـ(14) مليون، ومسرح عركوز المدينة الرياضية بـ(9) ملايين، وأكاديمية العلوم الهندسية بـ(12.5) مليون، وتلتزم الشركة المنفذة أيضاً بالاتفاق مع شركات النظافة وتأمين المكان، بالإضافة لاستخراج التصاريح من الجهات المسؤولة بما فيها وزارة التعليم العالي و الشرطة، مضيفاً بقوله : في الغالب تكون إدارة الجامعة المعنية مغيَّبة تماماً وتقوم اللجنة بمد الشركة بأسماء وعدد الطلاب المتخرجين، نتمنى أن تكون الجامعة جزءاً أصيلاً من الكرنفال حتى لا يتم تخريج طالب هو في الأصل لم يتخرَّج كأن يكون مفصولاً من الجامعة أو يحمل ملاحق على سبيل المثال، وحتى لا يخدع الطالب أو الطالبة ذويهم.

أضاف محمد حمزة بقوله : بعد قرار منع التخاريج في الصالات والنوادي أصبحنا نقيم التخاريج بمسارح الجامعات، هنالك أربعة مسراح تابعة لجامعات نقوم بالتخريج فيها، أشهرها مسرح كلية البيان، يليه مسرح عركوز اتحاد جامعة السودان، المدينة الرياضية، جامعة السودان، أكاديمية العلوم الهندسية سابقة الذكر وكلها تستفيد من إقامة التخاريج فيها بشكل غير مباشر في الإعلان عن نفسها، وأردف بقوله: اعترف بأن المسارح مشيَّدة في الأساس لتغطية نشاطات الطلاب المحدودة لا لإقامة الاحتفالات الكبيرة، حيث أن لكل مسرح عيوبه، فمسرح البيان مشيَّد على شكل (ايل) لا يتيح الرؤية الجيدة لأسر ومسرح عركوز مظلم، لكن لابد من ذلك.

احتيال
اعترف محمد حمزة بأن هنالك شركات قد تحتال على الطلاب بعدم الالتزام بالاتفاق الذي تم بين الشركة ولجنة الطلاب أو تتهرب من إقامة التخريج نفسه بقوله : هذه واحدة من الأسباب التي من أجلها منعت التخاريج، لذلك لابد أن يتم الاتفاق مابين الطلاب والشركة بواسطة محامٍ لضمان حقوق الطرفين وحتى لا يخل أحدهم بما تم الاتفاق عليه، يحدث الاحتيال لكثرة الشركات التي تعمل في نشاط التخريج، حيث يفوق عددها المئة شركة قد لا يكون البعض منها مسجلاً في الأصل ويتم الاتفاق في ورقة مختومة باسم الشركة.

تحايل
ولأن الممنوع مرغوب قال محمد حمزة المدير العام لشركة (السوري ميدي) لمؤتمرات وكرنفالات التخريج: كثير من الطلاب يتمسك بحنة الخريج، بل يرفض بعضهم التخريج بدون حنة، لذا قد تحتال بعض الشركات المنفذة على قرار وزارة التعليم العالي بطريقة أو أخرى حتى لا تفوِّت على نفسها فرصة إضاعة التخريج من مابين يديها بإقامة حفلة على أساس أنها حنة عريس حتى لا تتعرض الشركة حال ما ضبطت بإقامة حنة العريس من قبل النظام العام بالغرامة والمساءلة.

مواكبة
أرجع محمد حمزة ما يتم في التخاريج من تجاوزات لرغبة الطلاب لمواكبة لكل ماهو جديد، قائلاً: يختلف فهم الطلاب للتخريج، في الماضي كان الطلاب يفرحون لحصولهم على الدرجة العلمية بغض النظر عن التخرج نفسه، حالياً الطالب يهتم بالتخريج من أجل التخريج بغض النظر عن الدرجة العلمية التي حصل عليها، فقط يهتم بالاحتفال، أما بالنسبة للبنات، فالتخريج مهم جداً، لذا درج البعض على إطلاق مسمى (عرس البايرات) لحفلات التخريج على أساس أن الطالبة تحرص على حفل التخريج والإعداد له تماماً كما تفعل الفتيات لحفل زواجهن، لم ينكر محمد حمزة وجود العديد من المخالفات التي تصحب التخاريج لجهة أن الطلاب يتمسكون بخروج الاحتفال بالطريقة التي يرونها، فكم من حفل تحوَّل لحزن جراء سقوط إحدى الطلبة أو الطالبات من الليموزين.

تحقيق: زينب أحمد
صحيفة التيار


‫3 تعليقات

  1. وين مافي معلقين ولا حتى دخول للخبر دا ،، اها ي ناس العصيان انتو رأيكم شنو في خمج وبوبار التخاريج والعباطات البتحصل فيه ،، دي كلها تكاليفها ومصاريفها كمممممممممممممممم ؟؟؟؟؟!!!!!! ردو يلا ياحليل طلبه زمان ودكاترة ومهندسين زمان تخريج بسيط ومتواضع ومحترم وغير مكلف وتكون حياتهم العمليه ناجحه تمااااما لكن هسي ….!!!!! والله العظيم انا شفت بعيني تخريج طلبه طب ياخ الطالب دا برقص رقيص وبقلب وحفله كيف واختلاط وجنس عبط وكمان طب وح يبقى دكتور يعالج الناس ياخ روح كدا ،،، الله لا بارك في عصيانكم دا يارب

  2. عصياااان ههههههه؟؟؟؟؟؟والله انا بعرف طلبه ابواتهم فارشين في الشمس ولمن جا التخريج والله العظيم ألزمو اهلهم يجيبو قروش بأي طريقة؟؟وياريتها كان قرايه نافعه كلها جامعات وكليات اربعه بي الف قرع ود العباس؟؟؟؟نسب ستينات وخمسينات وكمان عندهم نفس للفرح؟؟يسلم فمك (ياسوداني وافتخر) اعتصام شنو ده كلو غضب رباني والله لانو الدياثة كترت ونسأل الله السلامة,,,,