رأي ومقالات

العصيان المدني هو العصيان لله ورسوله


الحمد لله الرحيم الحكيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد؛
تتسارع الأحداث والمتأمل للوقائع يتأكد له أنّ القاسم المشترك بين مطالبات الشعوب المسلمة اليوم هو الدنيا؛ فلاتتحرك الأقلام إنكاراً (!)، ولا تُرفع الأصوات للنصح إعلاناً (!)؛ مهما عظُمت في الدين المخالفات، وبعُد الناس عن طريق السنة والآيات (!)، ولايهمهم ضياع الفضيلة (!)، ولايؤرقهم انتشار الرذيلة (!)، ولكنك ستسمع الجلبة و الضوضاء، وتزايد أصوات الغوغاء؛ عندما ترتفع أسعار الطعام والشراب والدواء (!)،
ودوماً يردِّدون برفع شعار المظاهرات والاعتصامات التي هي من الخرق والأساليب المحرمة وإن جاءت بنتائج في ديار الكفار؛ فلا تصلح في ديار المسلمين، ويصدق عليها قول البستي
ولا يغرنَّك حظٌ جرَّه خرقٌ….فالخرقُ هدمٌ ورِفقُ المرء بنيان
وكل كسر فإنَّ الدين يجبره … وما لكسر قناة الدين جُبران.
فأمر يأباه أهل العقول السوية، وقبل ذلك تمنعه النصوص النبوية؛ فكيف يفوت إنكاره على أهل الفضل والروية، وعندنا دين عظيم يحذِّرنا من ضلالات الهوى وسبل الرَّدى، ويمنعنا من النظرات القاصرة، والأفكار الخاسرة التي تعود على الأفراد والمجتمعات بالتشتت والدَّمار والقتل والتشريد والبوار.عن زيد بن أسْلَم أنه قال: إن عبد الله بن عمر أتى ابنَ مُطيع فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسادة، فقال: ما جئت لأجلس عندك ولكنْ جئت أخبرك ما سمعت من رسول الله -صلي الله عليه وسلم -، سمعته يقول: “من نزع يداً من طاعةٍ، أو فارق الجماعة، مات ميتَةَ الجاهلية” رواه أحمد في مسنده.
عن عوف بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»، قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة» رواه مسلم برقم (1855).
فإذا تأملت وفقك الله لم يرشدهم إن حصل هذا إلى عصيان مدني أو مظاهرات بل الطاعة وكراهة ذلك الأمر.
والله الذي لا إله غيره لا يُحركني لكتابة هذه الكلمات إلا الإشفاق على أهل بلدي معتمداً على نصوص الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح الذين لم يرفعهم غير التمسك بالكتاب والسنة فحقق الله لهم الحياة الطيبة قال سبحانه
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }سورة النحل 97
ومما يصبِّر الإنسان ويسليه ويطمئنه هو الاسترجاع والإيمان الراسخ أنَّها من أقدار الله
وقد صرَّح بذلك أهل التأويل في قوله تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة التغابن 11
قال القرطبي في تفسيره (يقول: ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه: يقول: يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه). تفسير القرطبي (23/421). وذكر أن هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.أما الضجر والسَّخط والمظاهرات ومايسمونه بالعصيان المدني لايزيد الأمر إلا سوءا وليست الدول التي حصلت فيها هذه الأمور منكم ببعيد، وقد أصبحت هذه الدول أثراً بعد عين وخراباً بعد عمار ولسان حال أهلها يقول ربِّ ارجعون فاعتبروا أيها المعتبرون (!).
اللهم أصلح حالنا وحال ولاة أمورنا ووفقهم للعمل بكتابك وتحكيم شرعك.
صلى الله وسلم على نبي الله والرحمة المهداة والحمد لله أولا وآخرا.

Adam Youneis
24صفر 1438هـــ


‫9 تعليقات

  1. علماء السلطان
    اللهم عليك بهم شتت شملهم ومزق اعضائهم
    اللهم دمر بيوتهم و اجعل اموالهم لقمة سائقة لفقراء المسلمين
    اللهم يتم اطفالهم و اثكل زوجاتهم
    اللهم لاترنا فيهم الا عجائب قدرتك وعظيم سلطانك
    اللهم من ابتغي سلطانا غيرك فسلط عليه من لا يرحمه و لا يحسن اليه

  2. ولا تقف ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا.
    نصح الحاكم امر جائز والتعبير السلمى جائز بنص الدستور وكل المجامع الفقهيه تجوز هذا العمل بما فيه مجامعنا الفقهيه فانقى الله فيما تقول

  3. انت ليس سوي مرتزقة تعيش علي موائد الفقراء في هذا الوطن الجريح ، اللهم ارنا في هؤلاء الاشرار عجائب قدرتك انهم نهبوا البلاد وأذلوا العباد ، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم يا كريم يا قوي يا عزيز ..

  4. الدين النصحية لاخير فينا ان لم نسمعها ولا خير فيكم ان لم تقولوها

  5. عظمت في الدين المخالفات بسببكم
    انتشرت الرذيله و الفساد بسببكم
    انتشر الفسوق و أفقار الشعب في عهدكم
    أليست هذه أسباب دينيه بحته نحاول أن نغيرها بعصيان مدني سلمي ام ماذا تريدنا أن نفعل ….. الرجل المسلم لا بد أن يكون عنده أنفه و كبرياء و عزة نفس و لا يستكين للطاغوت ابدا ….