سياسية

قيادي جنوبي يتوقع احتدام خلافات بين الخرطوم وجوبا بسبب إيواء المتمردين


توقع قيادي بارز في جنوب السودان احتدام الخلافات بين الخرطوم وجوبا حال استمرار دولة الجنوب في دعم وإيواء الحركات المسلحة السودانية، قائلا إنه ينبغي النظر إلى “إنذار” الرئيس السوداني في هذا الصدد بجدية فائقة.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد كستيلو قرنق رينق، لـ “سودان تربيون” إن الخرطوم لن تتمكن من الصبر مجددا على وجود متمردي دارفور والحركة الشعبية ـ شمال التي تقاتل الحكومة السودانية بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق،على أراضي جنوب السودان.

وأشار إلى تهديدات الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة ومطالب واشنطن أيضا لجوبا بوقف دعم المتمردين السودانيين.

وأمهل البشير في أكتوبر الماضي جوبا شهرين لتنفيذ اتفاقات التعاون بين البلدين، قائلا إن ديسمبر القادم سيكون موعدا للمحاسبة “إما نتفق على التنفيذ أو سنقلب الصفحة”، بينما دعت الولايات المتحدة، في ذات الشهر جنوب السودان لوقف دعم الحركات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن تقاريرا موثوقة تؤكد إيواء جوبا لهذه الحركات.

وأكد كستيلو قرنق أن حكومة جنوب السودان غير قادرة في الوقت الحالي على طرد الحركات المسلحة السودانية لأنها تساعدها في القتال ضد المتمردين الجنوبيين، مشيرا إلى تناقض قادة حكومة الجنوب في الإنكار تارة والإقرار تارة أخرى بوجود المتمردين السودانيين.

وقال إنه حال استمرار الوضع على ما هو عليه فإن “المواجهة قادمة بين البلدين، سواءا كانت مباشرة مثل ما حدث من حرب على حدود البلدين في (هجليج) أو غير مباشرة باتباع الخرطوم طرق أخرى”. وزاد “ينبغي النظر للإنذار الذي أطلقه البشير بجدية فائقة”.

وأشار إلى أن السودان حال اقدامه على دعم المتمردين في جنوب السودان فإن “حكومة جوبا لن تصمد وسوف تسقط”.

وأوضح كستيلو أن محاولة حكومة جنوب السودان القول بأنها تعامل الخرطوم بمثل في إيواء ودعم الحركات المسلحة “غير صحيح وغير وارد”، لأنه لا توجد قواعد لمتمردين جنوبيين داخل الأراضي السودانية.

وأفاد أنه ووفقا لمعلومات توفر عليها فإن الخرطوم وضعت جوبا أمام خيارين، إما طرد المسلحين السودانيين أو نزع سلاحهم واستضافتهم كلاجئين أو منحهم جنسية جنوب السودان، على أن لا يتجاوزا الحدود السودانية.

وأكد أن تحقق السلام في جنوب السودان من شأنه أيضا تحقيق السلام والاستقرار أيضا في السودان.

وحذر كستيلو قرنق من أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها دولة الجنوب تهدد استقرارها وكينونتها أكثر من الوضع الأمني والحرب الأهلية، موضحا أن أزمة الاقتصاد وصلت إلى جوبا بعد عجز الحكومة عن دفع رواتب الدستوريين والجيش والشرطة وموظفي الدولة منذ أربعة أشهر.

ونبه إلى أنه في ظل استمرار الحرب لن يتم تطوير انتاج النفط، المورد الرئيس للعملة الصعبة في جنوب السودان، كما أنه “لا يوجد دولة أو مستثمر عاقل يمكن أن يمنح أموالا لدولة تستعر فيها الحرب”.

ونصح حكومة سلفاكير بعدم دعم انقسامات قبائل النوير، لأن وحدتهم من شأنها المساهمة في تحقيق سلام شامل، موضحا أن وجود قيادات من النوير في الحكومة لضمان ولاء القبيلة لا يعدو أن يكون مثل “الحرث في البحر”.

وتابع: “الآن تعبان دينق نائب أول للرئيس وهو من النوير، لكن في المقابل هناك ريك مشار وبيتر قديت من ذات القبيلة وهم يحملون السلاح ضد حكومة جوبا”.

سودان تريبيون