منوعات

حمام في كل مكان.. مبادرة لمساعدة المارة والمسافرين.. أسلوب حضاري


ثمة أحداث من شأنها أن تكون فكرة لقيام مبادرات خدمية هكذا الحال بالنسبة لمحمد محمود المذيع بقناة النيل الأزرق، حيث قال إنه لسنوات طويلة ظل يعاني من عدم وجود حمامات في طرق المرور السريع، وخاصة السفرية من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة والولايات الأخرى، وهو في نظره حق مشروع لأي مواطن.
وجود الحمام في الشارع مطلب الأم المسافرة مع صغارها والخالة المصابة بمرض السكري وغيرها من الفئات، الأمر الذي جعل (سكونز) ينادي بإطلاق مبادرة (حمام في مكان)، ففكرة نزول الركاب في العراء لقضاء حاجتهم غير حضارية، بجانب أنها زكورية بحتة لخجل المرأة، بجانب أن الفكرة غير مكلفة وبسيطة وسهلة التنفيذ.
احتفال عالمي
ويضاف العشرون من نوفمبر إلى الأيام العالمية للاحتفال بيوم المرحاض، ويحتفل بها معظم بلدان العالم، ونادت به الأمم المتحدة لأول مرة في العام 2013، وجاء اختياره لتركيز الضوء على أهمية المراحيض بوجه خاص، والحمامات بوجه عام في حياة البشر، فهناك مشاكل صحية مرتبطة بالمراحيض التي يغيب وجودها في مناطق متفرقة في بلدان العالم النامية، فالهدف في اختيار يوم عالمي فرصة لزيادة الوعي بحاجة جميع البشر للحصول على خدمات الصرف الصحي التي لها أهمية قصوى في التنمية المستدامة في كرامة الإنسانية.
أهمية بالغة
وبالنسبة للممثل جمال عبد الرحمن – داعم مبادرة (حمام في كل مكان) – فإن فكرة وجود حمامات في الطرق السفرية السريعة مهمة مثلها مثل الحاجة للطعام، وتُعد أسلوباً حضارياً في مدن العالم كافة. ويقول جمال: انعدامها في الطرق السريعة إحدى الإشكالات التي يعاني منها الركاب والمسافرون، بجانب انبعاث الروائح الكريهة، فالاهتمام بالشوارع من إنارة وسفلتة لا يضاهي الاهتمام بإنشاء الحمامات، بجانب معاناة الطلاب في المدارس، فالعديد منها تحوي ثمانية فصول وثلاثة حمامات فقط، أحدها خاص بالأساتذة.
أرقام مخيفة
وبحسب الأمم المتحدة، فإن كل 7 مليارات شخص حول العالم، يعاني 2.5 مليار منهم عدم وجود خصوصية، حيث يضطرون لقضاء حاجتهم في العراء، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإسراع لحل تلك الأزمة العالمية خاصة بعد حوادث أشارت إلى أن كثيراً من النساء يتعرضن لخطر الاغتصاب نتيجة عدم وجود خصوصية أثناء قضاء حاجتهم، ومن هنا جاء يوم المرحاض العالمي الذي يحتفى به العالم في الـ 19 من نوفمبر كل عام، فالبعض استخدم الحمامات كوسيلة تعبير عن النفس، فاستخدموا تلك المساحة الحميمة في الكتابة على الجدران والرسم ووضع الملصقات، بل وأحيانا إرسال الرسائل السرية.
الاتجاه للاستثمار
وليس ببعيد عن معاناة المسافرين في طرق المرور السريع معاناة الموجودين داخل العاصمة الخرطوم، فعدم وجود حمامات بالأسواق للزبائن جعل الكثيرين يتجهون لتجارة الحمامات العامة مدفوعة الأجر في مواقع استراتيجية نظير رسوم رمزية، بالرغم من أن الجهات المسؤولة فشلت في تشييد حمامات تقليدية في كل طرق المرور السريع للمسافرين، أسوة ببقية الدول حتى الفقيرة، وظلت تجبر المواطنين على إيقاف البصات لقضاء حاجتهم في العراء وبطرق بدائية وباعثة على الضيق والحياء، ورغم ذلك تطالبهم بضريبة الصرف الصحي.

اليوم التالي


‫3 تعليقات

  1. الموضوع حيوي و مهم للغاية.. في دول الغرب الحمامات جزء اساسي في المحلات والمكاتب . أما في اماكن تردد الجمهور متل المطاعم ، المقاهي ، محطات البنزين فوجودها جزء أساسي من المكان وللحصول علي الترخيص و لها مواصفات. وتنرك حرة و نطيفة مجاناَ لكل الجمهور و ليس بالضرورة أن يكونوا زبائن. بالمقابل تخفض لهم الدولة نسبة من الضريبة السنوية ومن فاتورة المياه و الكهرباء

  2. من الصعب انشاء حمامات في الطرق السريعة لكن يجب إلزام أصحاب المطاعم والكافتريات بعمل حمامات

  3. مبادرة جيدة …وناجحة بكل المقاييس وستجد الدعم من الجميع
    في الطرق السفرية الواحد يدخل المطعم والذباب لاوي ويخرج من الجهة الخلفية وعلى بعد أمتار لقضاء حاجته .. قمة في التخلف وعدم صحة البيئة ..
    على المحليات أو الجهات المختصة عدم إعطاء أي تصديق أو ترخيص ما لم تكن وفق المواصفات … وعمل الفحص الدوري لها وتشديد الرقابة عليهم ..ما يكون الموضوع جبايات بس
    نشر ثقافة الحمامات في الأماكن العامة واستخدامها بشكل سليم والمحافظة على نظافتها ..
    أقل شيء يصين كرامة الإنسان وجود المكان النظيف السهل لقضاء حاجته