عالمية

قلم مفخخ وأصداف مسممة وعشيقات سابقات ضمن محاولات الاغتيال الفاشلة لكاسترو


كان دس السم في السيجار من أشهر محاولات الاغتيال التي تعرض لها فيدل كاسترو لكن ماذا عن باقي المحاولات التي يقدر عددها بنحو 637 محاولة التي استهدفت الزعيم الكوبي الراحل؟

تضمنت المحاولات على كثرتها أفكارا غريبة، مثل الأصداف البحرية المفخخة، وبدلة الغوص المسممة، وحبوب السم المخبأة في كريم للوجه، وذلك وفقا لحارسه السابق الذي ألف كتابا و فيلما وثائقيا حول هذا الموضوع.

وأمضت وكالة المخابرات الأمريكية المركزية (CIA) والكوبيون المنفيون في الولايات المتحدة ما يقرب من نصف قرن في التآمر للتخلص من زعيم كان شبه تأثيره على الولايات المتحدة بأنه مثل تأثير “اكتمال القمر على ذئاب ضارية”، وفقا للدبلوماسي الأمريكي السابق واين سميث.

وتحدث الزعيم الكوبي نفسه عن ذلك قائلا “لو كان النجاة من محاولات الاغتيال ضمن الألعاب الأولمبية لربحت الجائزة الذهبية”.

وبحسب الحارس الشخصي السابق للزعيم الكوبي فابيان إسكالانتي، معظم الأفكار لم تدخل حيز التنفيذ.

أثارت وفاة كاسترو ردود فعل متباينة

وأظهرت وثائق نشرت خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون أن وكالة الاستخبارات المركزية في في إحدى المرات بدأت في دراسة رخويات البحر الكاريبي.

وكانت الخطة إعداد حزمة من الأصداف الملفتة للنظر وتفخيخها لجذب كاسترو الذي عرف عنه حب الغوص وتفجيرها لحظة التقاطه لها.

وفي السياق نفسه، كانت هناك فكرة تتعلق بالغوص أيضا وهي صناعة بدلة غوص مليئة بالفطريات تضمن اصابته بالمرض الشديد ثم وفاته، لكن هذه الأفكار لم تنفذ.

وقبل عقود وتحديدا عام 1975، كشفت لجنة الكنيسة في مجلس الشيوخ الأمريكي تفاصيل ما لا يقل عن ثماني مؤامرات على حياة كاسترو، قال عنها تقرير اللجنة إنها “مجهدة للخيال”.

وأفاد التقرير إن بعض الخطط شملت الاستعانة بعناصر إجرامية، وتطورت محاولتان على الأٌقل لتصلا إلى ارسال أقراص من السم إلى كوبا وفرق “للتنفيذ”.

وفي نفس اللحظة التي أعطى فيها الرئيس الأمريكي جون كينيدي الضوء الأخضر لعملية “غزو خليج الخنازير” وهي محاولة فاشلة من جانب القوات التي دربتها وكالة المخابرات المركزية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيدل كاسترو عام 1961، كان هناك عميل كوبي يتسلم قلما مسمما مزود بإبرة دقيقة ضمن محاولات الاغتيال.

وقال التقرير إن العميل الكوبي أعرب عن خيبة أمله من تلك الوسيلة، وطالب بتزويده بطرق “أكثر تطورا”.

نجح تجنيد ماريتا لورينز إحدى عشيقات كاسترو السابقات لاغتياله لكن فشلت محاولتها

كما نجح تجنيد واحدة من عشيقات كاسترو السابقات، وهي ماريتا لورينز، وقد أعطيت حبوب السم لوضعها في شراب كاسترو.

وبحسب ما نقلت نيويورك ديلي نيوز، عن لورينز قال لي “لا تستطيعين قتلي. لا أحد يمكنه ذلك”، ثم ابتسم ونفث سيجاره، وأضافت “ِخارت قواي. لقد كان واثقا مني. لم يفعل شيء سوى أنه أمسك بي ثم مارسنا الحب”.

تورط المنفى الكوبي المخضرم ووكيل وكالة المخابرات المركزية لويس بوسادا في محاولة لاغتيال كاسترو في بنما عام 2000

وكانت آخر محاولات الاغتيال المعروفة في عام 2000، خطة لوضع كمية كبيرة من المتفجرات تحت منصة كان من المقرر أن يتكلم من فوقها كاسترو في بنما لكن تم احباط المؤامرة من قبل فريقه الأمني.

كانت لحية كاسترو الشهيرة هدفا لمحاولات للسخرية منه

وألقي القبض في ذلك الوقت على أربعة أشخاص من بينهم المنفى الكوبي المخضرم ووكيل وكالة المخابرات المركزية لويس بوسادا، ووضعوا جميعا في السجن ثم صدر عفو عنهم فيما بعد.

وكان هدف بعض المحاولات السخرية من كاسترو لا قتله مثل المحاولات التي اطلق عليها اسم “اللحية” وهي الخطط التي كانت تشمل القاء مواد مثل الثاليوم على حذاء كاسترو أثناء سفره بهدف أن تؤدي تلك المادة إلى اسقاط لحيته لكن هذه الخطة احبطت أيضا عندما ألغى كاسترو رحلته.

وثمة محاولة أخرى لرش مادة الايرسول المبيدة للحشرات على وجهه أثناء مقابلة تلفزيونية حتى يتصرف بطريقة هيستيرية على الهواء لكنها فشلت أيضا.

واتخذ كاسترو خلال حياته احتياطات لا تعد ولا تحصى لتجنب محاولات قتلة، لكن كان من الصعب عليه في كثير من الأوقات تجنب المزايدات.

ففي عام 1979، سأله صحفي على متن الطائرة التي كانت تقله إلى نيويورك للتحدث أمام الأمم المتحدة إن كان يرتدي سترة مضادة للرصاص، فكشف صدره وقال “لدي سترة أخلاقية”.

BBC