رياضية

إنريكي.. قصة خيانة لم يمحها التاريخ من ذاكرة عشاق ريال مدريد


تكررت قصص ما يمكن تسميته بـ”الخيانة” على مدار التاريخ، في معقلي برشلونة وريال مدريد، لكنها لم تكن بالحدة والإثارة، التي أحاطت بانتقال لويس إنريكي، الذي لعب 5 مواسم بالفريق الملكي، قبل الانتقال للبرسا.

ولا تزال قصة مدرب الفريق الكتالوني، حية، وتكبر يومًا بعد يوم، طالما لم يغادر المستطيل الأخضر، الذي يجلس حاليًا على مقعده الفني.

ولم يكن انتقال إنريكي، هو المشكلة أو الصدمة للميرنجي، الذي ترعرع بأرجائه 5 مواسم، بادل خلالها عشاق الفريق الملكي كل الحب، لكن الطريقة التي تم بها الانتقال، وما تلاها من عداوة شديدة لكل ما يتعلق بالبيت الأبيض، أجَّجَت مشاعر الكراهية لمن كان بالأمس ابنا بارًا.

تألق في خيخون وانتقال للملكي

بدأ لوتشو، وهو لقب إنريكي، مشواره في عالم الاحتراف بالانضمام لسبورتينج خيخون، في 1988 حيث لعب كوسط مهاجم، وأظهر قدراته الفائقة في تسجيل وصناعة الأهداف، وسرعان ما تنبه له النادي الملكي، فسارع للتعاقد معه، عام 1993.

وخلال 5 سنوات، قضاها إنريكي مع الميرنجي، طبعت صورة النجم الكبير، وهو يقبل قميص الريال، ويحتفل بشكل صارخ بعد الفوز على برشلونة بخماسية نظيفة عام 1995.

وخاض إنريكي، خلال هذه السنوات الخمس، 209 مباراة، سجل خلالها 18 هدفًا، وحقق لقب الدوري الإسباني وكأس الملك، والسوبر الإسباني.

مشكلات ورحيل غريب

وأطلَّت المشاكل برأسها، بعد تذبذب أداء إنريكي، وقد يكون السبب، هو قرار المدرب، بإعادته للعب بمركز الظهير، وهو ما جعله يرتكب أكثر من خطأ، لتبدأ الجماهير في مهاجمته وإطلاق صافرات الاستهجان نحوه.

وأسرَّ اللاعب، هذا الهجوم، في نفسه، غضبًا كبيرًا، وبات يفكر في الرحيل، ومع وصول عقده لنهايته رفض التمديد، وسرعان ما قادته قدماه نحو العدو التقليدي برشلونة.

ورغم المشاعر السلبية، التي حملتها جماهير الميرنجي تجاه ابنها، إلا أنها لم تتوقع أن يتخذ مثل هذه الخطوة، حيث وقع خبر الإعلان عن الصفقة كالصاعقة على رؤوس جماهير ريال مدريد، وبرشلونة.

شعور برشلوني متناقض

لم تتقبل جماهير برشلونة في البداية، فكرة أن يكون ضمن فريقها فردًا، كان يبادل الفريق العداوة، ويبذل كل ما في وسعه لإذلاله، ولم ينس الجمهور، تلك اللحظة التي سجل فيها أحد الأهداف الخمسة بمرماهم، ويبدأ باستفزازهم، بتقبيل قميص الريال، وكأنه يقول لهم: “هذا بيتي. هذا وطني. أنتم الأعداء”.

لكن الأمور، تغيرت فيما بعد تغيرت تمامًا، فبعد الأداء الرائع الذي قدمه النجم الجديد، بات إنريكي بطلاً قوميًا في كتالونيا، وبادله الجمهور مشاعر عشق جياشة.

تصريح أجَّج العداوة

بدأ إنريكي يفرغ غضبه على الجمهور، الذي أهانه، فكانت تصريحاته صادمة لجماهير الملكي، خاصة عندما قال إنه لم يحب ريال مدريد يومًا، ولم يشعر بأنه ينتمي للفريق، وأن برشلونة هو حلمه وفخره الحقيقي، ليشعل نار الكراهية، التي ما زال وقودها مشتعل حتى اليوم.

وخاض إنريكي 14 كلاسيكو، بقميص برشلونة، تذوق خلالها صنوفًا من الكراهية خاصة على ملعب سانتياجو بيرنابيو، حيث خشونة لاعبي الريال، وصافرات الاستهجان والشتائم التي لم تتوقف.

رد قاسٍ في الملعب

رد إنريكي، كان صارخا بتسجيله 5 أهداف في مباريات الكلاسيكو، واحتفاله بشكل جنوني، بعد كل هدف يسجله في مرمى فريقه السابق.

واعتزل انريكي، عام 2004، بعد أن خاض 293 مباراة سجل خلالها 109 أهداف، وحقق كل شيء مع فريقه، حيث حقق لقبين لليجا، ومثلهما للكأس، وكأس السوبر الإسباني، والسوبر الأوروبي وكأس الكؤوس الأوروبية.

وتوجه إنريكي للتدريب بعد الاعتزال، حيث بدأ بأكاديمية برشلونة، ثم الفريق الرديف، قبل انتقاله لإيطاليا لقيادة روما عام 2011، ثم لسيلتا فيجو بـ2013 ثم عاد لمعقله برشلونة مدربًا عام 2014 ليبدأ معه مسيرة رائعة.

كووورة