سياسية

هل ترغم الاحتجاجات الحكومة السودانية على التراجع عن قرارتها الاقتصادية الاخيرة؟


نفذ العشرات من المحامين السودانيين وقفة احتجاجية امام مباني المحكمة العليا وسط العاصمة السودانية الخرطوم، ورفع المحامون الذين كانوا يرتدون الزي الخاص بهم لافتات تندد بــ”الفساد والغلاء” بينما فرقت قوات مكافحة الشغب مسيرة احتجاجية لعشرات الأشخاص في احد الشوارع الرئيسة في مدينة امدرمان الواقعة غرب العاصمة السودانية الخرطوم.

وأفادت تقارير باعتقال المحامية هنادي فضل الله بعد مشاركتها في وقفة المحامين الاحتجاجية.

وشهد السودان “عصيانا مدنيا” خلال الايام القليلة الماضية بعد دعوات من ناشطين وقوى سياسية احتجاجا علي سياسات الحكومة الاقتصادية التي ادت الي ارتفاع اسعار الدواء والوقود.

ووصف الرئيس السوداني عمر البشير العصيان بانه فاشل تماما، وقال البشير في حديث له مع صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة صباح يوم الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني “نؤكد أن العصيان المدني الذي تم الترويج له مؤخراً كان فاشلاً بنسبة مليون بالمائة وجميع الناس كانت حريصة على الحضور لعمله”.

وتصدت قوات الامن مساء الثلاثاء لتظاهرة نسائية واعتقلت ثلاثة مشاركات فيها وتم اقتيادهن إلى مكان غير معروف وفقاً لناشطين.

وقد ألقت السلطات القبض على عشرات النشطاء وأعضاء في أحزاب معارضة بتهمة وقوفهم خلف الدعوة للعصيان، ونقلت الإذاعة السودانية عن أحمد بلال عثمان، وزير الإعلام، قوله إن المعتقلين ستوجه لهم اتهامات “محاولة التحريض على أعمال شغب”.

وقد صادرت السلطات الأمنية صباح الثلاثاء جميع نسخ أربع صحف سياسية هي “التيار”، و”اليوم التالي”، و”الأيام”، و”الجريدة” بعد طباعتها، عقب نشرها أنباء العصيان المدني الذي دعت إليه المعارضة لمدة ثلاثة أيام.

وكانت السلطات السودانية قد صادرت الاثنين صحيفتيْن، وأمرت بوقف بث قناة أمدرمان الفضائية الخاصة.

وتلجأ السلطات الأمنية في السودان عادة إلى مصادرة الصحف بعد طباعتها – بحسب ما يقوله مراسل بي بي سي – من أجل تكبيد ناشريها خسائر مالية كنوع من العقاب لها بعد نشرها مواد صحفية لا ترضى عنها الحكومة.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني هاشتاغ بعنوان #SudanCivilDisobedience للحديث والتعليق على العصيان المدني في السودان.

وقد ظهر هذا الهاشتاغ وغيره للاحتجاج على الفساد وارتفاع الأسعار في البلاد.

وحصد الهاشتاغ أكثر من 60 ألف تغريدة منذ إطلاقه صباح نهار اطلاقه وكان الهاشتاغ من بين الأكثر تداولا في السودان بينما انتشر في دول عربية أخرى مثل السعودية وقطر.

ونشر عدد من المغردين على موقع تويتر صورا تظهر شوارع العاصمة الخرطوم وهي هادئة خالية من المارة. وكتب العديد عن التزام الكثيرين بالعصيان ونيتهم الاستمرار في التظاهر.

كما انُتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بيان لمجموعة مجهولة تبنّت ا العصيان وأطلقت على نفسها “اللجنة التمهيدية للعصيان” (الخلاص)، وحدّدت التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل لتنفيذ عصيان مفتوح، بالتزامن مع احتفالات البلاد بإعلان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان.

جدير بالذكر ان السودان قد خسر اهم مصدر للعملة الصعبة وهو النفط بعد انفصال الجنوب عن الشمال، اذ تتركز كل حقول النفط في جنوب السودان.

BBC