مقالات متنوعة

تعقيب على الدعاء على رفع الغلاء


عملاً بمواثيق الشرف الصحفي؛ نرجو التكرم بنشر هذا التعقيب؛ رداً على ما ورد بصحيفتكم؛ بتاريخ” الخميس” 24 / 11 / 2016م؛ بعمود الأستاذ” محمد وداعة”؛” ما وراء الخبر”؛ بعنوان” الدعاء لرفع الغلاء… استهبالات!”؛ نوجز مجمل ردنا- إن شاء الله- في عددٍ من النقاط، ودون الخوض في التفاصيل؛ ومن الطريف أن ما جاء في فحوى العمود يتسق- تماماً- مع إسمه- أي بمعنى أن الرسالة الموجهة في العمود ليست مقصوداً بها تقويم قرار تربوي محض؛ اتخذته الإدارة التعليمية المختصة بولاية” الخرطوم”؛ ويُعَدُّ من صميم أعمالها؛ وإنما المقصود- فعلياً- من وراء الخبر اتخاذه ذريعة؛ لكيل الهجوم غير المؤسس على الدولة، ومؤسساتها القائمة؛ وإليكم بعض الإشارات التي تعضد ما سقناه من حديث:

1- أقحم الكاتب نفسه، وحشر أنفه في شأنٍ لا يعنيه؛ بحديثه المتكرر حول عدم اتباع المؤسسية في استصدار القرار؛ اللهم إلا إذا كان الكاتب منتسباً لهذه المؤسسة، أو نقله عنها؛ وفي هذا السلوك- سواء أجاء منه، أم من غيره-؛ يُعَدُّ إخلالاً صريحاً بأخلاقيات العمل، وخيانةً بشرف الانتماء للمؤسسة؛ بإفشاء أسرارها لعامة الناس.

2- تخصيص الدعاء، والتضرع للمولى- عز، وجل-؛ لتخفيف البلاء- والابتلاء-؛ هذا مبدأ إسلامي أصيل؛ أمرنا به ديننا الحنيف، وتتمحور حوله كل سياسات” التعليم العام” السوداني، ودون حاجة هؤلاء الصغار إلى معرفة أسباب هذا البلاء، وإقحامهم في أمور السياسة، وتبعاتها؛ وهناك نصوص شرعية؛ وردت في محكم التنزيل، وفي عددٍ من الآيات القرآنية؛ مثل قول الله تعالى:” وَقَاْلَ رَبُّكُمْ اُدْعُوْنِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ”- سورة” غافر”؛ الآية” 60 “-، وقوله تعالى:” اُدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاْ يُحِبُّ اُلْمُعْتَدِيْنَ”- سورة” الأعراف”؛ الآية” 55 “-، وقال تعالى:” وَإِذَاْ سَأَلَكَ عِبَاْدِيْ عَنِّيْ فَإِنِّيْ قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ اِلدَّاْعِيْ إِذَاْ دَعَاْنِ”- سورة” البقرة”؛ الآية” 188 “-، إلى جانب الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى فضيلة الدعاء إلى الله تعالى، والركون إليه في الأحوال كلها، والتمسك بحبله، والتوكل عليه؛ وكل هذه أمور قطعية؛ لا تحتاج إلى” زيد، أو عبيد”؛ ليُبصِّرنا بأمور ديننا؛ ولا يجوز الاستخفاف بها، والتهكم عليها؛ ولا يفعل ذلك إلا الجهلة الغافلون!.

3- أي حديث عن تدهور” التعليم”، وإطلاق الأحكام- جذافاً- بغير سند إحصائي، وبيانات، ودراسة من جهات، ومؤسسات علمية موثوقة” base evidence “؛ يصبح أمرها مجرد اجتهاد؛ لا طائل من ورائه؛ ومنها الإحصائية التي أوردها الكاتب الذي لا يعرف مصدرها، ومدى مصداقيتها، ودقتها، وما يرشح- عادةً- في بعض الصحف من سخف، وإحصاءات، وتصنيفات؛ لا تمتُّ للواقع بصلة؛ وكل هذا يؤكد أن الحديث- أصلاً- مقصود به المتاجرة في” بزنس” الأخبار؛ لمزيدٍ من الإثارة، والترويج؛ وليس دعاء التلاميذ، وتضرعهم للمولى- عز، وجل-، وإنما المقصود بثُّ رسالة مبطَّنة؛ ظاهرها الإصلاح، وباطنها التعدي على الحقوق، والواجبات؛ إذاً فما هي علاقة دعاء التلاميذ بتدهور” التعليم”، والإجلاس؟!. فيا هداك الله، هل ساعة صفاء- وخشوع- خالصة لهؤلاء الصغار، وتضرُّع للمولى- عز، وجل- في طابور الصباح- وليومٍ واحدٍ فقط-؛ في نشاط غير صفي؛ سيفضي إلى دمار المنظومة التعليمية، ويُشكك في مقاصدها، وغاياتها؟!.

4- أمر رابعٍ يؤكد أن الكاتب أراد إطلاق رسالته؛ ليبث سيلاً من الاتهامات، ويشفي غليله؛ بأسلوب ساخر، ومستفز؛ بزجه لمخرجات الحوار الوطني الذي أجمع كل المراقبين على أنه وسيلة من الوسائل المتاحة؛ لإخراج البلاد من أزماتها المتلاحقة، واجتهاد وطني مخلص؛ للوصول إلى وثيقة أخلاقية، ووطنية؛ يتراضى عليها كل أهل” السودان”- إلا مَن أبى-؛ بصرف النظر عن آلياتها، وتفاصيلها، وميقاتها. فأمر الحوار- يا أخي الفاضل،- لا يعدو أن يكون إلا مبادرة وطنية خالصة- في جوهرها، ومضمونها-، ودعوة إلى الخير، والأمن، والسلام؛ مثلها مثل ذلك الاحتفال بعيد” الاستقلال”، أو عيد” الأم”، أو عيد” المعلم”؛ وكان من الأحرى للكاتب أن يفند بنداً واحداً من توصيات الحوار الوطني؛ تتنافى مع المبادئ التي ينادي بها؛ على الرغم من أن الشأن لا علاقة له بموضوع المقال. 5- دعوة الكاتب إلى استعداء هذا النداء التربوي الإسلامي الأخلاقي، واستنهاض منظمات المجتمع المدني؛ لمناهضته، وإجهاضه؛ يصب في خانة هدم مبدأ مهم من المبادئ الإسلامية؛ كان المقصود منه غرس هدف وجداني تربوي أصيل في نفوس التلاميذ، وتنمية دافعيتهم، وتوجهاتهم؛ لإحياء هذا المبدأ الإسلامي، وفي الوقت ذاته؛ يفضح جهل الكاتب بأصول التربية الإسلامية الصحيحة، وعمق مقاصدها، مع كامل احترامنا لتوجهه السياسي، وقناعاته الفكرية؛ إن كان من المعارضين، أو من المؤيدين؛ فللمعارضة منابرها، ومقاماتها.

نخلص من كل هذا أن دعوة الكاتب لمناهضة فضيلة الدعاء، والسخرية منها- بهذا الأسلوب غير المهذب-؛ لا تعدو أن تكون دعوة باطل؛ أريد بها باطل؛ ولها ما بعدها؛ من وراء الخبر؛ إن هو أراد الخوض في لجج الموضوع؛ أقلاها المساءلة القانونية المشروعة في مصدر الإحصاءات التي أوردها، والطعن في عدم المؤسسية في اتِّخاذ القرار؛ هذا، فضلاً عمَّا أصاب وِزارتي” التربية والتعليم” الاتحادية، والولائية؛ من رشاش؛ بتشكيكٍ في أهليتهما، وتشويه سمعتهما؛ بهذا الحديث غير المؤسَّس، وغير المسؤول.

والله المستعان
الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بوِزارة” التربية والتعليم”
من الكاتب

اذا تغاضينا عن الأخطاء الإملائية التي حفل بها ردكم، وحشر كلمة باللغة الانجليزية ( base evidence ) لا ضرورة لها، لأن مرادفها باللغة العربية أوضح مايكون الوضوح، ولعل هذا يخالف سياسة الوزارة ورسالتها في اعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، إلا إن مايجب أن نقيف عنده هو تغيير عنوان العمود من ( الدعاء لرفع الغلاء .. استهبالات) الى (الدعاء على رفع البلاء) ، وشتان ما بين هذا وذاك ..، فإن ما جاء في خطابكم من غير تاريخ أو ترويسة أو توقيع واسميتموه (تعقيب) ، فالصحيح أن يكون (رد) أما ما نكتبه لكم اليوم فهو تعقيب، وهذه من أبجديات المعرفة التي تتوقع من إدارة للإعلام و العلاقات العامة ،، أو قد جاء ردكم على العمود في (5) نقاط ، ونعقب عليها كما يلي :-

(1) نحن لا نهاجم الدولة وإنما ننتقد الحكومة، وادارتكم إدارة حكومية تتبع لوزارة حكومية، أنتم لستم الدولة (راجع تعريف الدولة)، أما إن الكاتب أقحم نفسه وحشر أنفه في شأن لا يعنيه، بحديثه حول عدم المؤسسية في طريقة إصدار القرار، نقول أن هذا شأن عام، وواجبنا أن نحشر أنفنا ورأسنا فيما تفعلون، أولا تفعلون، (راجع الدستور الانتقالي لسنة 2005م وقانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2008م ) .

( 2 ) تخصيص الدعاء، لا اعتراض علينا في انه مبدأ اسلامي، ولكن له شروط شرعية واجبة أهمها رفع الظلم، و التوبة عن الخطأ، وهي لا تتوفر في نظام الحكم القائم.

أما (3) إطلاق الأحكام جزافاً دون سند احصائي، فأرجع لخطاب السيد وزير التعليم في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بتاريخ 1/9/2016 م و نشرته وسائل الإعلام بتاريخ 2/9/2016 م، هذه الأرقام مصدرها خطاب السيد وزير التعليم ونشرتها أغلب الصحف السودانية، وهذا يؤكد عدم متابعتكم لما يقوله وزيركم فكيف تكون لديكم إدارة عامة للاعلام والعلاقات العامة ولها ختم، هذا إنكار لحديث الوزير، وهو مسجل ومودع لدى المجلس التشريعي، هذه مصيبة إن كنتم تعلون و تخفون علمكم، و مصيبة أكبر إن كنتم لا تعلمون !

أما ( 4 ) فما حدث من أمر الحوار، فدونه اعتصام المواطنين وبقاء أغلب التلاميذ في منازلهم وحق علينا أن نستهجن تشبيهكم لمخرجات الحوار بعيد الاستقلال أو عيد الام، أو عيد المعلم، أما المناسبة فهي انكم جمعتم تلاميذ المدارس تحت هجير الشمس وجلستم في الظل.

أما ( 5 ) استعداء منظمات المجتمع المدني ( و أولياء الأمر)عليكم، ضد مسلككم فنحن نحيلك الى قانون التعليم ولائحة التعليم العام فهي تحرم عليكم استخدام التلاميذ في أي نشاط غير صفي، إلا بعد استئذان أولياء الأمور وهو ما لم يحدث، ليس في الأمر سخرية، لا يمكن للحكومة أن تتخذ قرارات تنزل البلاء في استغفال للناس، و تتضرع الى الله ليرفع البلاء، سبحانه وتعالى ليس من الغافلين، أما ما ورد في ثنايا المقال من تعابير مثل (الجهلة الغافلون)، ( المتاجرة في بزنس الأخبار)، (فيا هداك الله)، (جهل الكاتب)، (أسلوب غير مهذب)، فلا تعقيب عليه، فقط هو يلخص حقيقة ما ذهبنا اليه من تردي العملية التعليمية، و ضعف تأهيل القائمين عليها ..

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة


‫3 تعليقات

  1. و الله كفيت وو فيت ردا علي الفاقد التربوي مزوري الشهادات علي تعليمهم و جلوسهم في دواوين الدولة بدون تاهيل وساطات و محسوبية !!!!

  2. الدليل الكافي والقاطع علي تردي العملية التعليمية، و ضعف تأهيل القائمين عليها…هو رد الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بوِزارة” التربية والتعليم…. فهم لا يجيدون الاملاء ولا يعرفون الفرق بين الرد والتعقيب…ولا يعرفون الفرق بين الدولة والحكومة….ولا يعرفون ماجاء بخطاب وزيرهم الذي علمهم الجهل من احصائيات وارقام …ولا حتي ما ورد في قانون ولائحة التعليم العام …. والله المستعان علي من يعرب عن جهله بجهله ….. الان وقد تم الدعاء فهل زال الغلاء؟ اذن فيلتحسس الناس عن مأكلهم ومشربهم وغذائهم….

  3. والله ده درس مجانى لما يسمون انفسهم ادارة العلاقات العامة بوزارة التربية لكن كنت أتمنى أن يكون هذا الدرس ب (قروش ) لأنهم لا يفهمون الا لغة القروش .