تحقيقات وتقارير

حل آلية الحوار.. قرار يثير الجدل داخل الأحزاب المحاوِرة


أثار القرار القاضي بحل آلية الحوار الوطني (7+7) وتكوين لجنة لمتابعة موجة من السخط في أوساط المتحاورين. بعضهم يرى أن القرار جزء من حلقات مسلسل هدم الحوار على يد حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
يقول رئيس تيار إسناد الحوار وعضو الآلية عمار السجاد إن الوطني يريد أن يضع الحوار في (جيبه) وتحويله إلى محاصصة حول كيكة السلطة. بينما يذهب أمين التعبئة السياسية بالوطني عمار باشري إلى التأكيد باستمرار الحوار، الذي قال إنه ما يزال في كامل أناقته وصحته الذهنية.
عن مشكلة حل الآلية.. وضعت (الصيحة) الكرة في ملعب الطرفين، فكانت الحصيلة التالية.
أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني عمار باشري لـ (الصيحة):
حل آلية الحوار تم بالتراضي بين المتحاوِرين

الشعبي لن يغادر الحوار وسيعمل على إقناع الرافضين بالبقاء فيه
· كيف تنظر لحل آلية الحوار الوطني؟
– حل الآلية تم بتوافق الأعضاء وبمنتهى التراضي.
· عفواً، ولكن خارطة الطريق تنص على عدم حل الآلية؟
– في تقديري أن القرار لم يمس آلية الحوار في شيء، بل تم تغيير الاسم من آلية الحوار إلى لجنة المتابعة، وهي لجنة بذات الأسماء المشاركة في الآلية.
· هنالك تغيير كبير في الاسم الجديد والهيكلة؟
– لجنة المتابعة التي أعلن عنها لا تختلف عن آلية الحوار في شيء.
· تمت إضافة شخصيات جديدة إلى لجنة المتابعة مثل مبارك الفاضل وهو لم يكن موجوداً من قبل؟
– أين المشكلة في ذلك. من قبل كانت هنالك لجنة تختص بالمجموعة الممانعة ودخلت الحوار ومبارك الفاضل جزء من هذه اللجنة.
· نفهم من هذا أنك ترى أن حل الآلية أمر غير مهم؟
– الحديث عن حل الآلية معركة في غير معترك، والرافضون لحل الآلية يتركون جوهر الموضوع ويتحدثون عن تفاصيل لم نصل إليها بعد.
· تفاصيل مثل ماذا؟
– لم نصل مرحلة شيطان التفاصيل، والحوار ما زال في البر ويجب عدم التسرّع.
· الوطني متهم بحل آلية الحوار لخدمة أجندة خاصة؟
– الوطني إذا ذهب لرجم الشيطان في الحرم لظنه الناس أنه يسعى لاقتلاع الشيطان وتحويله إلى مكان آخر.
· الاتهام ما زال قائماً.. المؤتمر الوطني يسعى لتسريح أعضاء آلية الحوار الوطني للانفراد بالحوار؟
– حسب وجهة نظري، فان ترؤُّس المشير عمر البشير رئيس الجمهورية للجنة متابعة توصيات الحوار ــ باعتباره راعي المبادرة ـــ هذه المسألة لن تخصم من الحوار، بل هي خطوة في مصلحة تنفيذ توصياته.
· يذهب كثيرون إلى أن هيمنة المؤتمر الوطني على الحوار لا تحتاج إلى أدلة أو براهين؟
– كل الأحزاب تسعى لاقتلاع المؤتمر الوطني وتفكيكه.
· هل تقصد تفكيك الوطني عبر الحوار؟
– نعم، يسعون لتفكيك الوطني عبر الحوار. لكن الحوار نفسه بديل موضوعي لتتم المعانفة بالحوار والمنطق والحجة.
· حل الآلية وإيداع التعديلات الدستورية منضدة البرلمان كلها قرارات فردية اتخذها الوطني دون مشاورة المتحاورين؟
– لماذا نشاورهم حول إيداع التعديلات الدستورية منضدة البرلمان.
· لماذا لا تشاورهم وهم جزء أساسي من الحوار؟
– التعديلات الدستورية جزء من توصيات الحوار المتفق عليها، ونحن ننفذ توصيات الحوار. أو لم تنص توصيات الحوار على فصل منصب النائب العام واستحداث منصب رئيس للوزراء.
· ولماذا يتم إيداع ورقة الحريات ضمن التعديلات الدستورية؟
– التعديلات الدستورية واردة في توصيات الحوار، ونحن ننفذ التوصيات. المدهش في الأمر إذا عملنا على تنفيذ التوصيات يقولون إننا نسعى لخطف الحوار، وإذا توقفنا عن التنفيذ يقولون إننا نماطل ولا نريد تنفيذ التوصيات.
· تنفيذ المخرجات يتم بالتشاور وليس بصورة منفردة؟
– نحن ننفذ ساسيات وإجراءات متفق عليها. إذن أين المشكلة، هل يريدون منا الالتفاف على الاتفاق. وبالتالي أي حديث عن انفرادنا بالتوصيات يعتبر غير منطقي لأننا متفقون على كل التوصيات.
· بعد خطوة التعديلات الدستورية وحل الآلية لوّح المؤتمر الشعبي بمغادرة الحوار؟
– لم أسمع تصريحاً من قيادات الشعبي يلوحون فيه بمغادرة الحوار، بل لم أسمع هذا الحديث من شخصية رسمية مفوضة للحديث باسم المؤتمر الشعبي. والشعبي ما زال موجوداً في الحوار بصورة فاعلة وملتزم بكل مخرجاته وهو من الأحزاب الأساسية التي لعبت دوراً أساسيًا في دعم الحوار وتثبيته.
· لكن الشعبي ألمح أكثر من مرة باحتمالية مغادرة الحوار؟
– لا تعليق.
· ألا تخشون أن يغادر الشعبي محطة الحوار؟
– نرغب في المؤتمر الوطني، مع الشعبي، في جلب رافضي الحوار، ونعمل على إقناع كل الأحزاب والمكونات التي توجد خارج الحوار بأن تنضم إليه حتى يحقق الحوار أهدافه.
· هل ما زال الحوار بصحة جيدة رغم التجاوزات الأخيرة؟
– الحوار في كامل صحته وأناقته وحضوره الذهني.
رئيس لجنة إسناد الحوار وعضو الآلية عمار السجاد لـ (الصيحة):
حل آلية الحوار غير منطقي ولم يتم بالتراضي
استمرار التجاوزات سيؤدي إلى خروج الشعبي من الحوار
· كيف تنظر لقرار حل آلية الحوار الوطني؟
– هذا حديث غير موضوعي، حيث لا يمكن حل الآلية إلا في حالة فشل الحوار.
· لكن ما حدث هو حل آلية الحوار تراضياً؟
– خارطة الطريق واضحة، وهي مجازة من المؤتمر العام، ونصت على بقاء الآلية حتى 2020م وخارطة الطريق لا تتغير إلا بواسطة المؤتمر العام.
· الأحزاب المتحاورة تراضت على حل الآلية؟
– ليس من حقهم حل الآلية.
· ولماذا اتهمت في بيان صادر منك المؤتمر الوطني بحل الآلية؟
– المؤتمر الوطني هو من قام بحل الآلية.
· وما مصلحة الوطني في عملية الحل؟
– الوطني يريد أن يكون الحوار محاصصة، وليس حواراً بين المعارضة والحكومة. والوطني يريد أن يضع المتحاورين في (جيبه)، وكانت البداية بحل الآلية للتخلص من الشركاء والانفراد بالحوار.
· تم حل الآلية وأودعت التعديلات الدستورية البرلمان.. ما هي الخطوات التصعيدية القادمة لرفض هذه القرارات؟
– لا يستطيعون حل الآلية، وبالنسبة للتعديلات الدستورية فالرئيس البشير وعد بمعالجتها.
· تمسكك ببقاء آلية الحوار بعد الوصول إلى المخرجات يبدو غير منطقي؟
– لستُ متمسكاً بالآلية، ولكن خارطة الطريق هي التي حددت استمرار الآلية حتى 2020م. وحتى أن توصيات الحوار أكدت –هي الأخرى- بقاء الآلية. ولكن ما حدث هو تغيير تام لأعضاء الآلية و(المانديت) الذي تعمل به.
· ولماذا تتمسكون بالحوار في ظل اتهامكم للوطني بالانفراد به؟
– الحوار ليس ملكاً للمؤتمر الوطني.
· لكن الوطني هو من دعا للحوار؟
– أي خرق للحوار، يجعلنا نلجأ للرئيس عمر البشير لأنه من دعا للحوار وليس حزبه.
· هل نتوقع خروج الشعبي من الحوار؟
– وارد جداً خروج المؤتمر الشعبي من الحوار إذا استمر الوضع الحالي.
· إذن أين المخرج لتفادي الانهيار؟
– يجب معالجة مسألة التعديلات الدستورية، وعدم حل آلية الحوار. وفي حالة التعنّت سيخرج الشعبي وكل المعارضة من الحوار.
· ما هي الكيفية المناسبة لمعالجة هذه الإشكاليات؟
– الرئيس البشير هو الذي يحل هذه الخلافات.
· هل صحيح أن التعديلات الدستورية التي أودعت البرلمان تمت بموافقتكم؟
– الوطني أودع البرلمان تعديلات ناقصة.
· أين يكمن النقص؟
– في ورقة الحريات.
· عفواً.. هناك من يرى أن ورقة الحريات أجيزت ضمن التوصيات وبالتالي لا حاجة لإيداعها البرلمان؟
– يجب أن تُضمّن ورقة التوصيات ضمن التعديلات الدستورية، على الرغم من كون موضوع التعديلات أصبح شبه محلول بعد أن وعدنا الرئيس البشير بذلك.
· لماذا تُكثرون الهجوم على الحزب الحاكم كلما يحدث جديد لا ترضونه في أمر الحوار؟
– لأن المؤتمر الوطني يفعل كل الخروقات، ويقوم بأشياء دون مشورة المتحاورين.
· إذاً لماذا تتركون الوطني يعمل لوحده ويتجاوزكم؟
– السبب هو ضعف المعارضة المتحاورة.
· في حالة عدم معالجة نقاط الخلاف داخل الحوار من قبل الرئيس.. ماذا أنتم فاعلون؟
– سنخرج من الحوار. ولكن أتوقع أن تتم معالجة الأمر من قبل الرئيس.

الصيحة