بسحروكم .. ما تغيِّروا لينا الحكومة دي كلها

كتبت الأسبوع الماضي مقالا بعنوان موت إجباري، أرسلت من خلاله عدة رسائل إلى السيد معتمد الخرطوم الفريق أبو شنب بخصوص شوارع مظلمة في العاصمة .

ما حدث أنني تلقيت مكالمة صباحية في نفس اليوم من مكتب المعتمد تفيد بتوجيهه بإنارة تلك الشوارع فورا، وعلى الجانب الآخر من الهاتف شاركنا في مكالمة جماعية مسؤول رفيع بالكهرباء كان يسألني عن اسم الشارع المظلم، ثم من فوره يتحدث بهاتف آخر مع موظفيه مطالبا بإنارة تلك الشوارع .

أصدقكم القول في بداية الأمر قلت (يا ربي كم لبثت)، وشعرت أنني في حلم، ثم حين تواصلت المكالمة في الكثير من تفاصيل معاناة المواطنين شعرت أنني لا أحلم، وأنها- فعلا- استجابة مبكرة، وفاعلة، وسريعة من قبل المسؤولين .

وفعلا- في نفس ذلك اليوم مساءً زرت تلك الشوارع ووجدتها مضاءة تماما؛ حيث تمت إنارة النفق، وتمت إنارة الشارع المظلم بطريق الغابة، وتمت إنارة الشارع شمال موقف شروني، واعتذر السيد المعتمد أن شارع الهوا – الذي يبدأ من يثرب مروراً بجنوب جبرة، والصحافات، والمجاهدين، والأزهري- بأنه لا يتبع إلى محلية الخرطوم إنما يتبع إلى محلية جبل أولياء .

ومعتمد جبل أولياء – ده طبعاً – ليس عليه حرج، قاعد في الخلاء هناك، وضارب الهمبريب، ويعتقد أنّ جبل أولياء إقطاعية رعوية، وليست محلية تعدّ بوابة للعاصمة.

أيضاً – اعتذر مكتب المعتمد عن إنارة طريق الإسطبلات؛ لأن (ناس البنى التحتية عندهم فيهو شغل، وما لم ينتهِ الشارع ح يفضل في ضلامه)؛ يعني مشيتوا وجيتوا لي كلامي وزير البنى التحتية ده قاااااعد ساااي كل القدرو عليهو ربنا كسر كوبري المسلمية العتيق الأثري، وشيد كوبري الحرية الملان عاهات، وملأ الشوارع حفر و”قعد” .

غايتو هو وبتاع جبل أولياء ده يا ريت ما نشوفهم في أي تشكيل وزاري تاني.. على الرغم من انو ما بشاورونا في التشكيل لكن برضو نعمل العلينا.. المُهم تلقيت اتصالاً آخر أول أمس من مكتب وزير العدل بخصوص رسالتي له حول أخطاء صاحبت التحريات في جريمة مقتل طفلة وجدت مشنوقة في منزلها.. الاتصال جاء للوقوف على التفاصيل والاهتمام بالملف .

عقب هاتين المكالمتين.. قلت ناس الحكومة ديل بقوا جادين كده ما لهم؟.. وبتفاعلوا مع الحاجات البنكتبها.. والله بسحروكم.

خارج السور :

طيب ما دام بتستجيبوا سرعة كده.. ما تغيِّروا لينا الحكومة دي كلها.

سهير عبدالرحيم
صحيفة التيار