مقالات متنوعة

مريم بين الإمام والحاخام


> لو حسبنا أن فكرة بريطانيا في الخمسينيات لعقد اتصالات بين حزب الأمة ودولة الاحتلال اليهودي في فلسطين قد هدمتها اللاءات الثلاث التي أطلقها الأمين العام لحزب الأمة رئيس الوزراء حينها السيد محمد أحمد المحجوب في القمة العربية بالخرطوم .. فإن استئناف هذه الاتصالات سيكون أمراً يخص أسرة الصادق المهدي دون الحزب. وحزب الأمة القومي وبالذات الانصار .. هم بعد اللاءات الثلاث اصبحت مشكلتهم مع الكيان اليهودي في فلسطين وليس مصر إذا كانت فكرة الخمسينيات البريطانية هي الاتصال بإسرائيل .. الدولة الحديثة حينها.. لجلب الدعم منها لمجابهة مصر والأحزاب الموالية لمصر .. مثل حزب الأزهري وعلي الميرغني الاتحادي الديمقراطي.

> بريطانيا التي احتلت السودان وحكمته بالتعاون مع مصر .. خاصمت مصر بعد إعلان الدولة اليهودية حسب وعدها .. وعد بلفور .. في فلسطين .. واجتهدت لتطبيع الخرطوم مع الكيان اليهودي في وقت مبكر من خلال حزب الأمة .. مستغلة سوء علاقته بمصر. لكن هل الآن الفكرة هي استغلال سوء علاقة الحزب الحاكم المؤتمر الوطني مع إسرائيل؟
> لا يتسنى طبعاً لحزب سوداني ينشط بالداخل حتى لو كان هو الحزب الشيوعي أن يتواصل مع إسرائيل بصورة علنية.

> وهذا التواصل مع العدو اليهودي لو أراده حزب الأمة القومي أو بالتحديد الإمام الصادق المهدي .. لعقد (لقاء الإمام والحاخام . )فلا بد من مظلة لمثل هذا اللقاء. والمظلة الآن .. يرى المراقبون أنها مشاركته في المؤتمر السابع لحركة فتح. ولا ندري كيف قدمت الدعوة للحزب دون الأحزاب الأخرى .. ولماذا قدمت
الدعوة للمؤتمر السابع دون المؤتمرات الفائتة ..؟ ولو قدمت .. لماذا لم يلب الحزب الدعوة؟
> ما الذي استجد ..؟ ما الذي يجعل نائبة رئيس حزب الأمة القومي .. تشهد نشاطاً سياسياً في أرض محتلة .. لا تدخلها إلا بإذن من سلطات الاحتلال؟
> وكان يمكن أن تحتج على الدخول في دولة غير معترف بها ظلماً بواسطة كيان يهودي مستفيد من التمويل الأوروبي والأمريكي لفرض دولة احتلال.
> لكنها لم تحتج .. وعدم الاحتجاج نربطه بعلاقة تجارية بين السوق الإسرائيلية وتجار ينتمون لحزب الأمة .. صدروا إلى دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين السمسم والصمغ العربي وحب البطيخ عام 2007م.

> ونربطه أيضاً بشروط الغالي .. وكان الأمين العام السابق لحزب الأمة القومي الدكتور عبد الرحمن الغالي .. قد طرح خمسة شروط لإقامة علاقة مع إسرائيل .. كان ذلك في عام 2005م.
> شروط حزب الأمة المطروحة من خلال الغالي .. معلوم أن دولة الاحتلال لن تنشغل بها .. دعك من أن تنفذها .. لكن حزب الأمة .. كأنه أراد أن يكون واقعياً .. فقد تعامل من خلال بعض تجاره مع سوق الكيان اليهودي دون الاكتراث لتنفيذ الشروط. وحزب الأمة في الخمسينيات مع إسرائيل ضد مصر .. وفي التسعينيات مع إسرائيل ضد الحكومة السودانية الجديدة وقتها.. حيث طلب الحزب الدعم والتمويل في مارس 1990م لتكوين جيش يحارب به الحكومة السودانية .. لعله جيش الأمة الذي كان يقوده عبد الرحمن الصادق المهدي ومعه مريم الصادق المهدي.
> وفي الألفينيات.. الآن .. لا يريد حزب الأمة القومي أن يحارب جهة معينة .. لا بالسلاح ولا بالتظاهرات ولا بالعصيان المدني .. فكل هذه الأسلحة قد فشلت .. وضاعت سبع وعشرون سنة سدى .. أضاعها الحزب في التخطيط السقيم .. بعد إضاعة الديمقراطية الثالثة .. وجعلها عرضة لانقلابات يسارية كانت ستطيحها هي لولا استباق انقلاب البشير.

> والانقلابات اليسارية تحركت بعد انقلاب البشير وفشلت طبعاً .. ومنها من تخلى قادتها عن التحرك لأن بديل الصادق يختلف لأنه ليس هشاً .. هيناً .. لينا.
> وليست المظلة واحدة .. ليس فقط مؤتمر حركة فتح هو الحيلة .. فهناك داخل الأراضي القائمة عليها الدولة اليهودية باطارها اليهودي الخالص مظلة أخرى .. هي قيادات بعض حركات دارفور .. ومريم بالطبع تفكر في عقد لقاءات معها .. لتتباحث معها حول إمكانية الاستفادة من الدعم الإسرائيلي في التضييق على الحكومة السودانية.. ومريم تغضبها إطاحة والدها من الحكم.

> لكن هل كان سيكون حاكماً حتى الآن أي لمدة ثلاثين عاماً .. لو استمر حزب الأمة في الفوز؟
> البشير بعد التحول الديمقراطي الفعلي منذ عام 2010م لن يترشح لدورة ثالثة حسب الدستور الذي ارتضاه حزب الأمة القومي نفسه وشارك بموجبه في انتخابات ابريل 2010م مع مرشحي الأحزاب الاخرى الاتحادي الديمقراطي والشيوعي والشعبي والحركة الشعبية بقيادة سلفا كير وغيرها.
> لكن خطوة مريم هذي .. لن تفيد حزب الأمة سياسياً .. بل ستكون خصماً عليه .. وهي ذات قيمتين .. قيمة إعلامية تكسبها مريم نفسها .. وقيمة سياسية يكسبها عبد الواحد المتمرد .. فيقول إن العلاقة مع إسرائيل أمر عادي للسودانيين.

> لكن السودانيين الأسوياء .. يتذكرون دائماً أن اليهود يؤسسون دولة احتلال بدعم أوروبي قديم وأمريكي جديد وإيراني أجد ومصري أجد منه بعد حكم السيسي على أرض فلسطين.
> وكانت مريم قبل سنوات تقول بأن فلسطين متقطعة الأوصال .. فلماذا لم تقل أن دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين متقطعة الأوصال؟
غداً نلتقي بإذن الله.

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. أولا :الصحفيين الفلسطينيين اصحاب القضية اشادوا بهذه الزيارة وطالبوا الآخرين القيام بمثلها لان فى ذلك فى وجهة نظرهم يعمق التواصل بين دولة فلسطين والتى مقرها رام الله وبين المسئولين العرب .
    ثانيا : السيدة مريم الصادق قامت بزيارة لرام الله وبدعوة من الحزب الحاكم فى الدولة الفلسطينية ولم تقم بزيارة تل أبيب أو القدس الغربية ولم تتلقى دعوة من حزب الليكود .
    ثالثا : اذا قامت بزيارة رام الله بعلم السلطات الاسرائيلية فهذا يعنى اعتراف من أسرائيل بهذه الدولة .
    رابعا : كل المسئولين الفلسطينيين عندما يغادرون رام الله أو اى مدينة فلسطينية او يعودون اليها يتم ذلك بمعرفة وموافقة السلطات الاسرائلية . بمافيهم محمود عباس رئيس السلطة .
    خامسا : الدعوة قدمت لكثير من مسئولى الاحزاب العربية لحضور هذا المؤتمر ولم توحهه للسيدة / مريم الصادق وحدها.
    سادسا : بل أكثر من ذلك نرحب بزيارة اسرائيل نفسها … كثير من الدول العربية ياسيد / خالد لها علاقات قوية وتواصل دائم مع أسرائيل وصلت لفتح سفارات بها … لماذا لاننظر لفتح قنوات أتصال مع أسرائيل لفائدة ومصلحة السودان… ولعلمك وهذا ليس بخافى وعلنا مافى مسئول فلسطينى ليس له تواصل وقنوات مفتوحة مع أسرائيل ….. لانريد أن نكون ملكيين أكثر من الملك