زاهر بخيت الفكي

العصيان..رسالة ليتها تصل..!!


العيار الما بصيب قالوا في المثل يدوِش..
رُبما لم يُصِب عيار العصيان الذي أطلقه الشباب في يومي 27/ نوفمبر الماضي وألحقوه بعيارٍ آخر يوم 19/ديسمبر الجاري ، لم تُصب هذه العيارات الثقيلة النظام مُباشرة في مقتلٍ ولكنّه أحدث في جسده كم كبير من الرضوخ والكدمات والخدوش كادت أن تؤدي وفاته ، سيظل أثر تلك الأعيرة باقياً في جسده إن لم يُسرع الساسة وقادة النظام في إستشارة الحُكماء العُقلاء لتطبيب ومُعالجة تلك الرضوخ ذات الأثر العميق ..
رسالة قوية أرسلها الشباب في مواقع التواصل تشبه إلى حد كبير تلك الرسائل التى أرسلها الشباب المصري والليبي واقتلعوا بها أنظمة كانت جاثمة على صدورهم لعقود من الزمان ما كانوا يظُنونها بهذه الهشاشة إذ يُمكن إزالتها هكذا وبسهولة ، إقتلعوها فقط برسائل كانت شرارة في مواقع التواصل تمددت حتى التهمت تلك الأنظمة وقضت على أخضر سنواتها وتركته هشيماً حملته رياح التغيير وأبعدت قادتها عن كراسيهم وإلى الأبد ..

رسالة واضحة يجب أن يعِ النظام ما حملته من مضمون وفيها أنّ هؤلاء الشباب لا علاقة لهم بالنظام القائم هذا وقد بدأ تململهم يزداد عام بعد آخر من نظامٍ فشل في أن يُحقق بعضاً من طُموحاتهم لا كُلها ولم يستطع أن يوفر لهم المُعينات اللازمة للوصول إلى مُستقبلٍ هُم أهله ولم يوفر لهم أدوات الرفاه في حاضرٍ يخصهم أيضا ، حاضر لم ولن تُدار فيه المعارك بالوسائل المُدمرة القديمة بل بالتقنية والكلمة تُدار المعارك عندهم وهذه الوسائل أصبحت أسلحة فاعلة جداً في زمانهم هذا يجب على النظام أن لا يستهين أو يسخر منها كما سخر واستهان بها من كانوا قبلهم ..
درس بليغ يجب على المُعارضة (إن وجدت) إستيعابه جيدا..

ما من صلة تربط هؤلاء الشباب قادة العصيان بالمعارضة المُحنطة التي ما اتفق من يقودونها يوماً في مكانٍ إلا ليختلفوا قبل أن يُبارحوه ، وضح جلياً إفتقار المُعارضة لمثل هذه الوسائل الفاعلة الحديثة التي تحتاج إلى جماهير تدعم العصيان وتُخرجه من مواقع التواصل إلى الشوارع والمؤسسات والتي ما عاد لديهم فيها من يُدين لهم بالولاء للقيام بتنفيذ بقية الخُطة على أرض واقعٍ تهيأ فيه الناس إلى تغيير حقيقي لنظام طال أمده بينهم وكثُرت الأخطاء فيه إلى نظام جديد ينهض بالسودان ويُعيده إلى منظومة الدول الفاعلة لا تغيير يُدمر ما تبقى منه..
شباب ناضج إستطاع أن يُبلغ رسالته إلى النظام والمُعارضة بلغة رُبما لم يستوعبها هؤلاء ولا أؤلئك إلا بقراءتها جيداً مرات ومرات ، رسالة شهدت على فشل أحزاب المُعارضة وعلى جهل النظام بشباب قادم تنامت الروح الوطنية عندهم وازداد وعيهم والشاهد التفافهم حول قضية الوطن بوطنية صادقة وتجرُد من كُل ولاء ..
والله المُستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة