الصادق الرزيقي

خلافات الوطني!!


> لسنا في حاجة الى تذكير المؤتمر الوطني كحزب حاكم بأنه في وضع مرير للغاية وعليه أن يحسم خلافاته علي أي مستوى كان بحزم وصرامة تكفيان لمنع تداعيها وتفاقمها الى ما هو أسوأ وما عواقبه أوخم، فما تتنزى له صفحات الصحف هذه الأيام وينشر على نطاق واسع في الفضاء الالكتروني، لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً، ويقدم صورة شائهة لحزب مؤتمن على بلاد بأكملها وقضى اكثر من سبعة وعشرين عاماً في الحكم يفعل كما يريد وينهى، لم ترشد فيه ممارسة الخلاف، او السمو فوق صغائر ومجانبة سفاسف الأمور .

> ما جرى في ولاية الجزيرة هو نتيجة تراكمية لخلافات لم تحسم في وقتها، تركت حتى اوهن الفتق الراتق، وفلت الزمام والخطام، فقد وصلت الأمور الى مرحلة اللاعودة، ولن تنصلح الامور الا بذهاب قيادات الحزب او مغادرة الوالي .

> اما في ولاية الخرطوم، فالأمور تعبر بدقة عن غياب المسؤولية، وتدهور التماسك الداخلي، وفقدان القيادات والكوادر العاملة الأهلية اللائقة بالواجب الحزبي، والافتقار لأبسط قواعد السلوك السياسي الراشد، مما يعني ان ممسكات الحزب في خطر، ولا يبدو أن هناك يداً قابضة، ولهجة زاجرة، وعين حمراء، ومحاسبة رادعة تعيد الأمور الى نصابها .

> إذا كانت خلافات ولايتي الجزيرة والخرطوم صورة مكبرة لما يدور في ولايات السودان الأخرى، من خلافات أصغر او أكبر، فإنها في نهاية الأمر تجسيد لحالة يتوجب التعامل معها بجدية دون إبطاء، ومعرفة اسبابها والجذر الذي يغذيها والتربة غير الصالحة التي تنبت فيها نبتة الخلاف السامة، ولم يعد مجدياً التغاضي او اخفاء الخلافات وسترها بغلالة شفافة من عدم الاهتمام والاكتراث.

> من أدواء العمل الحزبي وأمراضه وعلله التي تحطم مناعته، هذه الخلافات الانصرافية المنقولة والمحمولة قسراً الى الرأي العام وشغله بها، وكان من السهل والمتيسر لجمها داخل الأطر والمؤسسات الحزبية، لكن أن تترك هكذا، ويغض الطرف عن تناسل وتكاثر مراكز القوى والتكتلات داخل الحزب فهذا ما سيورد المورد المُهلك للتجربة كلها، ويجعل إشراقاتها معتمة وكالحة وبيئتها طاردة ومنفرة للكوادر والراغبين في الانتظام في سلك العمل السياسي .
> من واقع المعايشة والتجربة والاقتراب عن كثب في سياقات الممارسة الحزبية السودانية فإن أضعف الحلقات هي آليات المحاسبة والتأنيب والتأديب ورد الأمور الى نصابها، وأحرى بحزب كبير مثل المؤتمر الوطني، أن ينتهج نهجاً فيه تعجل وإسراع في ضبط عضويته ومحاسبة قياداته وإجراء حجامة في جسده تخرج الدم الفاسد بعد فصد جلده المثخن أصلاً بالجراح .

> لو تركت الأوضاع كما هي، وطغى الهدير على الهديل كما يقال، يتمزق التماسك الداخلي وستعصف خلافات الإخوة الأعداء بحزبهم وسيقبل الجميع على بعضهم بعد خراب سوبا يتلاومون .
> على قيادة الحزب أن تعجم عيدانها جيداً، ولتختر من كل المواقع على طول البلاد وعرضها، من كوادره أمرها عوداً وأصلبها مكسراً، فالمرحلة المقبلة مع بدء تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هي للمدافعة الحقيقية والمنافحة والمنافسة، ستكون الساحة السياسية مفتوحة على آخرها وعلى مصراعيها بالكامل، للأحزاب السياسية والتنظيمات المختلفة، في عراك وطيس وحامٍ من أجل البقاء والتسابق نحو السلطة، فهل سيدخل المؤتمر الوطني الحلبة وهو ممزق الثياب جراحه تدمي وهو كليم هزيم .. وأية هزيمة هي ؟؟ هزائمه الداخلية!!

الصادق الرزيقي – أما قبل
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. (وكان من السهل والمتيسر لجمها داخل الأطر والمؤسسات الحزبية، ) مؤسسية واطر ؟؟؟؟
    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي يا مصران كرعيني ضحكتني يا رزيقي