حسين خوجلي

المقرشين (بفتح الميم وفتح الراء) وأشياء أخرى!!!


ولألوان كلمة

المقرشين (بفتح الميم وفتح الراء) وأشياء أخرى!!!

* الصفحات والصفائح والصحائف عامرات بقميص (عامر) قديماً (ومقاسه) وجبل عامر حديثاً (ومقاساته) وعلى شهرة الأول والثاني لم يجد الناس حتى الآن قناعة تفض النزاع مع صاحب القميص أو صاحب الجبل..

وتقول بقية الحكاية إن قميص عامر الأول قد (ذهب) مثلاً في الناس سائر أما (ذهب) جبل عامر فقد صار سؤالاً في الناس حائر ومن باب الذكرى أرجو أن ينشط الحدث الباحثين ليكتبوا عن عامر جد العوامرة والمؤرخ الكاتب التيجاني عامر وضرس شندي الشهير عامر جمال الدين والشاعر عمران العاقب وبقية العقد الفريد من العامراب والعوامرة والعمريين.

* لا أحد يرغب أن ينشغل اخانا الدكتور عبد الحميد كاشا عن أفراحه الصغيرات ووعوده الكبيرات.. والصغيرات هنا من باب الملاحة والكبيرات من باب التحقق ولكننا أردنا أن نهمس في أذنه ناصحين قبل أن تشغله التفاصيل عن الكل المهيب (عليك ألا تنسى يا سيدي أنك في ولاية جنوب السودان الجديدة!!!) لا بحر أبيض القديمة.

* هناك خبر عن بوادر أزمة غذاء بالجزيرة والنيل الأبيض وهذا خبر مفاده عند العامة نصف فقر وربع مجاعة وقد تمنيت لو تأجل قليلاً ما بعد الشتاء فالشتاء في بلادنا يضاعف النسب والمناسيب والمنسوب إليه وعليه فأكثروا هذه الأيام من ذكرى النعيم ود حمد.

* إلى الأحباب باللجنة المختصة باستقبال الحبيب الإمام الصادق المهدي لي الرغبة في التذكير من باب الاحماء وشد (الضراع) بأنه قد بقي من يوم العودة 16 يوماً.. 4×4 و8×2 و16×1

فلا تضيعوها ما بين سارة نقد الله والفريق صديق أو الأثنين معاً..

* هنالك حزمة من الأفكار المرهقة والأفكار المستهلكة.. فاذا اجتمعت على الأفكار المرهقة قيادات مرهقة لادارتها فهذا يعني تكاثر مقابر الشباب وتكاثف المصحات العقلية للمراهقين..

الأفكار المستهلكة والقيادات المنهكة (وأضاعوني) حلف واحد من المصالح الوضيعة ضد المستقبل.

* بداية الحل لأزمة العاصمة هو ألا تنسى الحكومة المركزية أبداً أن الخرطوم هي عاصمة السودان مثلما هي عاصمة ولاية الخرطوم وهي أيضاً ولاية الخرطوم وهي السودان القادم للملايين الباحثين عن استراحة مذلة استعداداً لهجرة أكثر إذلالاً..

الخرطوم ليست عاصمة الخرطوم يا سادتي حالة وكذلك السودان..

* قامت الأسرة بكل (تكاليف) الزواج من اختيار العروسة مروراً بكل التفاصيل والدعوة والكرنفال حتى اسكنوه شقته الصغيرة الأنيقة المتكاملة الأثاث والرياش والفراش وبعد شهر واحد، استلف هاتف جاره واتصل بالأسرة قائلاً في غضب غير حميد (هل نسيتم أن الراتب لا يكفي لأكثر من ثلاثة أيام).

ألجمتهم المفاجأة فبدأوا من جديد في نفض غبار دراسات الجدوى (عن قناعات سادت ثم بادت).

* لا تنسوا أيها النائمون جهلاً أو تجاهلاً نسياناً أو تناسياً أن هنالك أكثر من أربعين ألف تلميذ وتلميذة من أطفال الخرطوم في قلب هذا الشتاء القارس الكئيب لا يملكون وجبة الافطار.

نعم أربعون ألف يا سلة غذاء العالم.

* كان النشيد النموذجي للسوريين الذين ركبوا البحر ووصل بعضهم لشواطيء أوربا (أدنى الجحيم) حيث هربوا من أقصاه.. جاء الجلاد الأوربي البارد بحاسوبه وأسئلته ونظرته المزدرية وعصاه ذات الكهرباء الصاعقة فأنشد أهل الحضارة القتيلة بصوت منشدهم الأشهر:

يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي

هـذا الصفَـدْ.

ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ.

ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ

ولـمْ يبـقَ جسَـدْ.

كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا

فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ

فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً

بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ!

مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى

مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى

في بلَـدٍ أغفـو

وأصحـو في بلَـدْ!

لا عِلـمَ لـي

وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ

فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ

ضيّعـتُ الرّشـَدْ

وإنّني – حسْبَ قوانينِ البلَدْ –

بِلا عُقـدْ:

أُذْنـايَ وَقْـرٌ

وَفَمـي صَمـتٌ

وعينـايَ رَمَـدْ

**

من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً

وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ:

ماتَ (لا أحَـدْ)!

* الناس يذهبون مساءً وصباحاً لدار المؤتمر الوطني (المركز العام) فلا يجدون علي عثمان ولا نافع ولا أحمد ابراهيم الطاهر ولا مهدي ابراهيم ولا أمين حسن عمر ولا سيد الخطيب ولا عبد الرحمن الخضر ولا عبد الرحيم علي ويمكنك أن تحسب ألف قيادي في مربع (الغياب المحزن).

الشاهد يخاف إنقطاع الآمال وإنقطاع الأجيال التي أصبحت ظاهرة مرضية..

أخاف أن تغري الحالة قاص مجيد بكتابة رواية (المقرشين)- بفتح الميم وفتح الراء- والتقريشة حتى للسيارات الأصيلة تغري الصدأ بالتعلق والأوصال بالتهالك والجديد بالبلى..

أعزائي لا أحد يوصي الهداة على الهداية وأهلنا دائماً ما يصدمونك بالذي تتجاهله (والله يا ولدي كان الموت خلاك المرض ما بخليك).

فحاربوا موت الفكرة ومرضها بالحضور أما عندنا وعندكم فالأعمار بيد الله.

* كان الراحل المسرحي الشاعر خالد أبو الروس لا ينفي شيئاً فكل شيء في هذه الدنيا عنده قديم وله أصل وقد سأله يوماً الشاعر الراحل عتيق.. يا خالد انت زمان كان في تم تم (نغمة شعبية خفيفة لأهل السودان)

فقال غير مبالٍ (بالحيل)

ألا تذكر حين تقدمت المرأة الحسناء إلى القاضي الشعبي فادعت عنده فقضى لها فقال هذيل الشاعر المنشد الأشجعي:

فتن الشعبي لما

رفع الطرف إليها

فـتـنتـه ببنان

كيف لو رأى معصميها

ومشت مشيا رويدا

ثم هزت منكبيها

فقضى جوراً على الخصم

ولم يقض عليها

فتناشدها الناس وتداولوها (مثل سمسم القضارف) حتى بلغت مولانا الشعبي فاستدعاه وجلده ثلاثين سوطاً فلم تكتب الصحف ولم يشتكي هذيل لمكتب حقوق الإنسان

(وكل شيء بثمنه).

فضج المجلس بالضحك

رحم الله الشعبي وهذيل وابو الروس وعتيق ورحمنا جميعاً.

ولألوان كلمة – حسين خوجلي
صحيفة ألوان