صلاح الدين عووضة

سقوط وإسقاط !!


*الاسقاط في علم النفس هو (تمرير) حالة خاصة..

*تمريرها إلى شخص أو أفراد أو جماعة أو ما هو أكثر من ذلك..

*بمعنى إلباس آخرين اللباس الذي يخص صاحب (الحالة)..

*وفرعون أراد أن يصم نبي الله موسى بالصفة التي نهاه عنها حين أُرسل إليه..

*قال له (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين)..

*أي إنك كنت كافراً- مثلنا- عندما قتلت نفساً ، وتعيرنا الآن بما كنت عليه..

*ووزير المالية الأسبق يصر على كشف (حالته) الخاصة..

*ونصر نحن على أنها خاصة بما أن الواقع يثبت كذب حديثه عن (الكسرة)..

*وفي آخر (إسقاط) له زعم ما لا يمكننا السكوت عليه..

*زعم أن السودانيين- ولم يستثن- كانوا لا يعرفون سوى الكسرة حتى السبعينيات..

*وهو يقصد سبعينيات القرن الماضي طبعاً ، وإلا..

*وإلا لقلنا حتى لو كان يعني القرن السابق له فإن كلامه غير صحيح أيضاً..

*وبين أيدينا كتاب للرحالة بوركهارت نقرأه للمرة الثالثة..

*وجون لويس بوركهارت- للعلم – زار بلادنا في بدايات القرن الثامن عشر..

*وجاء كتابه المعني تحت عنوان ( في بلاد النوبة والسودان)..

*وعن النوبيين- من حلفا وحتى دنقلا- يقول إنهم كانوا يفضلون القمح على الذرة..

*وكذلك بعض القبائل الأخرى ومنهم أبناء جعل في الوسط..

*وليست الكسرة عيباً- بالتأكيد- ولكن ما يردده علي محمود ربما هو (حالة خاصة)..

*حالة سبقت أيام الإنقاذ، والتمكين، و(ظهور النعم)..

*فهي (إسقاط) على الجميع قد يجعل العالم يضحك فينا ، وعلينا ، ومنا..

*فما من شعب في الدنيا لم يعرف القمح منذ السبعينيات..

*ثم من الغريب ألا يعرف (وزير مالية) أن الكسرة أغلى سعراً من الرغيف..

*ولا نقول إن كل مستجد نعمة ينفصم عن الواقع..

*والفصام هو مرض نفسي- كذلك – تماماً مثل الإسقاط الذي نتحدث عنه..

*ومن قبل عيَّرنا الحاج آدم بافتقارنا إلى القمصان قبل الإنقاذ..

*وأيضاً قد يكون هذا إسقاطاً – لحالة خاصة – على السودانيين جميعاً..

*فأنا شخصياً كانت قمصاني قبل الإنقاذ أكثر منها الآن..

*و(حالتي) هذه تنسحب- قطعاً- على الكثيرين من أفراد الشعب الذي (افتقر)..

*ولا أدري (إيه حكاية السبعينيات دي) في زماننا هذا..

*فبعض قادة الإنقاذ يجزمون- كذلك – أن مشروع الجزيرة فاشل منذ السبعينيات..

*وهذا إسقاط تمتد دائرته النفسية إلى أوائل عهد (مايو)..

*يعني (يا جماعة): لا تحملونا وحدنا مسؤولية (سقوط) المشروع..

*ونتحمل نحن وحدنا (السقوط والإسقاط !!!).

صحيفة الصيحة