صلاح الدين عووضة

بناديها !!


نصعد الزقاق المحاذي لبيت العمدة..

*ويحاذي – كذلك – منزلي عثمان محمود وصديق علي محمود..

*أنا وابن خالي سيف الدولة ابن العمدة حسن محمود..

* فتطرق آذاننا كلمات الأغنية الشهيرة:

*يا حارسنا و فارسنا، يا جيشنا ومدارس…

*كنا زمن نفتش ليك، جيتنا الليلة كايسنا…

*فقد كانت هي أغنية الموسم في زمن (المراهقة) ذاك للنظام المايوي..

*فبعض الأنظمة السياسية تمر بمرحلة (مراهقة) كذلك..

* قد تطول ، أو تقصر، أو تصير (مراهقة كبر)..

*وخطوات مشوارنا كانت تقودنا (صعوداً) إلى بيت الدوش..

*فالذين رأوا (الخندق) يعرفون معنى أن تصعد ، أو تهبط..

*وكلمات الأغنية تزداد ضجيجاً حين نحاذي بيت جاد كريم..

*حبابك ما غريب الدار، وماك لحقنا الودار ..

*ونسمة من جهة النيل تحمل إلينا نكهة (جبنة) اشتهرت بها مسكة زوجة خالنا عثمان..

* حبابكم ما غريب الدار..

* يصعقنا صوت نسوي مردداً لهذا المقطع من الأغنية..

*إنه صوت سيّدة صديق ابنة أول من امتلك آلة (الحاكي) في المنطقة بأسرها..

*وللسبب هذا حظيت بملكتي الشعر والغناء مثل شقيقها مزمل..

*جيتنا وفيك ملامحنا ، عاد يا مايو ميزنا..

*نصل منزل الدوش الذي هو خلاف صاحب (الملامح) في الأغنية..

*ووردي هنا يغني لملامح مايوية رآها محجوب شريف..

*ثم غنى من بعد لملامح (ضد مايو) كما رآها محجوب نفسه..

*وهي كلها – في نهاية الأمر- ملامح يسارية..

*ومدير مدرستنا اليساري يطالبنا- من بعد- باستقبال نميري ليرى ملامحنا..

*وينسرب من بين الصفوف كاتب هذه السطور..

* وينطلق مسرعاً نحو بيته عوضاً عن مكان الاحتشاد..

*والفعل ذاك كان تشكلاً غريزياً مبكراً للوعي السياسي تجاه نمط من أنماط الحكم..

* ثم يصبح المدير الشيوعي هذا نصيراً للثورة …

*ويضحى كاتب هذه السطور نصيراً لشكل آخر من أشكال الثورة..

* الثورة الشعبية (النهارية) ، وليست العسكرية ( الليلية)..

*وتنتهي الأغنية – أخيراً – بالذي بدأت به : يا حارسنا وفارسنا ، يا جيشنا ومدارسنا ..

* تنتهي مع انتهاء خطانا عند دار آل الدوش ..

*ونلتقي بالدكتور الفاتح الدوش فنجده (يلتقي) معنا في مبادئ (الثورة)..

*وتنتهي – كذلك – ذكرى تلكم اللحظات من ذياك الزمان …

*ولكن الذي يأبى أن ينتهي هو (الأمل) الذي جسدته أغنية الدوش الآخر..

*وإن لم يكن بالضرورة – الأمل – ذا (ملامح يسارية)..

*وسوف يظل عشاقه يرددون ( بناديها !!!) .

صحيفة الصيحة