مقالات متنوعة

المتحرشون الكذبة…!


* لنا الله في بلد تمثل شخصياته الحاكمة فضائح تمشي على أرجل.. تأذت سمعة السودان كثيراً بعدم وجود سلطة (واعية) لها وزن وتملأ العين.. ولا نملك سوى أن نضرب كفاً بكف كلما حاول “هلام” السلطة الحالية إدعاء الغيرة على سمعة الوطن..! شيء غريب أن يكون أساس الحاكم (أسفل سافلين) ويخرج من بين زبانيته أحمق يدعي حسن السير والسلوك لقيادات السلطة.. نظام إرهابي فعلاً لا إدعاء؛ مازال الشعب السوداني يُعاقب بسبب رعايته للإرهاب؛ فلماذا يستغرب البعض إذا صار أكثر ما يميز دبلوماسيته (الغزل والتحرش والجهل)؟! أضف لذلك الكذب (كأحد الثوابت) والنفي البليد عقب كل حادث أو حديث..!

* مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمر دهب قال في بيانه أمام مجلس الأمن ــ يوم 12 يناير الجاري ــ إن الأوضاع الأمنية تحسنت في دارفور واستعرض جهود الحكومة لإكمال مسيرة السلام.. و.. و.. (إلى آخر الجمل المرمدة ــ المحفوظة ــ التي استفرغها المندوب.. كما دعا المذكور المجتمع الدولي (للضغط على المتمردين للتفاوض بجدية (مع الحكومة!!) وطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على المتمرد عبدالواحد محمد نور لمقاطعته لكل مبادرات الحوار والتفاوض)..!

ــ ليس مهماً التركيز الشديد على هذا (التحرش السياسي)..!
* بيان سفير السودان يوضح أن حيلة الحكومة من أجل الضغط الدولي على عبدالواحد محمد نور؛ اعتراف بضعفها الشديد وهوانها الأكيد؛ فهي من قبل تتطاول بهزيمة عبدالواحد وتقلل من أثره على الأرض في دارفور.. بالتالي فالمهزوم لا يستدعي أن يقفز نظام الخرطوم من أجله هذه القفزة الهائلة لدرجة المطالبة بتدخل مجلس الأمن لمعاقبته..!! والأصح أن يتدخل مجلس الأمن لإنقاذ السودانيين من غارات الحكومة في دارفور وغيرها..!
* بلا أدنى كياسة أو حياء نجد مندوب السودان يغالط الحقائق؛ فهو يتحدث عن استتباب الأمن في دارفور بينما المذابح تطرد؛ كأنَّ منطقتى نيرتتي والجنينة اللتين حدث فيهما القتل الجماعي مطلع هذا العام (خارج الحدود)..! يدعي السفير تحسن الأوضاع الأمنية في دارفور (والموت شغال!) ثم النزوح.. و.. الأمراض الغامضة تجتاح مناطق جبل مرة ــ حسب الأخبار ــ وتؤدي إلى وفيات الأطفال؛ الأمهات؛ وكبار السن؛ إذ ترجح العقول ــ والمصادر ــ بأنها أمراض نتجت من أثر كيماوي؛ بينما الحكومة ترفض أية تحقيقات حول اتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية لقتل المواطنين في جبل مرة؛ وتريد أن يصدقها العالم (بالمجان)..!

* من الذي قال أن الكذب وسيلة مثلى لبلوغ الغايات حتى يكون لازمة في كافة أقوال منسوبي نظام البشير؟! فماتزال بدع جماعة وزارة الخارجية السودانية تسقط البلاد في متاهات الفضائح؛ تجلب المحن لشعب عرف بكل طيب وكريم.. فبالأمس أخرجوا بياناً مضحكاً (كأنهم ممثلون هزليون) هذا البيان يلف ويدور حول أحد منسوبيهم قالت الشرطة الأمريكية إنه تحرش بامرأة.. وكم تمنينا ــ من الوهلة الأولى ــ أن يكون كلام الامريكان افتراء و(مؤامرة)..! ليس شفقة على العصابة الحاكمة للسودان ورئيسها الذي يشجع المتحرشين والفاسدين أجمعين بتلك اللا مبالاة العجيبة (كل إناء بما فيه ينضح)! لكن كنا نتمنى أن يكون موضوع التحرش غير صحيح (وببرهان لا يقبل الشك) شفقة على الوطن الذي استبيح فصار اسمه مرتبطاً بسوء السمعة (من تحت رأس النظام)؛ بينما شعبنا يصيبه الغضب في مقتل من هول ما يفعل هؤلاء اللئام..! ألم يكفهم الإرهاب والإبادة الجماعية والاغتصاب والفساد المالي الذي وصل لحد تقنين (التحلل) من المال المسروق؟! ألم يكفهم الغش والربا والفساد الأخلاقي (غير المعقول)؟ ألم يكفهم كل ذلك؛ فوصل البطر بالسفهاء إلى مرحلة (مرمطة) اسم السودان (بالتحرش)؟! هل سنظل نكرر الأسئلة فتشغلنا عن (عصيان) لم يسبق مثيله وثورة تطهر الأرض من (أنجاسها)؟!
* لقد استنكر الناس ذلك الغزل الصادر من أحد (الدبلوماسيين!) تجاه الوزيرة الموريتانية..! أنظروا كيف أفرغ الإسلامويين الجوف الدبلوماسية ــ من أي معنى سامٍ ــ بنزواتهم أو (سوء تربيتهم).. وليت دبلوماسية (تجار الدين) توقفت عند الغزل (المتهابل)..! إنهم يتحرشون بالوطن كله؛ ولا مجال لماردٍ ينافسهم..!!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة