صلاح حبيب

رفع العقوبات الاقتصادية.. ما هنت يا سوداننا


هل رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان كان مفاجأة للسودان ولأهله، أم أن هناك عملاً كبيراً كان يتم في صمت؟.. بالتأكيد أن اختيار الرئيس “أوباما” موعداً لرفع العقوبات عن السودان وهو يودع البيت الأبيض والرئاسة الأمريكية قبل أسبوع من ذلك، ليفسح المجال لخلفه “ترامب” لرفع بقية العقوبات الأخرى مثل رفع الاسم من قائمة الإرهاب المفترى على السودان، أن القرار يعد قنبلة ولكن بالتأكيد ظهر جهد وزارة الخارجية وزيارة الفريق “طه” قبل أيام إلى الولايات الأمريكية في صمت، بالإضافة إلى زيارة الأستاذ “مهدي إبراهيم” سفير السودان الأسبق بواشنطن، لقد كان بيننا والأستاذ “مهدي إبراهيم” موعد للقاء صحفي قبل فترة من الزمن، وكان اللقاء يؤجل بسبب ظروفه، وقبل أسبوعين أو أقل، اتصلت عليه تليفونياً ولكنه لم يرد، وبعد برهة من الزمن أعاد الاتصال هو وتعجبت لعودة اتصاله، لأنه في العادة لا يرجع بسبب مشغولياته، سأل منو؟..

قلت له “صلاح حبيب” يا أستاذ، فرد بالتحية ومن ثم قلت له يا أستاذ لنا لقاء مؤجل من قبل، فقال لي سوف أذهب إلى أمريكا غداً، قلت له في نفس الموضوع؟.. فقال لي أدعُ لنا بالتوفيق، ولم يكون القرار الصادر أمس، من الرئيس الأمريكي مفاجأة بالنسبة لي، لأنني كنت مقتنعاً بأن عملاً كبيراً يجري في تحسين العلاقات السودانية الأمريكية خاصة الزيارة الأخيرة التي قام بها الفريق “طه” بعد زيارة الإمارات، كلها شواهد ودلائل لعمل كبير يجري في صمت، فالسودان عانى من تلك القرارات غير المبررة فوقف الحال الاقتصادي وعانى الشعب أكثر مما عانى، ولكن لتجلده بالصبر غيض الله هذا الفتح الكبير والإنجاز الذي لعب فيه أبناء السودان المخلصون منذ زيارة رئيس جهاز المخابرات السابق “قوش” مروراً بوزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” وطاقم الوزارة والبعثة والسفير بواشنطن، فالجميع عمل من أجل أن ترفع تلك العقوبات الجائرة عن السودان، بجانب دعوات المخلصين والعابدين والزهاد، فكلها عملت فعل المكسيم.

لقد عانى الاقتصاد السوداني ولكن ليست هناك حيلة أو عملاً غير الدبلوماسية الناعمة أو الهادئة، وكل عمل يطهى على نار هادئة سيأتي مسبكاً، وها هو القرار يأتي في ظروف ربما يئس الناس من أمريكا، ولكن السبكة الدبلوماسية الهادئة والعمل المرتب أخرجه بهذه الصورة التي أقنعت الإدارة الأمريكية نفسها بأن السودان مظلوم فيما قامت به وستثبت الأيام لها أن السودان كان أكثر تعاوناً معها في كل الملفات التي تخدم القضايا المشتركة بينهما، وكما ظلمته من قبل بضرب مصنع الشفاء باعتباره مقراً لعمليات الإرهاب، اتضح لها فيما بعد أن ما ضربته كان مصنعاً للأدوية، وكذا الحال بالنسبة لرعايته للإرهاب، فالسودان دولة مستقرة لا يمارس فيها أي نوع من الإرهاب، بل تعاونت معها في تسليم بعض ممن يمارسون الإرهاب في دول أخرى، وليس هنالك أسماء سودانيين يتعاملون مع الإرهاب أو الإرهابيين. عموماً ما صدر من قرارات يعد بادرة خير للوطن والمواطن.. وأبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي