صلاح الدين عووضة

الشواذ !!


*سخر الأستراليون- وصحافتهم- من رئيسة وزرائهم..

*أو بالأحرى، سخروا من غرابة مفاهيمها للعيب والصح..

*فجوليا ضُبطت (تمارس) فعلاً فاضحاً داخل مكتبها الذي (تمارس) منه مهامها..

*وحين تحدث الإعلام بذلك- والناس- تعاملت مع الحدث ببرود..

*بل قالت في سياق ردة فعلها ما معناه (عادي، إيه يعني؟)..

*ولكن عندما أتى محمد مرسي بفعلته تلك- داخل المكتب نفسه- قالت (هذا عيب)..

*وكان رئيس مصر السابق يصلح من وضع بنطلونه عند الجلوس..

*وهو تصرف مرفوض وفقاً للأعراف الدبلوماسية..

*ولكن في عرف جوليا هذا (اللمس) أقبح من (ملامستها) هي رجلاً في مكتبها..

*وسخر الأستراليون من مفاهيمها الشاذة للصح والغلط..

*فالمعايير الاجتماعية تكاد تكون واحدة- في حدها الأدنى- بين جميع الأمم..

*وفي الفيلم الأمريكي (الطيار) نرى شيئاً من ذلك..

*وهو- للعلم – سرد فني لسيرة ذاتية حقيقية بكل تفصيلاتها ، حتى المملة منها..

*فأسرة خطيبة الطيار تدعوهما لحضور مناسبة خاصة..

*وهناك يُفاجأ بطليق خطيبته يلبي دعوة الأم- أيضاً- بحجة استلطافها له..

*فيخرج من البيت مغاضباً تتبعه خطيبته وهي أشد غضباً..

*فالغربيون- إلا من شذ- يقاسمون العرب والمسلمين والشرقيين المشاعر ذاتها..

*ولديهم – كذلك – من يسخر من أصحاب المعايير الشاذة..

*و ميرفت أمين تصرخ فرحاً لحظة زواجها من (الواد التقيل)..

*وزوجها حسين فهمي يصرخ غضباً- بعد ذلك – من مكالماتها الليلية..

*وتبرر هي هذه المكالمات بأنها من- وإلى- زملاء مهنة..

*وعندما يفعل هو الشيء ذاته تصرخ ميرفت من وطأة الغيرة هذه المرة..

*فهي (الأنثى) تسوغ لنفسها ما تحرمه على زوجها (الرجل)..

*ويسخر العالمون بأصل الخلاف من هذا الشذوذ في فهم العيب والصح..

*ويرفض حسين فهمي أن يعيش مع ذات معايير (شاذة)..

*ومن قبل سخر ابن عمر- رضي الله عنه – من شذوذ الفهم الديني لدى الخوارج..

*فقد أتاه بعضهم يسألونه عن دم البعوض في الثوب..

*فقال ساخراً: تستحلون دم ابن بنت نبيكم- والمسلمين- وتستفتون في دم البعوض؟..

*وللخوارج أشباه- إلى يومنا هذا- في شذوذ المعايير الدينية..

*والبارحة سخر المصلون- بمسجد في العاصمة – من (شذوذ) إمامهم..

*شذوذه (الجنسي) – والفكري- على حد سواء..

*ففي خطبة الجمعة كان يحذرهم من (مجرد التفكير الشهواني) في الجارة..

*وبعد يوم كان يجترح الفاحشة – فعلاً لا تفكيراً- مع (طفل) جار..

*وكل الشاذين لديهم ازدواجية (شاذة) في المعايير حيال العيب والصح..

*وما يليهم من عيب (عادي، إيه يعني ؟!!).

صحيفة الصيحة