مقالات متنوعة

(الحب عذاب في كسلا )


*ما غادر الشاعر صلاح أحمد إبراهيم إلى أرض خارج السودان إلا وحمل معه قنينة صغيرة معبأة من مياه النيل، وقد روى رفيق أيامه علي المك أن صلاح نسي مرة أن يضع هذه القنينة داخل حقيبته، فأصر أن يسافر عائداً للسودان لأخذها، إلا أن الشاعر سيد أحمد الحاردلو الذي كان يعلم مدى غلاوة هذه القنينة عند صلاح، فقام بإرسالها له مع أول مسافر متجه للجزائر التي كان يعمل بها صلاح سفيراً تلك الأيام، فاستراحت لصلاح أنفاس كاد أن يحترق بها شوقاً إلى قنينة معبأة بمياه النيل

*حكى الفنان الكبير محمد وردي أن جدته طلبت منه أن يخفض من صوته قليلاً أثناء بروفاته الفنية، لأن صوته يزعجها، وأكدت له أنه أصبح طارداً لهجعة الظهيرة المحببة لها، فطلب من العازفين أن تكون بروفاته خارج المنزل، بعد أيام كان يغني على خشبة المسرح بصوته الذهبي وهدير الجماهير يزلزل جنبات المسرح وهي تطالب بالمزيد من الأغنيات، فقال لنفسه أعتقد أن جدتي كانت قاسية عليّ بعض الشيء
*استمعت لمجموعة من الأغنيات قدمها الفنان الرائع الطيّب مدثر كتب كلماتها الشاعر الشفيف عبد الله البشير، حقيقة أصبت بما يشبه الدهشة، وذلك لعلمي الأكيد أن تجربة عبد الله البشير في مجال كتابة الأغنية ليست بالتجربة الطويلة، إلا أنه بالرغم من ذلك تفوق على كثير من شعراء كتبوا على مدى سنوات، إلا أن أغنياتهم لم يكن لها صدى، وفجأة من غيمة بيضاء جاء هذا الإنسان الجميل ليكتب لنا شعراً جعلنا نعترف أنه إذا كتب أغنية صنع منها لؤلؤة

٭ أخذ الفنان التاج مكي يصر عليَ أن أكتب له قصيدة تعبر عن ما يكنه من حب لعذراء كسلاوية العيون , فما كان مني إلا أن كتبت له (حبيت عشانك كسلا), تساءل الكثير من أصدقائي كيف لي أن (الحب عذاب في كسلا ) ضمن كلمات الأغنية ,وكسلا أمي التي نشأت بين أحضانها, جعلني هذا الموقف الجأ إلي بوابة من الصمت خوفاً على أخي التاج من كشف المستور,بعد أكثر من ثلاثين عاماً ذهبت إلى كسلا إلتقيت ببطلة الأغنية, فقلت لها ممازحاً: (صوت السواقي الحاني ذكرني ماضي بعيد), فقالت لي باسمة : (وعلى الرمال آثارك طرتني ليلة عيد), أكد لي ذلك أن الحب الأول لا تموت له إرتعاشة

هدية البستان
بتتعلم من الأيام ومصيرك بكرة تتعلم
تعرف كيف يكون الشوق وليه الناس بتتألم

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة