رأي ومقالات

حتى لا نظلم أيلا والولاة السابقين


من العبارات التي حفظها التاريخ لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق (تشرشل) قوله: لو خيروني بين حكومة بلا صحافة أو صحافة بلا حكومة لاخترت الثانية. لا نحسب ان الذين كتبوا عما يحدث في ولاية الجزيرة يجهلون ذلك، ولاسيما الكتابات الكثيفة التي وردت في الصحافة خلال الشهرين الماضيين. هذه الأقلام التي تقرأ لها تمثل في معظمها أشهر وأبرز من في الساحة الصحافية ، ولا نريد الخوض في حديث طويل عن رسالة الصحافي أو المهنية والدقة في التقصي عن الحقيقة.. دفعني إلي هذه المقدمة ما نشهده من تهافت بعض الأقلام التي تتباري وتتنافس وتدبج المقالات حول ما يحدث من خلاف بين الجهازين التشريعي والتنفيذي بولاية الجزيرة،حيث طالعنا العديد من العناوين المثيرة وبانحياز واضح لأحد طرفي الصراع أو النزاع، الذي افترضته بعض الصحف للأسف، لخلق معركة في غير معترك.
السؤال الذي يفرض نفسه، ما وجه الغرابة في ان يقوم المجلس التشريعي بدوره وواجبه تجاه ما يعرض عليه وكمثال قانون صندوق التنمية سواء بإجازته أو إسقاطه وهو أمر من صميم مهام الجهاز التشريعي خاصة وان إسقاط القانون لا يعني توقف التنمية الأمر الذي روجت له بعض الصحف.. (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).

في تقديري ان ما تثيره بعض الصحف لا يعدو كونه محاولة لصب الزيت علي النار بين الأطراف المعنية حينا وذر الرماد في عيون الرأي العام بالجزيرة حينا آخر! والأمر في الحالتين لا يخدم مصلحة الولاية بقدر ما يعري ويكشف نوايا أصحاب الأقلام وبعض الكتابات الخبيثة التي تحاول لي عنق الحقيقة بالتعتيم علي الانجازات الكبيرة للولاة السابقين التي لا يستطيع ان ينكرها إلا من كان في قلبه مرض.
حاولت بعض تلك الأقلام استغلال المناخ الذي تركته زيارة فخامة المشير البشير للجزيرة مؤخراً والتي أشاد خلالها بانجازات حكومة الأمل والتحدي بقيادة ايلا.. حديث الرئيس لم يأت من فراغ وهو يتحدث عن رجل عجمت الإنقاذ عوده وجربته في مواقع عدة وأهدته لولاية الجزيرة كأحد خلصائها الذين تتوسم فيهم الخير، للإيفاء بالوعود المتعلقة بتأهيل مشروع الجزيرة الذي كان مطمورة أهل السودان .
إن إنجازات ايلا خلال فترة وجيزة معلومة ومقدرة ولكن ما بال الأقلام التي تسئ للولاة السابقين وهم رجال أوفياء قدموا للولاية ما استطاعوا إليه سبيلا لم يكونوا خاملي ذكر ولا عاطلي فكر وإنما أحسنوا توظيف قدراتهم وأعملوا فكرهم واخلصوا جهدهم واستفادوا من علاقاتهم الرأسية والأفقية ونالت الولاية بفضل جهدهم ومساعيهم نصيب الأسد في التنمية الممولة اتحادياً في ظل إمكانيات محدودة (وظروف) تختلف تماماً عن الظرف الراهن.

لقد تطاول أحد أولئك الكتاب وفي عموده الراتب تطاول علي أولئك الرجال العظماء علماً بأن الكاتب المعني ومن كتاباته قد وضح انه لاتتوفر له المعلومات الكافية عن ولاية الجزيرة التي تمكنه من تقييم أو تقويم أداء الولاة السابقين لاسيما في مجال التنمية والخدمات فقد كتب بالنص ( … ان تسعة ولاة سبقوا ايلا في التربع علي حكم الولاية لم ير منهم مواطنو الجزيرة معشار ما شهدوه في العهد الحالي … ) كما ان كاتباً آخر من كتاب الأعمدة الذين تولوا كبر هذه الحملة الظالمة ضد الولاة السابقة تجرأ هو الآخر وأدعي ان الولاة السابقين وذكر بالاسم الشريف بدر، الفريق عبدالرحمن سرالختم، البروف الزبير بشير ، د. محمد يوسف ذكر بأنهم لم يقدموا شيئا يذكر.. هذا الكاتب كان سيكتشف انه يجافي الحقيقة والمنطق لو كلف نفسه واطلع علي المعلومات الصحيحة والتقارير والإحصائيات التي تبرز حصاد إنجازات الولاية خلال فترة الأسماء التي ذكرها وهي معلومات متوفرة لدي الوزارات المختصة وأمانة الحكومة ومجلس التخطيط الاستراتيجي، وهي بالطبع متاحة لمن يريد التعرف علي الحقائق ونحن زملاءهم مراسلو الصحف بودمدني شهود علي الأحداث في حقب هؤلاء الولاة الذين وقفوا علي تلك الإنجازات وليس أدل علي ذلك من حصول الولاية علي المرتبة الأولي في مؤشرات التنمية السياسية والاقتصادية والبشرية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والرياضية حسب تقييم التخطيط الاستراتيجي القومي الذي شمل خمسة عشر ولاية شمالية عبر استخدام 237 مؤشرا للأداء التنموي للنصف الأول من الخطة الخمسية الأولي (2007م – 2009م).

إن مساحة المقال لا تسمح بسرد كل انجازات الولاة السابقين ولكن لا بأس من الإشارة إلي بعض المنجزات المهمة لاسيما في مجال خدمات التعليم ، الصحة ، المياه ، الكهرباء والطرق والكباري وتحديدا خلال فترات حكم الشريف أحمد عمر بدر الفريق الركن عبدا لرحمن سرا لختم والبروف الزبير بشير طه وعلي سبيل المثال فقد تم تشييد 382 مدرسة ثانوية وعدد 1287 مدرسة أساس فضلا عن ارتفاع عدد المعلمين إلي حوالي 32 ألف معلم ومعلمة مقابل حوالي تسعة ألف ما قبل تلك الفترة وان مدارس الجزيرة تحتضن أكثر من مليون تلميذا بالتعليم العام وهذا الرقم يعادل عدد سكان ولايتي نهر النيل والشمالية وان الولاة المذكورين أعطوا التعليم الاهتمام الأكبر وظلوا يقدمون الكتاب والإجلاس عاما بعد آخر وبفضل ذلك الاهتمام احتلت الجزيرة المركز الأول بين الولايات في مؤشرات التعليم العام . ويحمد للشريف ودبدر تأهيل المطبعة الحكومية لطباعة الكتاب المدرسي للولاية وتجاوز ذلك طباعة الكتاب المدرسي والامتحانات لبعض الولايات.
كما يشهد للفريق سرالختم تطبيقه سياسة التعليم بلا تركيز والتي أحدثت طفرة كبيرة في مستويات الطلاب في امتحانات الشهادة السودانية والتجلة والتقدير للبروف الزبير الذي كان يحتفل سنويا بتوزيع الكتاب المدرسي والإجلاس حتي وصلت نسبة توزيعه أكثر من 95% والإجلاس أكثر من 90% وشهد عهده إنارة أكثر من 500 قرية كأكبر مشروع إنارة علي مستوي السودان كما شهدت فترتي حكم الشريف والفريق سرالختم إنارة أكثر من ألف قرية فضلا عن المئات من محطات المياه.

لعل من أبرز مشروعات الطرق طريق ودمدني المناقل، طريق الحوش ، الطريق الشرقي بحري ـ حنتوب وبعض الطرق الداخلية بمدينة ودمدني، كبري رفاعة ، طريق الكبري رفاعة الذي شيده الفريق سرالختم من موارد الولاية إلي جانب تعويضات ملاك الأراضي التي تأثرت بالكبري، إنشاء التفتيش العاشر بمشروع الرهد الزراعي الذي أضاف 52 ألف فدان أدخلت أكثر من عشرة آلاف أسرة إلي دائرة الإنتاج .

راي:مصطفي الجيلي خواجة
صحيفة آخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. كذبت انا من مدني …كل الولاة لم يقدموا شيئا وأكثر من ذالك دمروها

  2. كانت ماشي من سيئ الي اسوء المواطنين شعروا بالازدهار والتنميه الا بعد تعين ايلا اهم شئ انه حارب الفساد والمسفدين اكلي اموال الشعب وكذلك استطاع توظيف الاموال في خدمة المواطن