عالمية

مخاوف إسرائيلية من تبعات تدهور العلاقة الأميركية الصينية


في الوقت الذي تواصل فيه القوى اليمينية والدينية المتطرفة في إسرائيل الاحتفاء بتولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، عبّرت بعض مراكز الأبحاث الاستراتيجية في تل أبيب عن قلق متزايد من تبعات التحول المتوقع على اتجاهات السياسة الخارجية الأميركية وانعكاساته السلبية على إسرائيل.

تحذيرات وقلق

وقد حذّرت مراكز الأبحاث من أن علاقات تل أبيب الخارجية مع بعض القوى العالمية المهمة

إصرار ترامب على الانطلاق من افتراض مفاده أن تغيير نمط العلاقة الحالي مع الصين يعدّ من متطلبات تحسين الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة قد يكون مقترناً بتدهور غير مسبوق في العلاقات بين بكين وواشنطن


قد تتأثر سلباً بسبب السياسة الخارجية التي قد يمليها ترامب على الولايات المتحدة.

واعتبر “مركز أبحاث الأمن القومي” أن إصرار ترامب على الانطلاق من افتراض مفاده أن تغيير نمط العلاقة الحالي مع الصين يعد من متطلبات تحسين الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة قد يكون مقترناً بتدهور غير مسبوق في العلاقات بين بكين وواشنطن.
وهو ما قد يمسّ بقدرة تل أبيب على مواصلة إدارة علاقات اقتصادية مهمة مع الصين.

وفي تقدير موقف نشره الخميس الماضي وأعده كل من الجنرال أساف أوريون والباحث نيف حورش، أوضح المركز أنه سيكون من “الصعب جداً” على إسرائيل مواصلة الاحتفاظ بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب الذي أعلن عن سياسة عدائية تجاه الصين، وفي الوقت ذاته عدم المس بالعلاقات المهمة بين بكين وتل أبيب.

وأوضح المركز أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية قد تتأثر سلباً في حال واصلت إسرائيل أنماط تعاونها الاقتصادي الحالي مع الصين، على الرغم من الخط المتشدد الذي أعلن عنه ترامب تجاه بكين.

وحذر المركز من أن ترامب يرى في إحداث تحول جذري على نمط العلاقات مع الصين، وضمن ذلك إشعال حرب تجارية معها “متطلباً إجبارياً” لتحسين الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، مما قد يجعله أكثر حساسية تجاه تواصل التعاون بين الدول التي ينظر إليها كحليفة وبكين.

تهديد العلاقات الإسرائيلية – الصينية
وأعاد المركز إلى الأذهان حقيقة أن التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع الصين تعاظم في

التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع الصين تعاظم في العقد الأخير، لدرجة أنه أصبح أحد ضمانات نمو الاقتصاد الإسرائيلي


العقد الأخير لدرجة أنه أصبح أحد ضمانات نمو الاقتصاد الإسرائيلي، على اعتبار أنه يقوم على التعاون في المجال التقني والابتكارات، فضلاً عن دور الاستثمارات الصينية في دعم قطاع البنى التحتية.

ويرى المركز أن دوائر صنع القرار في تل أبيب مطالبة بالمبادرة إلى إجراء اتصالات عاجلة مع الإدارة الأميركية الجديدة والتوصل معها إلى تفاهمات تهدف إلى إقناع ترامب بقبول نمط العلاقات الاقتصادية بين بكين وتل أبيب.

من ناحيته يتفق الدبلوماسي السابق عوديد عيران، مع ما ذهب إليه كل من أوريون وحورش، إذ يرى أن “مثلث العلاقات الصينية الإسرائيلية الأميركية سيكون الأكثر حساسية للتحولات التي يمكن أن تطرأ على العلاقات بين واشنطن وبكين في عهد ترامب”.

وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” أمس، قال عيران إن “تشخيص ترامب للصين كخصم اقتصادي وسياسي سيمثل تحدياً أمام صناع القرار في تل أبيب، المعنيين بالحفاظ على طابع العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ومواصلة استغلال الطاقة الكامنة في العلاقة مع الصين”.

ولفت عيران، والذي يعمل حالياً كبيراً للباحثين في “مركز أبحاث الأمن القومي” الأنظار إلى أن معضلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يعتبر العلاقات الاقتصادية مع الصين “ذخراً استراتيجياً”، ستكون كبيرة لأن ترامب قد لا يقبل استمرار هذه العلاقة في الوقت الذي تشتعل فيه المواجهة بين واشنطن وبكين.

ولفت عيران الأنظار إلى أن الأميركيين قد يبدون حساسية كبيرة، تحديداً تجاه التعاون بين الشركات الإسرائيلية والصينية في مجال توظيف الفضاء الإلكتروني، على اعتبار أن بعض قدرات إسرائيل في هذا المجال ناجمة عن التعاون مع الولايات المتحدة.

العربي الجديد