المقالات

سوينكا


د. علي عبدالله عباس رئيس نقابة أساثذة جامعة الخرطوم فترة الديمقراطية ، يتمتع بكثير جدا من الذكاء ، وكان سببا رئيسيا في تعريفنا بالمسرح الإفريقي ، وتحمس المخرج الظريف صلاح تركاب فأخرج مسرحية أهل المستنقع للكاتب النايجيري المسرحي الشهير وولي سوينكا ، وكانت لفتة بارعة للإنفتاح على المسرح الإفريقي .
قرأت الكثير عن المسرح الإفريقي وخاصة مسرحيات سوينكا : أهل المستنقع ، الأسد والجوهرة ، محاكمة الأخ جيرو، رقصة الغابات ، السلالة القوية ، قبل التعتيم ، حصاد كونجي ، الطريق ، وعابدات باخوس .
هو إلى جانب شهرته ككاتب مسرحي فهو مناضل راسخ من أجل حفوق الإنسان ، وقد حاول المشاركة في حل مشاكل جنوب السودان إلا أن نظام المؤتمر الوطني رفض منحه تأشيرة لدخول السودان .

أكد وولي سوينكا الفائز بجائزة نوبل انه أتلف بطاقة الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة بسبب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية تنفيدا لما تعهد به قبل اسبوع على الانتخابات في نوفمبر الماضي. وكان سوينكا وهو أول كاتب افريقي ينال جائزة نوبل للآداب ، سُجن مرتين لانتقاده الحكومة النيجيرية في الستينات وكتب قصائد احتجاج على ورق المراحيض في زنزانته اثناء الفترة التي قضاها في الحبس الانفرادي. وفي عام 1994 صادرت السلطات النيجيرية جواز سفره حين دعا النيجيريين الى الامتناع عن دفع الضرائب لأنها تدعم الحكم العسكري. وبعد سنوات قضاها سوينكا في المنفى استقر به المقام في الولايات المتحدة بمساعدة الرئيس السابق جيمي كارتر. واصدر النظام النيجيري في عام 1997 حكماً باعدام سوينكا غيابياً.
في 2 نوفمبر ، قبل ايام على الانتخابات الاميركية ، قال سوينكا امام حشد من طلاب جامعة اوكسفورد في بريطانيا انه سيمزق البطاقة الخضراء التي تجيز له الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة إذا فاز ترامب. وصرح “في اليوم الذي يعلنون فوزه سأقطع بطاقتي الخضراء وابدأ بشد الرحال”. وفي مقابلة مع مجلة “اتلانتيك” مؤخرا أكد سوينكا انه نفذ ما قاله بعد فوز ترامب. وقال سوينكا انه جعل بطاقته الخضراء “غير صالحة” دون ان يخوض في التفاصيل بشأن اتلافها. ولكنه اضاف “ليس لدي اصابع قوية بما فيه الكفاية لتمزيق بطاقة خضراء ولكن طالما ان ترامب رئيسا وإذا تعين علي ان ازور الولايات المتحدة فاني أفضل الوقوف في طابور لطلب تأشيرة نظامية مع الآخرين”. واكد انه لم يعد جزء ا من المجتمع الاميركي.
واعتبر سوينكا ما فعله باتلاف بطاقة الاقامة عملا “تنفيسيا”. وقال “خلَّصت نفسي من اللايقين ومن الشعور بعدم الارتياح ومن الغليان الداخلي”. وكان سوينكا وصف شعوره حين سمع بفوز ترامب قائلا في مقابلة مع مجلة “انترفيو” النيجيرية “شعرتُ بكارثة في نخاعي. جدران تُبنى في عقلي وترامب اقام جدراناً ليس عبر المشهد الذهني لاميركا فحسب بل عبر المشهد العالمي ايضا”.

بقلم : بدرالدين حسن عليبد