رأي ومقالات

لو تعامل السودان مع مصر بالمثل في قضايا الأمن القومي و(إسقاط الأنظمة)، لما نام الشعب هناك يوماً بهدوء


وتعليقاً على الستة أشهر التي وضعتها الإدارة الأمريكية كفترة إختبار لجدية الحكومة في الإلتزام بخمسة مسارات ، قالت النكتة الشعبية أن الحكومة السودانية سوف تظهر – أمام أمريكا والمجتمع الدولي – خلال هذه الأشهر القادمة كالفتاة المخطوبة أمام أهل خطيبها، أي ( واعية و مهذبة).. !!

:: وهذا التهذيب المرتجى والوعي المنشود من مطالب شعبنا قبل الإدارة الأمريكية.. نعم، فالشعب – منذ زمن بعيد – يطالب الحكومة بسياسة خارجية متصالحة مع دول العالم، وأن تكون لغة المصالح هي لغة العلاقات الدولية .. وهذا ما يُزعج مصر الرسمية ومخابراتها ووسائل إعلامها التي لا تتمنى أن ترى في الوجود سوداناً ناهضاً ومستقراً ومستقلاً في تحديد مساره الخارجي ..!!

:: وكما قلت في زاوية الأمس، لم ترحب مصر الرسمية وصحفها وقنواتها بقرار رفع العقوبات الأمريكية، ولم تلتزم الصمت .. ولكن كالعهد بها دائماً في تعكير الصفو السوداني، وبالتزامن مع قرار رفع العقوبات الأمريكية، خرجت مصر الرسمية و صحفها وقنواتها للعالم بأخبار (كاذبة ومضللة)، وهي – في الأصل – رسالة لأمريكا .. !!

:: يزعمون بأن السودان درب جماعات إرهابية تستهدف الأمن القومي المصري، أوهكذا قالت أخبار صحفهم وقنواتهم بعد ساعات من قرار رفع العقوبات الأمريكية..وكالعادة، لم يذكروا اسماً مصرياً بحيث يكون الإرهابي الموفد من قبل السودان، ولا عنواناً سودانياً بحيث يكون ( موقع التدريب).. فالتفاصيل دائماً تفضح الكذب والجهل، ولذلك يكتفون – عند اللزوم – بمثل هذه الأخبار المبهمة بحيث تكون ( رسائل قذرة)..!!

:: وفعلوها سابقاً لتغيير موقف السودان من سد النهضة، ولم تنجح أكاذيب تلك الأيام في تغيير موقف السودان، وهو لم يكن موقفاً حكومياً كما يتوهم بعض كتاب مصر الذين لا يشعرون بنبض الشارع السوداني .. وكذلك اليوم، مع عودة السودان الى المجتمع الدولى متصالحاً مع دول العالم، كان عليهم تجديد أفكارهم بحيث تختلق قصص وسيناريوهات مختلفة، ولكن يبدو أن العقول هناك قد وهنت لحد إعادة ذات الأخبار المبهمة بحيث تكون ( رسائل قذرة).. !!

:: لو تعامل السودان مع مصر بالمثل في قضايا الأمن القومي و(إسقاط الأنظمة)، لما نام الشعب هناك يوماً بهدوء .. ولكن السودان، منذ الإستقلال وحتى 26 يناير القادم حيث موعد عودة الإمام الصادق المهدي من القاهرة معارضاً، لا يتعامل مع مصر – في مجال إسقاط الأنظمة ودعم المعارضين وتوفير المكاتب والإعلام للحركات المسلحة – بالقاعدة الشرعية ( العين بالعين والسن بالسن ).. !!

:: وكذلك لا تتدخل الحكومات السودانية في أمر تشكيل الحكومات المصرية عبر قائمة ترفعها سفارة السودان بالقاهرة، أو كما كادت أن تفعل السفارة المصرية بالخرطوم – في الأسبوع الثاني من 30 يونيو 1989 – لو لم يرفض مجلس قيادة الإنقاذ القائمة المصرية و( يوبخ السفير).. وبالمناسبة، من ذاك الرفض والتوبيخ بدأ مسلسل التوجس من إستقلالية القرار السوداني، ولا يزال يتواصل، فلماذا لم تنشر الحكومة تلك القائمة ليعرف شعبنا أحباب مصر الذين كانوا يجب أن يشكلوا مجلس وزراء ( حكومة سودانية مطيعة)..؟؟

:: والمهم، كثيرة هي الشواهد التي تكشف أن حكومات مصر ومخابراتها ووسائل اعلامها تريد سوداناً تابعاً لمحافظة أسوان، ولكن (دا كان زمان)..أما الآن، فلتنتبه حكومة مصر وإعلامها لهموم وقضايا الشعب المصري..فالوضع السياسي هناك مأزوم، والإقتصادي على وشك الإنهيار، والأمني يكاد يكون خارج السيطرة بسيناء وغيرها.. وليست من الحكمة أن تشغل الحكومة المصرية و أبواقها المواطن المصري عن قضاياه بإفتعال أكاذيب مراد بها ( إضعاف السودان)..!!

الطاهر ساتي


‫7 تعليقات

  1. الانقاذ هو النظام الوحيد تقريبا الذي لم يكون لا اي جهة خارجية سلطة او وصايا عليه . وهذ من اسباب صبر الناس عليه طول هذه الفترة بما فيها من الام وامال ..

  2. كثيرا ما تسآلنا وسألنا حكوماتنا لم هذا الصبر على الاذى المصري الذي يكون دائما في ضرر المواطن السوداني وليس الانظمة . تحتضن النظام وتعمل على اضعافه خارجيا وتحارب كل سبل تقوية الاقتصاد والتبادل التجاري مع الدول الاخرى..
    في المحافل تتظاهر بانها تقف مع السودان ولكن ساعة الحارة تقف تتفرج ..
    الشواهد على ان المصريين يتعاملون بوجهين مع السودان .. تعرض السودان لاكثر من مرة لعدوان سافر من امريما واسرائيل من منكم سمع بيانا حاد اللهجة يعترض على هذا العدوان ؟؟
    احتضنت القاهرة طيلة فترة حرب دارفور بعض الاجنحة ورعت مكاتبهم ..طيلة حرب الجنوب لم تمد الحكومة المصرية اي مساعدة للحكومات السودانية للتخلص من تمرد الجنوب ..بل كانت تستقبل قرنق على وضح النهار ومكتب للحركة في القاهرة وياسر عرمان يصول ويحول انذاك في القاهرة بين السودان والتاليب على النظام
    بعد نظام الانقاذ لم تمضي اي فترة لم يكن هناك معارض بارز تحتضنه القاهرة .. من المرحوم نميري والصادق والميرغني ومبارك الفاضل وغيرهم وغيرهم ماعدا الراحل الترابي ..
    حاربت مصر السودان واتتها السانحة بالصاق تهمة الارهاب بعد حادثة محاولة اغتيال حسني مبارك الفاشلة وسرعان ما اذاعت القاهرة ان السودان بقيادة الترابي وراء المحاولة في حين ان المحاولين كانوا من بني جلدته
    حين حدثت حادثة غزوة العراق للكويت حاولت القاهرة ابعاد السودان بكل قوة عن المشهد السياسي ..حيث كانت دول الخليج معجبة بشباب ثورة الانقاذ وكيف كانت مجلة المجلة في كل عدد تفرد صفحات لهم ,, وكذلك جريدة الشرق الاوسط .. وحين تحفظ السودان على قرار الاتيان بقوات دولية لاخراج العراق حول الاعلام المصري موقف السودان الى معاداة للكويت والسعودية ونجحوا ليخلقوا قطيعة غريبة وعميقة اثرت جدا في الاقتصاد السوداني
    اذكر اني كنت اتابع خطابا للرئيس المخلوع مبارك او بمعنى اصح مؤتمرا صحافيا قال بالحرف الواحد حين سئل عن وساطة يقوم بها السودان بين السعودية والكويت من طرف والعراق من طرف قال وبسخرية وهو يضحك .. ربنا يجعل الشفاء على يديه اهو بيقولوا .. وحين وجد نفسه في موقف تهكم اراد ان يصحح نفسه فقال نحن ننتظر ونسعد باي حل يرضي الطرفين ومن من ما كان ….
    وفي اجتماع مشترك لمجلسي الشوري والبرلمان ابان حرب الخليج. وكانت مصر تعيش في ازمة خانقة في زيت الطعام وانعدم كلية في الاسواق وكذلك بعض السلع ..فقال مبارك واقسم بالله سمعتها باذاني وكنت ايامها مغرم بسماع اذاعة صوت العرب ولم تكن هناك فضائيات .. قال هو صحي مرات بتزنق وتتصعب لكن ربك بيعدلها اهو بعث لنا حرب الخليج ..والله يا جماعة ما افتريت ولا قلت زورا يسالني منه الله وسمعته باذني ..هذا هو رئيس مصر وقتها يفرح لان يعيش شعبه على جثث الشهداء
    ومرة اخرى سمعته يتهكم ان حكومة الانقاذ لها فائض في الميزانية فقل .. مافيش دولة تقدر تقول انه عندها فائض فامريكا اللهي امريكا لديها عجز بمليارات الدولار ..
    الشاهد ان مصر عمرها لم تحب الخير للسودان ولن تحبه وهي كانت تتعامل بمثابة تلك الشخصية الشاذة وسط سباب الحي يكون هناك شاب مسكين وليس صاحب شدائد فيتعرض للاضطهاد من تلك الشخصية الشاذة ولايمكن ان يتركه ان يخرج من سيطرته .. ومصر ما زالت تعتقد انها تلك الشخصية المعجبة بسطوتها

  3. كار خيرك يا استاذ الطاهر مقال موضوعي جدا ويكشف زيف المصرييين

  4. كفيت ووفيت يا ود ساتي تسلم عشمنا فيك اكتر قلمك مايتوقف حتي اي قذر يعرف قدره ويكف عن أساطيره

  5. تسلم يا ود الساتي ..
    مقالاتك مشبعة ..
    قاطعوا المنتجات الزراعية المصرية المروية بمياه المجاري ..
    والصناعية المنتجة في بيئة غاية في القذارة ..
    وأحذروا لا تنخدعوا للوهم المسمي مصيين ..

  6. تسلم البطن الجابتك يا ود ساتي
    امثالك هم مثال للصحفيين الوطنيين

    معا لحملة مقاطعة للمنتجات المصرية
    دي حتى مسرطنة