رأي ومقالات

اوباما والفكى جاموس


*بينما كان باراك حسين اوباما يتحرك برفقة زوجته ميشيل مغادراً موقع التنصيب وانتقال السلطة لخلفه الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة ، كانت الأيادي تمتد لمصافحته والأبتسامات ترتسم على الوجوه مودعة الرئيس المُلهم للامريكان
*فى الجانب الآخر من العالم كان يحيى عبدالعزيز جاموس ( غير أسمه الأخير إلى جامع ليتناسب مع توجهاته الإسلامية ) كان يطلب من الوساطة الإفريقية المتمثلة في رئيس غانا امهاله فرصة حتى الرابعة عصراً بتوقيت جرنتش للتنحي

( والفكي جامع ) *الضابط المغمور الذي وصل بأنقلاب عسكري في 1994 لرئاسة هذا البلد الافريقي الفقير الذي يعتبر الفول السوداني 80%لا من صادراته رجلاً متقلب ويعشق الأضواء فمرة يُعرف نفسه بطبيب تداوي بالأعشاب ومرة يُعلن عن اكتشافه علاج لمرض نقصان المناعة (الأيدز ) ومرات كثر يطلق على نفسه الألقاب ولو لم يسبقه القذافي على ملك ملوك افريقيا السمي نفسه بها
*هذا الرجل نموذج للزعماء الأفارقة في تقلبه من اليمين لليسار و تضييع ثروات بلاده وعشق السلطة و تعدد الزوجات ، ومن غرائب اخباره أن السيدة الأولى في غامبيا مغربية الأصل كانت في 2010 قد طلبت الطلاق وغادرت القصر الرئاسي مهددة بمنعه من رؤية طفليه وذلك بعد أن تزوج بزوجة ثانية ودفع مهرها مائة خمس وعشرون ألف دولار من خزينة الدولة الفقيرة لتصبح الثالثة في زيجاته
*جامع الذي قاد اصغر دولة افريقية تعداد جيشها يقل عن الفين جندي وتحيط بها دولة السنغال من ثلاثة اتجاهات لاعب الدول الكبرى مثل فرنسا ثم اتجه الى الدول الأسلامية ومازالت غامبيا من اكثر الدول الأفريقية اصابةً بالملاريا وتدهور في التعليم
*عندما جرت مؤخرا انتخابات رئاسية سقط فيها وأعلن عن رضائه بالنتيجة بل اتصل مهنئاً خصمه الفائز ، ثم انقلب على عقبيه متهما خصمه بالتزوير وعندما رفضت دول المجموعة الأقتصادية لغرب افريقيا ( اكواس ) ترهاته طلب ثلاثة أشهر كمهلة من برلمان بلاده ولم يمنح وعندما حان الأجل رفض التنحي

*ذهب الرئيس المنتخب الى السنغال الدولة المجاورة والمحيطة بغامبيا وقام بأداء القسم في سفارة بلاده بالسنغال ثم هددت السنغال بالدخول الى العاصمة الغامبية وتسليم السلطة الى الرئيس المنتخب فتمنع جامع المنتهية ولايته وعندما انذر انذاراً اخيراً اضطر وتحت وطأة الضغوط الدولية التي قاد وفدها الرئيسان الموريتاني والغاني أصدر بيان بثه تلفزيون قامبيا الرسمي يعلن عن تنحيه عن السلطة
*جاموس أو جامع كما اطلق على نفسه لم يكن بضعاً من الزعماء الافارقة الذين أثر الأرث القبلي على طرائق حكمهم فكان تنحيهم عن السلطة ولادة متعثرة وضغوط دولية قاسية و مذلة ليخرجوا الى منفاهم بينما في الجانب الغربى يخرج اوباما وميشيل والابتسامات تلاحقهم والايدي تصافحهم .

راي:طاهر المعتصم
صحيفة آخر لحظة