مقالات متنوعة

تكريم عطا


٭ في تلك الأمسية من شهر أغسطس من العام 2009، توقع البعض أن يقف قلب الإنقاذ عن النبض، كان الحدث مفاجئاً، حتى لكبار قادة الدولة بدءً من النائب الأول وقتذاك على عثمان محمد طه عندما أعفى الرئيس البشير كاتم أسرار الإنقاذ، مدير جهاز الأمن صلاح عبد الله (قوش) من منصبه.
٭ أشفق البعض على مستقبل الإنقاذ وأنها ستكون في مهب الريح .. في هدوء تام آلت ولاية جهاز الأمن الي رفيق وصديق قوش الفريق أول المهندس محمد عطا المولى .. كان الأخير يعمل في هدوء تام من خلف نظارته الطبية، كان ينظر للأحداث.
٭ أمس تم تكريم عطا بواسطة رئيس الجمهورية في حفل افتتاح أكاديمية الأمن قريباً من السفارة الأمريكية الضخمة بضاحية سوبا .. تلك المنطقة التي طالها الإعمار بخطة من الوالي الذي لم تنجب الإنقاذ ثان مثله د. المتعافي.

٭ كانت نجمة الانجاز لعطا في شخصه بعد ان تم منح المؤسسة الامنية نجمة تسلمها نائب عطا الفريق أسامه .. كان عطا على قدر المهمة، وقد خلف رجلاً صعب المراس عرفه كل أهل السودان والعالم الخارجي مما صعب من مهمة عطا.
٭ وضع عطا بصمته في أهم مؤسسة بالبلاد، وتعامل بطريقة مختلفة من التي كان ينتهجها قوش .. لم يطمس تاريخ الأخير ولم يقلل منه كما يفعل الساسة، ومضى على نهجه ولكن وفق رؤيته.
٭ ليس من الضرورة أن نكون متفقين مع سياسة الجهاز، وإن كنا مختلفين وبشكل كبير مع تعامل (بعض) منسوبيه، كما هو الحال في كثير من مؤسسات الدولة، لكن المهم يحسب لعطا أنه قاد الجهاز في مرحلة حساسة مرت بها البلاد.

٭ كان أبرزها انفصال الجنوب، والأوضاع في دارفور واستفتاء الإقليم، والانتخابات في 2010 و2015 ثم أذى الدولة الجنوبية الوليدة وتحولات الربيع العربي في المنطقة وآخرها العلاقة مع الولايات المتحدة.
٭ أكثر ما كان يستوقفني في مسيرة عطا المولى هو تحمله لمسؤوليته بالكامل، ثم إزالتة كثير من اللبس ولوثة القبضة الأمنية القمعية .. وقطعاً يحز في النفس مصادرة الصحف.
٭ .. لكن عطا جعل الجهاز مؤسسة مندمجة في المجتمع، وهي مسألة ظلت مفقودة منذ الحقبة المايوية، وإن كان قوش قد حاول كسر جدار العزلة بحفلات غنائية احتضنتها باحة جهاز الأمن.

٭ قفز عطا فوق صراع تيارات الاسلاميين المكشوف منه والخفي وكسر شعار (مع) أو (ضد)، ثم قام باسناد دبلوماسي كبيرعندما يكون مبعوثاً رئاسياً من الدرجة الأولى ممثلاً لرئيس الجمهورية في أصقاع العالم خاصة القارة السمراء.
٭ خاض عطا معركة كسر العظم مرتين ونجح فيهما باقتدار، الأولى بتوظيف قدرات الدعم السريع التي ساهمت في دحر التمرد في دارفور، والثانية في مشاركته ضمن المنظومة الحكومية بقيادة وزير الخارجية في التفاوض مع أمريكا.
٭ تعامل عطا مع المنصب كرجل دولة فاستحق النجمة

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة