مقالات متنوعة

طلاق وزواج .. الحركة الإسلامية


الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن قال: (إن هذا ليس وقت الحديث عن الشعارات التي كانت ترفعها الحركة الإسلامية ضد أمريكا)، وقال خلال برنامج حال البلد الذي تبثه قناة (24)، إن الحديث عن هذه الشعارات مثل (الحديث عن الطلاق يوم الزواج)، مشيراً إلى أن هذه الشعارات كانت في فترة المواجهة بين البلدين، سيادته قال: (إن أي تنازع داخل أجهزة الدولة سيتم حسمه عبر المؤسسية)، ونفى الزبير أن تكون الحركة الإسلامية انتهى دورها، وقال إن (الحركة موجودة كحزب في المؤتمر الوطني، وفي الحكومة كبرنامج، وفي المجتمع كعضوية) وأضاف أن أكثر من (50%) من عضوية الحركة أعمارهم دون الثلاثين عاماً..

لا شك أن حديث الزبير يستحق الإعجاب لأنه كان أوضح ما يكون حين قال إنهم في يوم عرس ولا يجوز فيه الحديث عن الطلاق، (الحديث عن الطلاق يوم الزواج)، وهذا ربما يكون أبلغ وصف للحالة التزاوجية بين حكومة الزبير وأمريكا، وهي حالة عاطفة جياشة تغيب فيها العقول، فإن كان الزبير يريد مسح الشعارات بمجرد إضفاء حالة (العداء) لتبريرها، وأن هذا العداء قد انتهى الآن، فلا يمكن المرور على مثل هذه الأحاديث دون طرح تساؤل مشروع، فيما كان العداء؟ وكيف انتهى؟ وما هي التنازلات التي تعهدت بها الحكومة فى سبيل رفع العقوبات؟

لا الزبير ولا غيره من قادة الحركة الإسلامية والحكومة لديهم الشجاعة للاعتراف بأن هذه العقوبات تسببت فيها الحركة الإسلامية وحزبها، وأن الإنقاذ هي من فتحت البلاد أمام كل من هب ودب من (الإرهابيين) حسب التصنيف الأمريكي، فاستضافت بلادنا أشهرهم، من لدن كارلوس حتى بن لادن، ومنحتهم التسهيلات من الاستثمارات وحتى الجوازات الدبلوماسية، وتتهم الحكومة بمحاولة اغتيال رئيس دولة جارة (مصر)، وأن الإنقاذ هي من ادعت أن بلادنا ستتسيد العالم أجمع، وأنها في طريقها لتكون دولة عظمى، فما هي إلا سنوات وتذيلت بلادنا الدول قاطبة في الدخل القومي والصحة والتعليم وتفشى الفساد من بضع إلى مائة إلا بضع، وأصبح المواطن السوداني طريداً من الحكومة، ومتغرباً في بلاد تموت من البرد حيتانها، ومعها بعض أهل السودان..

ما من أحد، إلا ويعلم أنها كانت مجرد شعارات وأوهام، جلبت لبلادنا الكوارث الاقتصادية والعزلة الإقليمية والدولية، المطلوب من الزبير أن يقول كلاماً واضحاً حول مصير هذه الشعارات، وعليه الاعتراف بأنها كانت أضغاث أحلام، وأنه لا رجعة إليها، هذا يستلزم الاعتذار عن هذه الارتجالات التي أوردت بلادنا موارد الهلاك..

أما حديث الزبير عن وجود حركته كحزب في المؤتمر الوطني، وفي الحكومة كبرنامج، وعضوية في المجتمع، فهو حديث يثير الرثاء، ولن يصدقه أحد، فلا دلائل تشير إلى أن للحكومة برنامج، حتى يقال إنه برنامج الحركة الإسلامية، ما هي ملامح برنامج الحركة الذي تتبناه الحكومة؟ أو يتبناه المؤتمر الوطني؟ الأخ الزبير صح النوم، أن الحكومة قد فارقت ما تتحدث عنه، الفريق طه يقول لكم إنه التصفير الثالث..

ما وراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. كان المطلوب من الحكومة السودانية أن تطيع أميركا و تتخلى عن التطرف الذي كانت تنتهجه الحركة الاسلامية و تتماشى مع النظام العالمي في كل المجالات، وتراعي حقوق الانسان . و هي قد نفذت جزءا كبيرا من هذه المطالب لذلك تم رفع العقوبات الاقتصادية كجزء هام من العقوبات المفروضة على السودان،.
    لذلك يمكن القول أن الحركة الاسلامية السودانية قد تغيرت لتتماشى مع السياسة الأمريكية و أصبحت كالحرباء تتلون حسب مقتضيات المرحلة و الظروف من أجل تحقيق المكاسب المادية و قد نجح الحصار الأمريكي المتواصل على السودان في هزيمة الحركة و استسلمت و قالت ( الروب).