رأي ومقالات

الزمن كان مبتسم


اتصلت احداهن على مذيع قناة النيل الأزرق في احدى الصباحات ..لم اتابع الحلقة منذ البداية ..لكن يبدو ان موضوع النقاش كان عن المواصلات والترحيل ..اشتكت المتصلة قائلة (ناس التراحيل ديل ما براعوا أي حاجة ..تخيل الزول لو اتأخر خمسة دقائق بس ..طوالي تجي تلقى الترحيل فاتك)..تعاطف معها المذيع ..وقال بدهشة (خمسة دقائق بس؟؟؟ لازم تتصلوا بالمدرسة ..الزول دا اشتكوهو)….هذه الخمسة دقائق (بس) لو توقفها الترحيل امام بيت كل تلميذ ..لن يحضر احد الطابور ..ولا اليوم الدراسي .

كل العالم تدار فيه المواصلات بواسطة الزمن المضبوط ..يكتب لك احدهم في الايميل ..ليصف لك مكان اللقاء ..قائلا (استقل الترام رقم 13 ..في الخط 7 ..الذي يتحرك الساعة الثامنة وثلاث دقائق ….عندما تصل المحطة ..انتظر البص رقم 6 الذي يتحرك العاشرة واربعون دقيقة) ..لا مجال لتلك الخمسة دقائق ..ولا حتى لدقيقة ..الثواني خلالها تغادر طائرات وبصات وقطارات ..

المشكلة ان الاعلام عندنا لم يغادر محطة الترفيه.. ونسي مهمته الاولى وهي التثقيف ونشر الوعي ..تلك المرأة ربما اجد لها العذر .. فهي تتحدث من زوايتها هي ..ولكن السيد المذيع كان اولى به أن يلفت انتباهها الى ان سائق الترحيل لابد من التزامه بمواعيد محددة فهو ينقل غير طفلها ..اطفال اخر ..يجب عليهم جميعا حضور طابور الصباح ..ولابد للطفل ان يتعلم اهمية الزمن والالتزام بالمواعيد ..من الترحيل وجرس المدرسة والطابور ..والا ..(حنكون لافين صينية )الى يوم يبعثون.

بمناسبة الزمن والخمسة دقائق ..وعلى غرار الفيلة دايرلها رفيقة ..يا جماعة اما ان لنا ان نستعيد تلك الساعة التي سلبت ذات فجر من عمرنا؟؟ ..مرت علينا قبل أيام ذكراها الأليمة ..يوم جر الساعة ..ستون دقيقة الى الامام …(لا يدنا لا كراعنا) ..هل يمكن ان يخبرنا احد ..ما هي الفائدة التي حصلت جراء ذلك؟؟ ..عن الخسائر سأخبركم انا ..ذلك ان الساعة البيولوجية (تبعي) لا زالت لم تتقبل هذا الأمر ..يعني شنو أصحي الساعة أربعة صباحا ..والظلام لايزال يلف العالم ..واعاين في الساعة القاها خمسة؟؟ ..اصدق منو يعني؟؟ ..ربما كان في العمر متسع في ذلك الوقت ..لذلك كانت الساعة ما فارقة ..لكن الامر استفحل …ساعة كل يوم ..ويوم ورا يوم ..وسنة ورا سنة ..هذا ما يطلق عليه عبارة (وضاع العمر يا ولدي)…ارجعوا الينا تلك الساعة ..ربما استقامت أشياء كثيرة تبعا لها ..حينها فقط سأجد صدى في نفسي لأغنية مسجل عم أدم ..(الزمن كان مبتسم ..والليالي جميلة حالمة ).

د. ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. و الله أنا الساعة دي غااايظاني غيظ عمركم سمعتوا الساعة الوحدة منتصف النهار ( زمان المذيع في الأخبار يقول الساعة الثانية عشر منتصف النهار في الخرطوم ) هسع الساعة 12 ما منتصف النهار و لا منتصف الليل و بي صراحة ما منها أي فائدة رجعوا الساعة زي ما كانت و العايز يصحى يصحى وكت ما داير إن شاء الله يصحى 2 صباحا و ياريت تشوفوا لينا حل في القروش وزير يقول أن ميزانية وزارتة 5 مليار بالقديم معقولة يا ناس بالقديم و الجديد هسع كم سنة لسع قديم و جديد