الطيب مصطفى

أمريكا..هل دنا عذابها بالفعل؟!


أعجب أن تتجاهل أمريكا التي تقدس العلم ، ذلك الكنز المعرفي العظيم الذي قامت عليه حضارتها وتتجاوزه في اختيار منصب رئيسها فقد ارتكب الشعب الأمريكي والمؤسسة السياسية الأمريكية الخطيئة الأعظم التي أكاد أجزم أنها سيقت إليها من رب جبار على غرار من يسعى لحتفه بظلفه وينتحر ، ملقياً نفسه من شاهق يحطمه تحطيماً .

لم تواجه أمريكا منذ أن نشأت أزمة كبرى تتعلق برئيسها المنتخب كالتي تتقلب في سعيرها اليوم قبل أن يمضي أقل من أسبوع من تسنم رئيسها الأخرق الحالي ترمب فما من منصب صغر أم كبر لا تخضعه المؤسسات والشركات الأمريكية لمعيار الخبرة والكفاءة لكن لحكمة يعلمها الله تعالى تعامت المؤسسة السياسية الأمريكية وغفلت عن إعمال هذه المعايير الصارمة فاختارت لأعظم وأخطر منصب سياسي في البلاد رجلاً لا يفقه حرفاً في السياسة ولأهم منصب يقتضي معرفة عميقة بمطلوبات الأمن القومي الأمريكي والعالمي رجلاً لا يفهم شيئاً عن أبجديات الأمن القومي فأين يا ترى ذهب عقل أمريكا حتى ترتكب هذه (الجليطة) التي تشكل اليوم خطراً كبيراً على أمنها القومي بل على وجودها، وكيف تفعل مع الأربع سنوات المتبقية من رئاسة هذا الأحمق الجهلول؟.

قد يقول قائل إن أمريكا دولة مؤسسات وأن مؤسسة الحكم بآلياتها الراسخة كفيلة بتصحيح أخطاء الرئيس مهما تدنى مستوى تفكيره وخبرته لكني أنفي ذلك جملة وتفصيلاً.

لعل من أكبر أخطاء النظام الرئاسي الأمريكي تلك السلطة شبه المطلقة التي تمنح للرئيس والتي تجعل كل المؤسسة السيادية التابعة للمنصب التنفيذي الأعلى مجرد مستشار تابع للرئيس فالوزراء والمؤسسات جميعها بما فيها وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ (CIA) وغيرها مجرد خدم في مؤسسة الرئيس يأتمرون بأمره ولا يملكون غير تقديم النصح والمشورة ومن ثم الانصياع لقراراته وأوامره مهما بلغت درجة رفضهم لرأيه.

أكبر دليل على ذلك وزيرة العدل التي لم يمض على تعيينها أكثر من أسبوع والتي أقيلت لأنها تحفظت على قرار ترمب بمنع سفر مسلمي بعض الدول بالرغم من أن القرار نقض ، إلى حين ، من قبل القضاء الأمريكي.

لا تحدثني عن المؤسستين التشريعية والقضائية فكلاهما ذات سلطة محدودة لا تستطيع أن تغل تماماً يد الرئيس كونها لا تملك أن تكف يد الرئيس عن إعلان الحرب حتى ولو كانت عالمية ولا تجرؤ أن توقف قراره إلقاء القنابل النووية والهايدروجينية مثلاً فأي خطر أعظم من إعلان الحرب؟.

الرئيس الأحمق الأسبق بوش الابن والذي أغرق أمريكا في حروب هوجاء كلفت خزانتها والعالم ترليونات الدولارات ينتصب شاهداً على السلطة شبه المطلقة للرئيس الأمريكي.

لكن هل تغفل المؤسسة السياسية الأمريكية عن الخطر الداهم الذي يوشك أن يهدد أمريكا وهي ترى العالم أجمع يرعد ويبرق ويضج ويحذر وينذر من هذا الشيطان الرجيم والمسيح الدجال الذي يوشك أن يغرق أمريكا في بحر لجي كالذي أغرق الكرة الأرضية جميعها ذات يوم ما خلا سفينة نوح أو يقذف بها بل وبالعالم أجمع في هاوية سحيقة، وهل تسكت المؤسسة السياسية الأمريكية على هذا الأخرق وهي ترى حلفاء أمريكا الأوربيين أمثال المستشارة الألمانية والرئيس الكندي والحكومة البريطانية وغيرهم وغيرهم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حزناً وخوفاً وهلعاً مما يمكن أن يفعله هذا الجاهل الذي لا يدري عاقبة قراراته؟.

وقائع التاريخ الحديث تحدثت عن أدوار تقوم بها الأجهزة الاستخبارية في بعض البلاد لكبح جماح بل واغتيال من يهدد أمنها القومي وقد رجحت دوائر كثيرة أن تكون الاستخبارات البريطانية هي التي اغتالت الأميرة اللعوب ديانا الزوجة السابقة لولي العهد البريطاني الأمير شارلس حين استفزتها مغامراتها العاطفية.

هناك أدوار سرية كثيرة تقوم بها المؤسسات الاستخبارية تبقى طي الكتمان ولا أظن المؤسسة السياسية الأمريكية ستصبر على ترمب الذي أراها النجوم نهاراً في الأسبوع الأول من إدارته لدفة البلاد.

الاحتمال الأكبر ، إذا استبعدنا الاغتيال السياسي ، أن يورط الرجل في فضيحة كبرى ستنشأ في الغالب جراء جهله بما يتطلبه سلوك السياسيين من انضباط خلقي في المال أو العلاقات النسائية أو غير ذلك وأمامنا أمثلة حية مثل فضيحة ووترقيت التي أطاحت بالرئيس السياسي العريق نيكسون أو تلك التي أطاحت مرشحين للرئاسة الأمريكية (تيد كينيدي مثلاً) أو التي أوشكت أن تطيح كلينتون (مونيكا لوينسكي) وغير ذلك كثير، فما أسهل زج الرجل في مشكلة هذا أذا لم يوقعه فيها جهله المريع.

ما لم تفعل (السي آي ايه) ذلك فإن أمريكا والعالم سيشهد ما لم يشهده منذ الحرب العالمية الثانية ولا أشك لحظة في أن العالم سيكون مختلفاً جداً بعد أربع سنوات من حكم ترمب، كما لا أستبعد حرباً عالمية ثالثة يسببها طيشه ونزقه الغريب، أما أمريكا فإنها سيحل بها ما حل بأمم ظالمة كثيرة على امتداد التاريخ جراء ما أوقعته من ظلم على عالمنا الإسلامي خاصة.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. ياراجل ،،لم لسانك إنتو مابتتوبوا ، ماتشتم التزم بإنتقاء الكلمات بدلاً من هذه العبارات الجارحة.