مقالات متنوعة

كشات للمسؤولين


* بينما ينتظر أهالي الأحياء السكنية، والمناطق لصناعية اهتمام المحليات بالنظافة واستنفار آلياتها وكوادرها في جعل الأحياء والمدن في قمة النظافة أو على الأقل خالية من القاذورات، يفاجئنا المدير التنفيذي لمحلية بحري بحضوره على رأس جيش جرار من الشرطة مدعومة بالآليات وإزالة عدد كبير من الطبالي والمكتبات والأكشاك بالقرب من سينما الوحدة بحي الواحة، لم تسلم من هذه الهجمة محال قديمة يرجع تاريخ بعضها الى عشرات السنين، وقد اتهم المتضررون اللجان الشعبية بالحي بتأليب المحلية عليهم.

* المتضررون من أصحاب الطبالي، أكدوا أن الجرافات لم تمهلهم لإخراج محتوياتهم ما أدى الى تكبيدهم خسائر كبيرة، والمدير التنفيذي للمحلية يؤكد أن المحلية لا تعوض أي شخص وقع عليه الضرر باعتبار أن أصحاب المحال مخالفون لقانون الخطط الهندسية.
* حملات الدفتردار الانتقامية ضد المواطنين لم تقف عند محلية بحري أو الخرطوم فقط، بل امتدت لجميع المحليات بالعاصمة والولايات، وكالعادة لم تهتم الحكومة بأنيابها البارزة المسماة (محليات)، في تعويض المتضررين رغم أنها السبب المباشر في هذه الفوضى التي يحاربونها اليوم.

* محلية بحري وغيرها من المحليات، ماذا قدمت للمواطن على مستوى البيئة الصالحة على جميع المستويات، وماذا قدمت من بدائل لهؤلاء المواطنين الفقراء حتى تغزو مناطق رزقهم الوحيد وتقطع عيشهم؟
* من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل، يفترض أن تعي المحليات هذا الحديث جيداً قبل الإقدام على خطواتها الباطشة، غير المسؤولة.
* لأن هذا التصرف يؤكد عدم احترام للحق العام والحق الخاص من قبلها، بمصادرتها أو إتلافها لبضاعة المواطنين الذين هم في أمس الحاجة اليها.

* صرخات المواطنين المظلومين تتوالى يومياً بكل منطقة من مناطق السودان خاصة في العاصمة الخرطوم.
* هذه المشاهد تتكرر يومياً وبشكل أقسى من اليوم الذي تسبقه، الدفارات تكر على الباعة المتجولين وبائعات الشاي، والشارع يفر من أوله لآخره وتتشتت الأواني والبنابر والكراسي والكبابي والخضار والفاكهة وغيرها من البضائع القليلة، تلتقطها أيادي العسس بدون رحمة وبضحكات قبيحة ونفخة سلطوية كاذبة، التاريخ يعيد نفسه وحملات الدفتردار الانتقامية تعود بشكل وزي جديد.!!

* تصريحات مضللة لعدد من المعتمدين يؤكدون فيها إيقاف مثل هذه الكشات، ويكذبهم المدير التنفيذي لمحلية بحري بكشات قاتلة لأحلام وآمال الضعفاء في إيجاد لقمة عيش كريمة، تأتي الكشات لتدعس على أمل أمهات وأرامل ومطلقات ورجال لم يفتح الله عليهم بمهن أو وظائف ظلت حكراً على فئة محددة، فآثروا طريق افتراش الأرض والجلوس في الأكشاك وتحمل قسوتها وقسوة الأجواء المناخية التي يعملون تحتها.

* هؤلاء لم يجدوا ما ينفقونه على أطفالهم سوى هذه المهن وجلوسهم على قارعة الطريق أو في الأكشاك التي تعدها المحليات اماكن محظورة، بينما يعتبرها هؤلاء، الملاذ الوحيد الذي يشعرهم بالأمان والسلام الذي بات مفقوداً على أيامنا هذه.
* لسنا مع الفوضى ولا ندعو لها، ولكنا مع المطالب العادلة لهؤلاء الباعة الجائلين، وأصحاب الأكشاك، سواء أكانوا رجالاً أو سيدات بتوفير محلات ثابتة وقانونية في أماكن توفر لهم لقمة العيش الكريم، وتقيهم شرور الكشات وتتنزع معدات صرفوا ما صرفوا عليها من أموال ليفقدونها في ثانية وليس لهم أي حق في السؤال عنها أو المطالبة بها.

* وعلى المحليات أن تستنفر موظفيها وعمالها ومنسوبيها في كشات نظافة للأحياء والأسواق أولاً، ومن ثم الاتجاه لقطع أرزاق خلق الله ثانياً.
* وعلى المعتمدين، اتباع سياسة كشات للمسؤولين بمحلياتهم واتباع سياسة المباغتة لمعرفة كيف تُدار المحليات، وأين تذهب أموال الجبايات.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة