مقالات متنوعة

أداء هذا الوزير


٭ قبل نحو أكثر من شهرين وجه رئيس الجمهورية، الوزراء بكتابة تقارير عن أدائهم .. التوجيهات الرئاسية والتي تولى متابعتها وزير الدولة بمجلس الوزراء جمال محمود شددت على أن يكون التقرير بشكل شخصي، أي يكتب أي وزير ما اقترفته يده من فعل (صائب) أو (طائش).
٭ وأتمنى أن تقوم وزارة مجلس الوزراء بنشر التقارير، أو يتحلى أحد الوزراء بالشجاعة الكافية ويقوم بنشر تقريره لنعرف ماذا فعل .. ونحن على استعداد لنشر تقريره إن أراد.
٭ العبرة بالنتائج والتي تلمستها لدى شاب يستوزر على المستوى الاتحادي لأول مرة، وهو وزير الدولة بالصناعة د. عبده داؤود سليمان الذي يدير ملفات بينها (الزيوت) .. معلوم أن أكثر من مائة مصنع زيوت ظلت متوقفة عن العمل، بل إن الصناعة عموماً تعترضها مطبات (الإمكانات) لكن ماذا فعل الوزير؟.

٭ لم يُنظّر أو يقول حديثاً يذهب مع الهواء، قام بجمع البنوك وشرح لهم ببساطة فكرة تمويل المصانع المتوقفة، بضمان أصول المصانع، ومن المفارقة أو محاسن الصدف – لا أدري – استجابت البنوك وكانت الحصيلة وضع (244) مليار نقداً في محفظة تمويلية.
٭ دارت عجلة المصانع .. ثلاث منها حققت عائدات قدرت بنحو (10) ملايين دولار في ثلاثة أشهر فقط، وتم التصدير للخارج.. بدا الأمر وكأنه حلم، سمع النائب الأول بالأمر فاستدعى داؤود الذي نوره، ولأن الجنرال بكري (يتبع البيان بالعمل) قال : (نشوف على أرض الواقع) .. خصص يوماً لزيارة المصانع والاجتماع مع أصحاب المصانع المتوقفة، كان الأمر فوق التوقعات.

٭ مضى د. عبده عشر خطوات ولكن النائب الأول تقدمه بمائة خطوة، بعد أن آمن بالفكرة ووجه برفع قيمة المحفظة إلى (500) مليار جنية.. عشرات من المصانع انتقلت إلى خانة العمل.
٭ أمر مدعاة للدهشة، بقدر فرحتي إلا أنني حزنت وكأنما عبده يحمل عصا سحرية، لماذا لم يقم وزراء أخرون بما فعله عبده الذي لم يخسر جنيهاً عند بدء المشروع؟.

٭ الامر طبيعي جداً أن يحدث من عبده .. الشاب النحيل عندما كان معتمداً بـ (اللعيت) بشمال دارفور في العام 2010 زرته مع الوالي عثمان كبر .. لم تدخل شركة المحلية إلا وألزمها بقيامها بدور في إطار المسؤولية الاجتماعية.
٭ بل إن داؤود انشأ وقتها إذاعة بـ (اللعيت) .. ثم كانت تجربة النافذة الموحدة (التي يقشر بها بعض المسؤولين الآن) وقد طبقت في شمال دارفور عندما كان عبده وزيراً للمالية وشارك السودان بالتجربة في محفل خارجي وحصدت الفوز.

٭ ربما كان ذلك تاريخاً لكن داؤود يشرف الآن على عمل آخر وهو المشروع الوطني للتطوير الصناعي، قائم على بناء القدرات والتدريب ونقل وتوطين التقانة، وهو أمر لم يكن محل اهتمام الوزراء السابقين.
٭ ومهما يكن من أمر، أعتقد مع نشاط عبده، ليس هناك مايستدعي أن نحدثكم عن وزراء كل عملهم مطالعة الصحف والحضور بشكل كبير على (واتس آب).

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة