الطيب مصطفى

حول صفقة صحيفة الإنتباهة


يبدو أن مقالي حول طي صفحة الخلاف بين خصوم الإنتباهة لم يكن واضحاً بشكل كافٍ الأمر الذي لمسته من خلال تعليقات وأسئلة كثير من المشفقين والمهتمين.

للتوضيح أقول إن أسهم منبر السلام العادل التي كانت مسجّلة باسمي لدى المسجل التجاري قد تم بيعها للأخ سعد عثمان (العمدة) في إطار تسوية تراضى عليها الطرفان بما يعني أنني والمنبر قد خرجنا من (الإنتباهة) إلى غير رجعة.

ما دفعنا لذلك أننا رأينا أن ننهي الخلاف بعد أن عانينا – والألم يعتصرنا ويقض مضاجعنا – من تطاوُل فترة التقاضي التي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات، ولا يعلم أحد متى تنتهي سيما وأن سنوات التقاضي، التي ربما تمتد لعشر سنوات أو اكثر !!!، شهدت وفاة بعض المتقاضين، رحمهما الله تعالى وعوَّضهما الجنة.

كما ذكرت فإن كل مبلغ التسوية آل للمنبر ولم أحصل منه على قرشٍ واحدٍ، ولم تُبرم التسوية إلا بموافقة قيادات المنبر الذي يعلم الله أنه هو، ممثلاً في قيادته، من أنشأ الإنتباهة.

غلبنا في التسوية قيمة (كظم الغيظ والعفو عن الناس) والتي تَلونا أياتها البيِّنات من سورة آل عمران في بداية آخر اجتماع مشترك للجمعية العمومية لمساهمي الإنتباهة.

الشكر أجزله للبروف عبد الوهاب السيسي صاحب المبادرة الخيِّرة، ولكل من أسهم في رتق الفتق وتضميد الجرح الغائر وأوصي ملاك ابنتي الحبيبة الإنتباهة أن يستوصوا بها خيراً، فقد والله لعبت دوراً كبيراً في مرحلة مُهمَّة من تاريخ السودان حافظتْ من خلاله على هوية البلاد وأزاحت همَّاً وغمَّاً أرّق السودان على مدى عقود من مسيرة الدماء والدموع، وصحَّحتْ أخطاءً تاريخية أنهكت هذه البلاد، وإنني إذ أودِّع الإنتباهة تنتابني أحاسيس مُمِضَّة تشبه وتماثل مشاعر من يودع ابنته الحبيبة إلى دار الزوجية لتعيش مع رجل آخر لكنه، وهو يذرف دمعات الوداع، يظل مهموماً بها حانياً عليها متذكِّراً مولدها وطفولتها في حضنه الرؤوم وشبابها راجياً لمن ولاه أمرها أن يُحسن معاملتها ويُكرم وفادتها.

ترمب ونهاية العالم!

كنتُ قد كتبتُ مبدياً دهشتي أن تسمح المؤسسة السياسية الأمريكية لرجل أعمال ومال لم يمارس السياسة في حياته ولا يفقه أبجدياتها بأن يتولَّى المنصب السياسي والتنفيذي الأكبر في أمريكا وربما في العالم ،وأعني بذلك الرئيس الأمريكي ترمب، وتعرَّضتُ فيما تعرَّضتُ له إلى ما أخافني والعالم أجمع من تهوُّره وجهله المريع الذي وضع بين يديه سلطة شبه مطلقة تشمل إعلان الحرب، فعاجَلني الأخ مصطفى البطل الكاتب الصحافي الكبير والذي يحمل الجنسية الأمريكية ويقيم في أمريكا ويعلم خبايا السياسة الأمريكية .. عاجَلني بتصحيح قال فيه إن إعلان الحرب سلطة لا يملكها الرئيس الأمريكي لوحده وإن الكونجرس يتمتَّع بسلطة دستورية أعلى من سلطة الرئيس فيما يتعلَّق بالحرب وغيرها.

حمدتُ الله تعالى أن غلَّ يديْ ترمب الذي أخشى مما سيفعل خلال سنوات حكمه الأربع الأولى، وكنتُ قد بيَّنتُ أن ترمب يشكل خطراً ليس على أمن أمريكا القومي، وإنما على أمن العالم أجمع الأمر الذي حملني على أن أتوقَّع أن تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية والمؤسسة السياسية الأمريكية بتدبير حيلة تتخلَّص بها منه، هذا إذا لم يتم اغتياله (عديل كده).

مما أشار إليه البطل كذلك في إفادته أن ما يقوم به ترمب الآن من إجراءات عنصرية منكرة منع بها هجرة المسلمين من سبع دول من بينها السودان وأعلن فيها عن خطته لبناء جدار عازل بطول يتجاوز (3000) كلم لمنع الهجرة من المكسيك المجاورة، هو عين ما طرحه في حملته الانتخابية ويجد دعماً وتأييدًا ممن صوَّتوا له وأتوا به للبيت الأبيض رئيساً.

نسأل الله أن يجنِّبنا والعالَم تصرُّفات هذا الأحمق.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة