تحقيقات وتقارير

القصة الكاملة للمتهم البريطاني الذي دخل السودان بطريقة غير مشروعة


لم يدر بخلد البريطاني فيليب كوكس بعد أن تسلل من إحدى الدول الإفريقية عابراً الحدود للدخول إلى السودان أنه سيكون في قبضة السلطات خلال أيام معدودة.. جوازه الذي لا يحمل تأشيرة دخول لم يكن الخيط الأول لإلقاء القبض عليه، إنما ما توفر من معلومات بأن كوكس يتبع لإحدى المنظمات الكبرى المعنية بحقوق الإنسان وأنه يقوم بأنشطة مشبوهة لصالح المنظمة.
ومن تلك الدولة الإفريقية تسلل إلى الفاشر وبقي فيها فترة إلى أن تم إلقاء القبض عليه في الحادي والعشرين من يناير الماضي، وهناك تم استجوابه واحتجازه لأيام وترحيله بعدها إلى الخرطوم.. فما الذي حدث؟


جهاز الأمن والمخابرات الوطني، احتجز كوكس في الخرطوم، وقبل أن ينوي تقديمه إلى محاكمة عادلة أسوة بأجانب آخرين دخلوا السودان بطريقة غير مشروعة، وتمت محاكمتهم آخرهم التشيكي المدان بالتجسس.
وكان فيليب كوكس- حسب مصادر – رسمية قد اعتقل بالفاشر السبت 21 يناير الماضي حيث خضع لتحقيقات سجل من خلالها اعترافات بدخوله البلاد بطريقة غير شرعية، وكشفت التحقيقات عن تورطه في أنشطة ضارة بالبلاد ليتم نقله إلى الخرطوم لاستكمال التحقيقات والإجراءات اللازمة حيث تم إطلاق سراحه بموجب العفو الرئاسي وبعد إقراره قانونيا وتعهده كتابيا بعدم تكرار ما حدث.
وجاء العفو الرئاسي الصادر من رئيس الجمهورية منقذاً للرجل البريطاني الذي يبدو من ملامحه أنه في العقد الرابع من العمر.
ولكن قبل ذلك، قدمت الحكومة البريطانية وعبر سفارتها في الخرطوم طلباً رسمياً للسلطات السودانية بالإفراج عنه، حيث احتوى الطلب بحسب مصادر (السوداني) على إقرار تام بالخطأ الذي ارتكبه المواطن البريطاني بدخوله البلاد بطريقة غير شرعية.
وطبيعة هذه التهم والجرائم لا يتم التساهل معها – بحسب المصدر – إلا بعفو رئاسي بحيث لا تتمكن الجهات المختصة من جهاز أمن أو وزارة داخلية أو حتى وزير العدل بالعفو عن أي منهم.
المواطن البريطاني الأشقر علت وجهه ابتسامة عريضة ربما لقدرة سفارة بلاده على إجراء اتصالات سريعة وعالية المستوى لم تتأخر بالوصول إلى رئيس الجمهورية لطلب العفو والإفراج عنه.
من جانبه عبر السفير البريطاني بالخرطوم ميشيل أرون عن شكره وتقديره للسودان للمعالجة الحكيمة للأمر مشيرا لدى تسلمه مواطنه فيليب كوكس بحضور السفير خالد محمود مدير إدارة الجنوب والحدود بوزارة الخارجية إلى أن السلطات السودانية تعاملت بروح طيبة ومسؤولة مضيفا أنهم سيتخذون إجراءاتهم تجاه المذكور وأنه سيغادر إلى لندن في أقرب رحلة.
من جانبه أشاد فيليب كوكس بما لقيه من معاملة طيبة وكريمة من السلطات السودانية منذ اعتقاله وحتى إطلاق سراحه.

مطلوبون سابقون
المتهم الذي تم تسليمه من السودان للحكومة البريطانية ليس الأول، وإن كانت طريقة تسليمه لا تدل على محاكمة قد تواجهه فور العودة إلا أنه أعاد إلى الأذهان متهمين ومجرمين آخرين سلمهم السودان إلى بلادهم.
فقبل أسابيع سلمت الخرطوم التونسي معز الفزاني الذي تطارده سلطات بلاده دوليا باعتباره أحد مدبري هجمات باردو الإرهابية التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث قالت السلطات إنها قامت بإيقاف الفزاني في سياق تعاونها في مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود.
قبل ذلك وفي يونيو الماضي، اعتقلت الحكومة الأريتري ميريد يهديقو مدهاني، بتهمة تزعم إحدى أكبر عصابات تهريب البشر وسلمته إلى إيطاليا، كما سلمت الخرطوم السلطات النيجيرية أمينو أوغوشي المتهم بالانتماء لجماعة “بوكو حرام” والذي يُعتقد أنه مدبر تفجير محطة للحافلات بأبوجا، وكان المتهم يدرس بـ”جامعة إفريقيا العالمية” في الخرطوم.
مطاردة دولية
لا تخرج عمليات تسليم المطلوبين دوليا من اتفاقيات ثنائية للتعاون الأمني، أو تفاهمات متعددة إقليمية ودولية كما هو الحال عبر قنوات البوليس الدولي “الإنتربول”.
وفي حوار مع (السوداني) قال الخبير الاستراتيجي في جهاز الأمن والمخابرات الفريق حنفي عبد الله إن السودان لم يسلم مطلوبين إلى الولايات المتحدة لأن اتفاقية ثنائية موقعة بين الطرفين، رغم التعاون الذي كان بينهما في مكافحة الإرهاب.
وفي ذلك تقول أستاذة القانون الدولي د.زحل الأمين في حديث سابق لـ(السوداني) إن أمر تسليم المطلوبين دوليا يخضع لاتفاقات دولية متعددة أو ثنائية تسمح بتبادل تسليمهم، وتلفت إلى أن موقع السودان الجغرافي وحدوده المفتوحة مع دول فقيرة ومناطق نزاعات جعلته موقعا مهما في مسارات الهجرة غير الشرعية وهو ما يسمح بتسلل عناصر متطرفة أو مجرمة.

نشرات متلاحقة
في سياق متصل يصدر البوليس الدولي الإنتربول نشرات دورية لملاحقة المطلوبين حول العالم عبر ما يعرف بالنشرة الحمراء، وتتنوع تلك الجرائم بين الإرهاب والمخدرات وانتهاءً بالاحتيال والشيكات المرتدة والاعتداءات الأسرية. ويتحاشى الإنتربول التعامل مع القضايا ذات الطابع السياسي أو العسكري، وقد قام الإنتربول في الآونة الأخيرة بإصدار نشرات حمراء تضمنت نحو 6 آلاف شخص متهم بالانتماء لـ(داعش) من بينهم سودانيون، وقد قامت السلطات بتعميم القائمة على الأجهزة المختصة بالسودان وإدراجها في قوائم الحظر بالمطارات والموانئ.
من جهته يقول مدير إدارة الإنتربول بالإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية السودانية العقيد معاوية صديق إن السودان لديه اتفاقيات تعاون لتسليم المطلوبين مع عدد من الدول فضلاً عن التزاماته الدولية عبر الإنتربول فيما يتعلق بتوفير معلومات عن المتورطين والمطلوبين وتسليمهم لسلطاتهم. ويشير صديق في حديث سابق لـ(السوداني) إلى أن الخرطوم قامت في الآونة الأخيرة بتسليم عدد من المطلوبين من بينهم مطلوب للسلطات النيجيرية متهم بانتمائه لجماعة “بوكو حرام”، وسوري مطلوب للسعودية على خلفية قضية مخدرات.
عفو رئاسي
ربما كانت أشهر عمليات تسليم المطلوبين تسليم الخرطوم للفنزويلي كارلوس إلى السلطات الفرنسية، وكانت تقديرات الخرطوم وقتها أن كارلوس لم يكن مستجيرا بل استغل سماحة القانون ودخل السودان، وأشارت إلى أنها أعطت المطلوب الفرصة كاملة لمغادرة السودان قبل أن تقوم بتسليمه لفرنسا في منتصف أغسطس 1994.
ومن غير المعروف حتى الآن إن كان البريطاني فيليب كوكس سيتعرض لمساءلة بعد وصوله إلى بريطانيا، فالتهمة كانت موجهة له من قبل السلطات السودانية وقد لا تثير اهتمام الحكومة البريطانية بقدر ما يهمها إطلاق سراحه وعودته إلى بلاده.

تقرير: لينا يعقوب
السوداني


‫7 تعليقات

  1. مجرم يستحق المحاكمة ووجوده إشارة إلى نوايا بريطانيا والغرب في استمرار تضليل العالم بكذبة الإبادة الجماعية في دارفور

  2. بريطاني واحد منهم بعدة قضايا لم تدخر الحكومة البريطانية جهدا حتى أطلق سراحه
    ونحن المصريين يقتلو في المعدنيين داخل حدودنا وتنهب معداتهم واموالهم ولا يتم التطرق لهذا الموضوع في وزارة الخارجية

  3. اول مره اعرف السودان بدخلوه بتاشيرة
    هي حظيرة قرنقوزا دي الداخل فيها منو ؟
    الراجل وسيم
    بالجمبه يشبه بيكهام

  4. في الحقيقة الدواير مشغولة ..
    لكن ممكن تتصل ب مدير أعمالي
    وهو يرتب ليك موعد

  5. اهم حاجة عندك عضلات في بطنك ؟
    بصراحة ما بحب الراجل العامل زي قنطار القطن
    المنتظر يوزنوه

  6. فعلا والله انت إلا أجنبية حتي ترضي بيك
    رأيك شنو تمشي انجمينا ؟