صلاح الدين عووضة

قبل (الكرافتة) !!


*وقفنا أمام مدخل قاعة الصداقة تلبية للدعوة..

*دعوة بمناسبة زيارة حسني مبارك البلاد قبل سنوات خلت..

*ورغم الدعوة (الرسمية) مُنعنا من الدخول لسبب نجهله..

*أو هي الأسباب غير المعلومة ذاتها التي يُواجه بها الصحافيون كل مرة..

*وكنت وقتها رئيساً للقسم السياسي بالزميلة (الرأي العام)..

*وبرفقتي- أو أنا الذي في معيته- رئيس التحرير (ذات نفسه) إدريس حسن..

*وطال الانتظار الممل لنحو ساعة من الزمان..

*وحين هممنا بالعودة- انتصاراً لكرامتنا- جاء من أقصى القاعة رجل يسعى..

*وقال لمن كانوا لدى الباب (يا قوم دعوهم يدخلوا)..

*وحين دخلنا وجدنا مبارك- وجماعته- يهمون بالخروج (خلاص)..

*وبعض جماعته هؤلاء نفر من صحافيي بلده، كباراً وصغاراً..

*بل كانت من بينهم (هلفوتة) صغيرة تنزل السلم مع رئيسها (الحجل بالرجل)..

*أما نحن فكنا (هلافيت) كلنا في نظر المسؤولين عن التأمين..

*سواء من كان منا رئيساً لقسم، أو صحافياً مخضرماً، أو حتى رئيساً للتحرير..

*وكتبت- عقب ذلك- كلمة بعنوان (الهلافيت)..

*و(احترمت) نفسي منذ ذلكم اليوم وبعدت عن مواطن (الهلفتة)..

*والمهم في الموضوع أنه ما كان هنالك معنى لدخولنا بعد أن (خلصت الحكاية)..

*اللهم إلا أن (نتمغص) ونحن نشاهد رصفاءنا المصريين..

*نشاهدهم وهم يحظون باحترام الجانب المصري- والسوداني- على حد سواء..

*بل و(يقدلون) على السلم- هبوطاً- مع رئيسهم ومرافقيه..

*والبارحة كتب بعض زملائنا- بحسرة- عن شيء مماثل حدث لهم..

*فهم (كركروهم) من العاصمة لحضور احتفال سدي أعالي عطبرة وستيت..

*فوصلوا- عند نهاية الحفل- وعادوا دون أن (يفهموا حاجة)..

*أو كما قال- توصيفاً- أحد الزملاء (كنا مدلدلين مثل ديوك البطانة، ذهاباً وإياباً)..

*وذلك بدلاً من أن يكون كلٌّ منهم (ود شيوخ البطانة)..

*أو على الأقل، يكون مثل تلك الصحافية (المفعوصة) التي رافقت مبارك..

*فالصحفي لا يجب أن (يدلدل) رأسه إلا للحقيقة..

*ونظراً لما عانوه من رهق نقول لهم : أحمدوا ربكم أن كنتم ديوك بطانة..

*فديوك (بنات طه) كان حظها أسوأ حيث قتلتها (البهدلة)..

*ولعل زميلنا عثمان ميرغني أراد أن يعطي المهنة بعض احترامها فربط (الكرافتة)..

*وتبعه في ذلك زميلنا الظافر، وآخرون..

*ولكن المهم- قبل ذلك- (ربط أرجل اللهفة) إزاء دعوات قد تنتقص من قدر الصحفي..

*وذلك ما فعله شهيد صحافتنا محمد طه من قبل..

*كان يرى نفسه (أرفع) من أن يهينه بعض رفقاء الأمس، أو تلاميذه..

*وبكتاباته كان أهم- وأقوى- من أي مسؤول..

*دونما حاجة إلى (كرافتة طويلة !!!).

صحيفة الصيحة