تحقيقات وتقارير

صراع النفي والإثبات في جنوب كردفان.. “الوطني” والإصلاح الآن.. غزوة جديدة ضد (غازي)


سارعت دائرة كردفان بحركة الإصلاح الآن، يوم (السبت) إلى إصدار تعميم صحفي، ينفي بالمرة انسلاخ قيادات الحزب بولاية جنوب كردفان عن صفوف الحركة، ويستنكر انضمامهم إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

وأورد المركز السوداني للخدمات الصحفية المعروف اختصاراً بـ (إس. إم. سي)، على لسان مراسله في كادوقلي، يوم (الجمعة) أن حزب حركة الإصلاح الآن، بولاية جنوب كردفان، اندغم بكامله في المؤتمر الوطني.

وبموجب الخبر الذي نقلته صحف الخرطوم عن المركز الصحفي، فإن الولاية المتاخمة لحدود دولة جنوب السودان وتسعى الحكومة بقيادة المؤتمر الوطني لاسترداد أجزاء واسعة منها من قبضة الحركة الشعبية؛ باتت خلواً بالكلية من أنصار د. غازي صلاح الدين العتباني، الذي خرج مغاضباً من حزب المؤتمر الوطني، ناشداً الإصلاح، في أعقاب أحداث سبتمبر من العام 2013م.

تبريرات
على ذمة (إس. إم. سي) فإن مكتب حركة الإصلاح الآن بجنوب كردفان انضم بكامل هياكله وعضويته لحزب المؤتمر الوطني. وبرر قائد المنضمين، العمدة منصور، هجرة الحزب برمته نواحي الوطني؛ جراء الاختراقات الأخيرة التي أحدثها الحزب الحاكم سواء في ملفات الداخل (الحوار الوطني والسلام في المنطقتين) وملفات الخارج (الانضمام للحلف الخليجي وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة)، فضلاً عن الخطى الحثيثة له في ملفي إصلاح الحزب والدولة.

وطبقاً للمراسل، فقد نظمت حكومة ولاية جنوب كردفان احتفالية كبيرة بالمنضمين، كان على رأسها رئيس الحزب بالولاية الوالي، د. عيسى آدم أبكر، كما أوفد المركز رئيس دائرة جنوب كردفان عبد المعز حسن.

وقال الوالي في كلمة قصيرة إن المنضمين للوطني يمثلون امتدادا لمسيرة الحزب في الولاية التي قال إن الحاكم فيها يمتلك خطة إستراتيجية وبرنامج عمل للثلاثة أعوام المقبلة، بالتركيز على تقوية الصف، والعمل من أجل استدامة السلام بالولاية.

ومن المقرر إقامة انتخابات عامة في البلاد بحلول مايو 2020م لانتخاب رئيس ومجالس تشريعية جديدة.

فبركات
بكثير من السخط تقبلت حركة الإصلاح الآن، نبأ انضمام كامل مكاتب وعضوية الحزب بجنوب كردفان للمؤتمر الوطني. وابتدر رئيس الدائرة السياسية في الحزب، د. أسامة توفيق، حديثه مع (الصيحة) بتساؤل عن كيف ينضم كيان اعتباري بكامله لحزب آخر، وقال إن ذلك تدليل على أن الخبر غير صحيح بالمرة، ولغايات التحديد والدقة، فقد وصف توفيق الخبر بالمفبرك والمختلق.

وفي تجلية الموقف، قال أسامة، إن عضوية الحزب في الولاية تمارس أنشطتها باعتيادية، مشيراً إلى أن قائد المجموعة وجميع من ظهروا في احتفالية المؤتمر الوطني إما مفصولون من الحزب بمعية محمد بشير سليمان، أو أعضاء في المؤتمر الوطني في الأساس.

وكان الفريق أول ركن محمد بشير سليمان انشق عن حركة الإصلاح الآن في العام 2015م بدعاوى أن إدارة رئيس الحركة تنم عن دكتاتورية رئيس واضحة مع هيمنة كاملة على القرار، بينما ردت الحركة بأن الفريق رجل متقلب وغير ملتزم بالإصلاح لا حزباً ولا سلوكاً.

قدرة جذب
يؤكد القيادي بحزب المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان، د. علي الشايب أبو دقن، أن حزبه يمتلك قدرة جذب كبيرة بسبب إستراتيجياته وبرامجه الواضحات، مع امتلاكه مشروعات قادرة على حل مشكلة جنوب كردفان، وفي الصدد أشار إلى قبول الحزب بالخطة الإنسانية التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية لإغاثة المتضررين من الحرب، وذلك في مقابل رفض الحركة الشعبية.

يقول أبو دقن لـ (الصيحة) إن المؤتمر الوطني حالياً في أفضل حالاته، عقب انفتاحه على دول العالم وقوى الداخل لإبرام تسوية سياسية عبر (الحوار الوطني)، مقللاً من الأحاديث القائلة بأن المنضمين لحزبه في جنوب كردفان هم في الأساس منتمين لهم، وقال إن الوطني ليس في حاجة إلى مسرحية، فمجتمع جنوب كردفان يعرف كل الطيف السياسي، ولن تنطلي عليه الخدع، مختتماً أقواله بأن المغالين لوحدهم هم من يمارسون الشنآن الدائم ضد الحزب الحاكم وعناصره، لا سيما في حالة الهجرات نواحي ديار الوطني في المركز والولايات.

بالضرورة
معركة كسر عظم معلومة، يدور رحاها بين حزب المؤتمر الوطني وحركة الإصلاح الآن المتخلّق من ضلعها، حيث اتهمت الحركة في وقت سابق الحزب الحاكم بالعمل على (تغويص) كوادره بداخلها والعمل ما أمكن على الإضرار بأنشطة الحركة.

وبالطبع ينفي حزب المؤتمر الوطني تلك التهمة، ويقول إن محاولات معالجات الحركة لمشكلاتها بالهروب أماماً بأنه أمر لا يجدي فتيلا.

وكانت حركة الإصلاح الآن قد فقدت في وقت سابق، العميد (م) صلاح الدين كرار، الذي عاد إلى حزب المؤتمر الوطني، وتبوأ مركزاً قيادياً فيه، بعدما انتهت فترة عقوبة أوقعها الوطني بحقه في أعقاب توقيعه على المذكرة الإصلاحية التي تقدّمها د. غازي صلاح الدين العتباني.

وخلافاً للقوى الأخرى، فإن صراعات الإسلاميين تجد حظاً وافراً من النشر والنقد والتحليل، لا سيما أن هذه الصراعات تكون محتدمة جداً من جراء المعارف والعمل المشترك، وتلك لوحدها وسيلة كافية لإيقاع الأذى الجسيم بالخصوم.

الخرطوم: مقداد خالد
صحيفة الصيحة