قصة وداد وكيف فازت بزوج جارتها

لم تكن دميمة لا فی خلقتها ، ولا فی أخلاقها .. ولكن ظروف أسرتها والتركة الثقيلة والتي خلفها رحيل والدها ومرض والدتها .. جعلت كل العيون تتخطاها …حتى أخذت السنين تسحب وتنهب من حسنها وشبابها ونضرتها .. وكانت لها جارة سليطة اللسان ، قليلة الإحسان .. كلما راتها فی مناسبة تحدثت عن العنوسة وبورة البنات .. وعندما تحاول وداد أن تدافع عن نفسها وعن بنات جيلها يحتد النقاش وتلجا جارتها الی الأسلوب الرخيص والابتزاز … ها البايره دی .. اسكتی .. فتمتلی نفس وداد غما علی غم وهما علی هم وتغادر المكان ودموعها فی عيونها ..

شكت وداد لوالد جارتها ولوالدتها ولصديقاتها ولم ترتدع .. وذهبت لجارتها فی بيتها وحذرتها .. إنها لن تسكت لها بعد اليوم وستندمی اذا سمعت منك مثل هذا الكلام مرة تانية … فثارت فيها جارتها مرة أخرى ؛ بالله .. حا تعملی شنو يعني .. هسي فايره كدا .. وأنا قلت حاجه غلط .. بايرة وستبن بايرة ..

خرجت وداد تبكي وتتنهف وتقش فی دموعها … وقعدت يوما كلو تفكر ..كيف ترد علی إساءة جارتها وتعيد الاعتبار لنفسها .. نظرت الی وجهها فی المرآة .. وقررت أن تهتم بنفسها .. ومش الراجل البنبزوا بيهو ده .. كان بشتروا بالقروش بشتريهو … وأخذت تعتنی ببشرتها وشعرها ولبسها ومظهرها ..وبدأت الأنظار تتجه اليها والعيون تتابعها من مكان الی مكان .. وهي تتعمد المرور كل يوم أمام بيت جارتها النكدية …

وبدأ الخطاب يتوافدون وهي ترفض … وتقول مرتبطة .. حتى دق بأبها فی ذلك اليوم راجل جارتا وطلب منها الزواج .. وافقت بدون تردد ولكن بشرط بيتی برأي ومرتك دی بی عيني ما اشوفا … وأول زول يعرف الخبر ده تكون هی .. عشان ده حق من حقوقا …قال ليها حاضر .. هسی من دربی ده عليها .. ومشی زولنا طوالی وناداها وقال ليها شوفی يا بت الناس عشان ماتسمعی واجيبنو ليك ستات القهوة .. انا داير اعرس وزي ما عارفه ده حق شرعی من حقوقی .. وطبعا هی لسه ما مستوعبا وفاكره الحكاية هظار .. وتعرس وين انشاء الله ؟
قام قال ليها ؛ وداد بنت الجيران … وعلي الطلاق الكلام ده جد ما ضحك وهظار …
شهقت وصرخت ؛ البايرة !!؟؟؟؟
وقعدت تبكي وتضری التراب فوق رأسا ، وتتدردق بالوطا وتولول ، واعلي .. واعلي .. أحيي .. أحيي .. ده الجبتو بی أيدي .

احمد بطران