رأي ومقالاتمدارات

اضحت (محاسن) طارق جيب الله .. أشهر من (عزة) خليل فرح


ليس غريبا ابدا ان تصبح (محاسن) سيدة للمشهد السوداني
وليس غريبا ان تصبح سيرتها اكبر من سيرة دونالد ترمب
فمحاسن الأسطورية التي نبعت من وحي خيال طارق جيب الله الشهير هي تجسيد حقيقي لكل التحولات التي طرأت علي مجتمعنا الذي كان يذخر بالمحاسن.. فأصبح يفخر بالملاسن !
محاسن هي البردعة التي نمسك بها بعد ان عجزنا عن مسك الحمار..
محاسن هي الابتسامة التي لا تغادر الشفاه الا قليلا .. والتي تخفي خلفها حنق السنين وغبنها ومرارتها..
محاسن هي الكائن الأسطوري الذي وحد شعبا مزقته الحروب ومزقه التناحر والخلاف والعنصرية والسياسة والجهل والمرض والتشريد والهجرة والتغرب ..فاتفق لأول مرة حول كلمة واحدة هي (محاسن)..
محاسن هي من تصب الحرجل الذي ربما قد يخفف قليلا من غثيان الفساد والنصب والاحتيال والقتل والاغتصاب
محاسن هي من تصب “العرقي” الذي يغيب العقول قليلا علها تنسي بعضا مما حل بوطن كان في القمة وأضحي يتلمس خطاه عبثا فلم يجد له مكانا مع شاغلي القاع
وما ذنبها محاسن ان لم تجد سوي الحرجل “والانقارة” لتصبهما مقابل دريهمات لا تثمن ولا تغني من جوع.. ولا تسد رمق أطفال يتامي؟
كم من محاسن نسيت اصلا أنها امرأة لها محاسن وأسقطت من حسابها شيئا اسمه الرجل ..واضافت عليه “حاءا”؟
فالامر في بلدها سيان: الحرجل مصبوب .. والرجل مصلوب!
ويا لغرابة الصدف.. ولن اقول يا “لمحاسنها” بالطبع..فقد أضحت محاسن شاهدة علي التحول الثقافي الرهيب من (اقيس محاسنك بمن) و(ان عشقنا بنعشق محاسن) في الضواحي وطرف المدائن .. و(المحاسن اغرتك وبقيت عشوقها) .. الي اسم هلامي خرج من فيه (اي فم) احد “ظرفاء” قاع المدينة لتصبح ختما يوقع علي كل رسالة وكل طرفة وكل قصيدة او حتي كل مرسوم جمهوري …
واضحت (محاسن) طارق جيب الله .. أشهر من (عزة) خليل فرح
رغم ان “محاسن” رمز الهروب من الوطن.. “وعزة” رمز الهروب اليه !!
محاسن ليست “محاسن الموتي” التي تذكر.. بل “محاسن الأحياء” تذكرهم بأنهم ما زالوا علي قيد الحياة في وطن قد مات وشبع موتا وينتظر من يذكر محاسنه ..!!
محاسن صبي لي حرجلا مخلوطا بانقارة .. ولا توقظيني حتي يعود وطن محاسن من غربته!

د. لؤي عبد النور


‫4 تعليقات

  1. والله عالم لايوقه لياقة عجيبة
    محل الزول يقبل يلقى محاسن

    .
    .
    الحلانا من عم عبدو يحلنا من محاسن