صلاح حبيب

يا فرحة ما تمت!!


أسدل الستار على بطولة الأمم الأفريقية رقم (31) (الأحد) الماضي، والتي استضافتها دولة الغابون، وكانت مصر تُمنِّي النفس بالحصول على الكأس في مباراتها النهائية مع الكاميرون الند التقليدي لها في كثير من النهائيات التي جمعت بينهما، وكانت حظوظ مصر هي الأكبر، ولكن فرحة مصر لم تكتمل بحصولها على الكأس هذه المرة، ونجحت الكاميرون في الوقت القاتل أي الدقيقة (88) من عمر المباراة من خطف بطاقة الفوز من تحت أقدام الفراعنة.

مصر التي عانت الفترة الماضية من حالة الاضطراب والفوضى والانقسامات، ولكن بطولة أمم أفريقيا وخوضها المنافسة جعل معظم الشعب المصري يلتف حول فريقه، وتوحَّدت الجماهير والأمة المصرية التي تعشق الرياضة بصورة لا تتوفر لدى الكثيرين من شعوب العالم.
قبل المباراة نقلت القنوات المصرية مشاهد الفرح والأعلام مرفوعة على جدران المنازل والشقق في محافظاتها المختلفة، ودعوات الكثيرين بأن يوفق الله المنتخب المصري بنيل الكأس، وهذا المشهد التضامني من الجماهير يؤكد عظمة هذا الشعب وتناسيه لمشاكله مهما عظمت خلافاته، ولا أحد في ذلك اليوم إلا ولسانه يلهث بالدعاء لتحقيق المراد، وهو الحصول على أغلى كأس في أفريقيا.

المنتخب المصري عمل ما عليه رغم أنه لم يكن من الفرق المرشحة للبطولة، ولكن عزيمة الفراعنة جعلتهم يحققون انتصاراً بعد انتصار، حتى وصلوا المباراة النهائية والتي كانت حلماً بالنسبة لهم، ولكن الحظ عاكسهم رغم تقدمهم بهدف حتى نهاية الشوط الأول.
الفراعنة قدموا مباراة كبيرة وأسعدوا جماهيرهم بخطف البطاقة الثانية وجرى لهم استقبال حافل من قبل الدولة وعلى رأسه رئيس الجمهورية “عبد الفتاح السيسى” ولو نال الفراعنة كأس البطولة لكان أول كأس ينالوه في ظل رئاسة “السيسي”، ولكن الرئيس لم يقصر معهم فاستقبلهم استقبال الأبطال وكأنهم عادوا بالكأس، وهذه الروح التي جسدتها الرئاسة ترفع روح اللاعبين ليقدموا في البطولات القادمة كل ما يملكون من فدائية وروح قتالية لنيل البطولة.

إن مصر قلب أفريقيا النابض فقد احتضنت كل من يملك مقومات الإبداع في مجال الرياضة، وتشرَّف أبناء السودان باللعب مع الأندية المصرية منها: الأهلي والزمالك، أمثال “شطة” و”سمير محمد علي” و”الرشيد المهدية” وغيرهم من المبدعين في المجال الرياضي، أما في مجال الفن فما زالت “جواهر” السودانية تصدح بالغناء في مسارحها و”ستونة” والعديد من المبدعات في هذا المجال، وقد سبقهم من قبل “سيد خليفة” و”أحمد المصطفى” والعديد من أساطين الفن والغناء السوداني.

إن الفراعنة وما قدموه في نهائي بطولة أمم أفريقيا سيظل خالداً إلى أن تبدأ الجولة القادمة من البطولة في العام 2019م، والتي ينتظرها محبي وعاشقي الرياضة في أفريقيا والوطن العربي بفارق الصبر، ولا نستطيع إلا أن نقدم التهنئة للفراعنة بحصولهم على المركز الثاني في البطولة، ونقول لفريق الكاميرون ألف مبروك، وقد أثبتوا أحقيتهم بالكأس وباللقب، وكانت الجماهير المصرية تُمنِّي النفس بالحصول على الكأس، ولكن فرحتهم لم تكتمل.. وكما يقول أهلنا العرب: (خيره في غيرها).

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي