سياسية

عيد الحب.. استعدادات رغم (التحذيرات)


شَنّ أئمة مساجد ودعاة بالخرطوم، هجوماً عنيفاً على المحتفلين بـ “عيد الحب”، واتهم إمام مسجد بالخرطوم، الدولة بالتواطؤ مع احتفالات عيد الحب، وقال د. الشيخ عباس خطيب مسجد الحاج يوسف مربع (13) في خطبة الجمعة أمس: “إنّ الدولة تساعد في ذلك بسماحها واستخراجها لتصاديق للبعض لإحياء حفلات احتفالاً بمناسبة عيد الحب في المسارح والصالات”، واعتبر عباس الاحتفال بعيد الحب أمرا مُحرّماً شرعاً، وزاد عباس: “إن المشاعر ليس مكانها شارع النيل”، ويصادف يوم (الثلاثاء) المقبل الرابع عشر من فبراير الجاري الاحتفال بعيد الحب، الذي يُعرف بـ (الفالنتاين)، وبرغم من أنّ المناسبة خاصة بالنصارى لكونها احتفالاً بعيد “القديس فالنتاين”، إلا أنها لدى العديد من الشباب أصبحت تمثل لهم احتفائية خاصة، تتجاوز الدين والمكان، وقد درج الشباب على الاحتفال بالمناسبة بطقوس موحدة، من بينها ارتداء ألوان الحب الزاهية كـ (الأحمر، البنفسج، الزهري، الوردي والأبيض)، وتبادل الهدايا، ومع طبيعة الشخصية السودانية التي تخفي مشاعر الحب والتعبير عنها بين الأزواج، فإنها بالنسبة للشباب مطلقة ومعلنة.
وفي الأثناء، يحذر رجال الدين والمحافظون الشباب من الاحتفال بعيد الحب، على اعتبار أنه تقليد أعمى لما يعتبرونه عادة دخيلة للمجتمع السوداني، ناسبين العيد للوثنيين الرومان.. وتبدو الصورة هذا العام طبق الأصل للأعوام الماضية، حيث انبرى عدد من أئمة المساجد في خطبة الجمعة لعيد الفالنتاين بقوة ووصفوه بالمظهر السالب، كما اعتبروه نوعاً من التردي الأخلاقي في الأمة يستدعي قيام الجهات الرسمية المُختصة ومنظمات المجتمع الوطني في توعية الشباب، وعزوا انحراف وميل الشباب للغرب لغياب القدوة الحسنة داخل المجتمع.
في السياق، ذكر عباس أننا أمة مختارة ، وواجب علينا هداية الناس ولا يجب إتباع من يدعون لمثل هذه المخالفات، مسترشداً بالحديث الشريف “لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّه الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَن”.
من جهته، بدا خبير شؤون الجماعات الإسلامية د. محمد خليفة الصديق غير مستغرب من ظاهرة الاحتفال بعيد الحب بقوله: هي ظاهرة سنوية وهي تنم عن غزو فكري للشباب للاحتفال بهذه المُناسبات، ووصف البلاد بأنها أصبحت منخفضاً حضارياً للاحتفال بالثقافات الوافدة التي لا تتماشى مع منهجنا الإسلامي، لكن د. خليفة أشار إلى أنّ هناك تخوفاً من العلماء بتأثيرها على الأسر، وأن عيد الحب يؤثر على الأخلاق لأنه يفتح العلاقة بين الشباب ويؤدي لإشكالات كبيرة داخل الأسر، ولابد للعلماء التحرك في هذا الموضوع، وحسب وجهة نظري أنها تكون عبر النقاش الهادف والحوارات لا بالخطب المُتشدِّدة التي قد تؤدي لنتيجة عكسية، لجهة أنّ رُوّاد هذه الأعياد هم شباب، ولا ينحصر الدور على المساجد فقط، بل يتعداها إلى مؤسسات الدولة كالجمارك التي يجب أن تمنع استيراد الهدايا وأمن المجتمع الذي يجب عليه مراقبة أماكن التجمعات، ولم يستبعد خليفة حدوث مصادمات طالما أن هناك تعبئة في اتجاهات مختلفة في الرأي العام، وأن منابر الجمعة اتفقت ضد سلوك عيد الحب وبعضها قد يكون خطباً نارية قد تؤدي لتجييش الشباب الغاضب المتحمس.
يذكر أن يوم (الفالنتاين) أخذ شهرة واسعة، وخاصة لدى الشباب وطلاب الثانوي والجامعات، ويتسابق المحبون والعشاق نحو محال الهدايا والتحف والأناتيك والورد الطبيعي لشراء الهدايا لمحبيهم، كما أصبح مهرجاناً للفنانين، يحرصون فيه على إحياء حفلات عامة بالصالات والأندية والحدائق يحضرها من يسمون بالعشاق، ويتجه بعضهم صوب الولايات لإحياء حفلات هناك، لكن رغم ذلك هنالك آراء متباينة حول الاحتفال به في بلد لا يزال متمسكاً بالعادات والتقاليد، كما يرى البعض أنّ علاقات الحب انفلاتات شبابية .

التيار


‫2 تعليقات

  1. جزاك الله خير .. وزادك الله حرصاً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
    هل لنا أن نتعرف على شخص (كاتب المنشور ) ..
    تحياتي .. شيخ عباس

  2. فإن الله شرع للمسلمين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى. ودليل ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: “ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال يا رسول إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر ” ووجه الدلالة من الحديث أنه لو كانت هناك أعياد للمسلمين غير هذين العيدين لدل النبي صلى الله عليه وسلم صحابته والأمة بعده عليها. وبهذا يعلم أن أي عيد غير هذين العيدين هو من الأعياد المحدثة المبتدعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد